لعرج نزار
الكتابة عمل مكلف جدا و هذا يظهر لأصحاب الميدان، أنت ككاتب تهدر في كل مرة تحمل فيها القلم الكثير من المشاعر و تهب الأفكار بشكل مجاني، مؤسف أن يظن القارئ أن الكتابة هي تفريغ لما يختلج النفس فقط، بل هذه الأخيرة هي أن تصنع سكينا تعرف أنه يستهدف ضلعك فتستمر في ترميمه كل يوم، حتى الكاتب لا يستطيع التحكم في القوة التي تسفك دمه على كل ورقة عذراء مسكتها يده، هذا العمل الشاق الذي لا يكتمل بالجودة التي يريدها صاحبه في بعض الأحيان، ليبقى السؤال الذي يؤرق البال هو لماذا نكتب؟ كتبت جوان ديديون كجواب عما سبق و أرق البال "بكثير من السبل هي فعل أن تقول أنا. أن يفرض المرء نفسه على اخرين، أن يقول: استمعوا الي، انظروا الى الأمر بطريقتي، غيروا اراءكم. انها ممارسة عنيفة، و عدوانية أيضا. ما من طريقة للالتفاف حول حقيقة أن وضع الكلمات على الورق هو أسلوب المتنمر السري، انه احتلال، فرض لعقلية الكاتب على أكثر مساحات القارئ خصوصية" لماذا نكتب؟ ميرديث ماران
بالكتابة نستطيع التأثير على الآخر فالقارئ النهم ينجح دائما في فهم ما يريد ايصاله الكاتب الجيد و يهدفان معا لتغيير الرقعة و جعلها في أفضل الأحوال و لأن الكاتب ابن بيئته يكتب بقلم وردي من يعيش النعيم في الأرض فيفرش الورد للقارئ و هذي الفئة قليلة جدا و معدودة على رؤوس الأصابع و يكتب آخر بالأسود الحالك واصفا الواقع و الأمل يعتريه فلا يمكن لشخص بلا أمل أن يكتب. يقول نزار قباني "يا وطني الحزين حولتني بلحظة من شاعر يكتب الحب و الحنين لشاعر يكتب بالسكين" الأحداث تؤثر دائما في قلم الكاتب كما تؤثر في مشاعره فلا يمكن لشخص لا يعاني من غزارة في المشاعر أو جرح عميق استوطن شريانه أن يكتب، غالبا تولد العبارة من رحم المعاناة و التقلبات النفسية و تجري طريقة الكتابة مع الوقائع و الزمن ليتغير الكاتب في كل مرة يحمل فيها ورقة لينهمر مداد القلم عليها ممزوجا بمشاعره و أفكاره. أحب تعريف الشعر بأنه ترويض للمشاعر بالأوزان و ان كان الترويض بالأوزان ضروريا في الشعر فباقي الأجناس الأدبية هي تخليد للمشاعر و تبقى النقطة المشتركة بين كل الأجناس الأدبية هي ما يريد أن يوصله المبدع للقارئ.
صلاح الدين
..
مزيداً من التألق والنجاح عزيزي ❤️