عزالدين عيساوي
هل الإيمان قضية خاصة بالفرد أم بالمجتمع؟ و هل إيمان الفرد منعزلا و دون سند له نفس القوة عندما يكون في إطار جماعة؟ و هل يحق للفرد غير المؤمن حرمان الأفراد المؤمنين من حقهم الطبيعي في التوفر على إطار قانوني يساعدهم على تطبيق متطلبات إيمانهم؟ و هل في المقابل يحق للجماعة المؤمنة التي تشكل الغالبية من أهل البلد أن تحرم غير المؤمن من حقه في ممارسة حريته؟ و ما حدود حرية غير المؤمن في مجتمع مؤمن؟ و هل يحق لغير المؤمن أن يسيء إلى عقائد المؤمنين و يسفهها بدعوة حرية الرأي؟
كيف نستطيع حماية حق غير المؤمن في مجتمع مؤمن؟ و كيف في المقابل نحمي قيم مجتمع مؤمن من سطوة نزعات و أهواء أفراد غير مؤمنين؟
إن التأمل في هذه الأسئلة سيقودنا إلى إبداع نظم قانونية جديدة ستحدد بما لا يدع مجالا للشك حرية غير المؤمن و متى تنتهي. إذ إن غير المؤمن يحتاج إلى فضاءات خاصة يمارس فيها قناعاته لكن لا يجب عليه أن يقتحم الفضاء العام و بالتالي ينتهك حرمات المجتمع المؤمن. فانتهاك حرمات المجتمع تسلط غير مقبول من فرد يحمل عقائد تخالف عقائد عموم أهل البلد. فكل دولة ديموقراطية في العالم تتبنى قوانين تتماشى مع آمال و طموحات الجماهير الغالبة لكن أكيد تسن قوانين تحمي الأقلية. لكن حماية الاقلية لا يعني أن تصبح هي الآمرة و الناهية و تعبث في المجتمع كيف تشاء