حميد حداد
بعد الإعلان عن نتائج الدورة العادية لنيل شهادة الباكالوريا، انطلقت عملية إحصاء أعلى المعدلات، والجهة التي تحصلت على المرتبة الأولى، وسط تباهٍ مبالغ فيه بالنتائج المحصل عليها.
نعم، هذه النتائج هي حصيلة مجهودات جبارة؛ مادية ومعنوية، جسمية ونفسية، تشارك فيها الجميع من تلاميذ وأسر، أساتذة ومسؤولين من جميع مراتب المسؤولية، ومن "حقنا" جميعا أن نفخر بهذه النتائج، وأن نقف لحظة للاحتفاء بأبنائنا وبناتنا، ومشاركتهم هذه المحطة المهمة في مسارهم الدراسي.
لكن ما نغفله أو نتغافل عنه جميعا، هو أن التعليم ببلدنا يعيش " ما يشبه السكتة الدماغية "، إذ أن عددا لا يستهان به من الحاصلين على شهادة البكالوريا يجدون أنفسهم - مباشرة بعد إعلان النتائج - في حاجة إلى حصص الدعم في المواد الأساسية من أجل اجتياج المباريات لولوج المدارس والجامعات والمعاهد، وما يتطلبه ذلك من مصاريف مادية ومعنوية!
أين الخلل إذن!؟
إن الغالبية الساحقة من التلاميذ، خاصة أصحاب المسالك العلمية يعتمدون على الحفظ في المواد الأساسية؛ حفظ التمارين الرياضية والتطبيقات في الفيزياء والكيمياء، مما يجعلهم في حاجة إلى حصص الدعم إلى آخر لحظة قبل أي مباراة أو امتحان.
المدرسة المغربية لا تُكسب المتعلم المهارات الأساسية، وإنما تجعله لصيق الصلة بالمدرس، وهذا يفتح الباب أمام " تجارة الدروس الخصوصية " التي أصبحت تجارة تذر الأموال الطائلة على ممتهنيها، في وقت يتجاهل الجميع المثل الصيني الشهير "لا تعطني كل يوم سمكة، ولكن علمني كيف أصطادها ".