سارة كرودي
تصلك دعوة من صديق لحضور دورة تدريبية، أو جمع عام، أو نشاط روتيني لجمعية ما…، هناك بالضبط تتفاجئ بمجموعة من الأشخاص تتحدث بطلاقة، و تبرز نفسها، تقود، تسير وتنشط، بيد أن مجموعة اخرى تصفق لها، و تحذو حذوها.
أسئلة عدة تتضارب وأفكار متناقضة… تمطر كلمح من بصر، كيف تصل لهذا مستوى دون شرط الشهادة العليا ؟ كيف تصل لهذا مستوى وأنت طالب، طالب باحث ؟
العمل الجمعوي هو ببساطة، وقت تقضيه خارج الدراسة أو العمل الوظيفي، و المسؤوليات المنزلية، هو فضاء غير ملموس، تخرج فيه الطاقات والمواهب، تحتك فيه بالواقع، وتتحمل مسؤوليات جمّى…
القصص تختلف من جمعوي لآخر، و لكن أغلبهم يقول إن أولى الخطوات تتمثل في الانخراط في جمعية ما، ثم احتكاك بواقعها، بعدها تبدأ عملية الملاحظة و التحليل… برود سائد… وتوقف مؤقت؛ لكن سرعان ما تجد نفسك تنساق مجددا، ببساطة أصابتك العدوى !
أريد التوقف … الجو غير ملائم … اليأس، لكنني أحب الميدان، كيف ؟ كيف أحقق المعادلة ؟!
بعضهم يقول إنه سلك طريق التكوينات لاكتساب الخبرة وتحسين المؤهلات التقنية والمهنية، كذا وتطوير القدرات بغية الانعاش أو بالأحرى تحديث المعرفة والمهارة، في إطار الاندراغوجيا.
وهنا بالضبط نجد مفهوم العمل الجمعوي الصحي العلمي المبني على أسس علمية، بينما توجد العدوى التقليدية المحصورة في الصور، و المصالح، سواء أ كانت شخصية قريبة أو بعيدة المدى…
هذه خربشات قلمي التي تحاكي تجربة؛
تجربة مرض لا شفاء ولا علاج له، عدوى لم يخترع لها مضاد بعد، كيف لا وهي عدوى العمل الجمعوي؟!.