الاتحاد الاشتراكي بوجدة ينظم حفل تأبين المرحوم مرزوقي بنيونس

منار السليمي: اعتراف وشيك لموريتانيا بمغربية الصحراء بوساطة إماراتية والجزائر في ورطة مع البوليساريو

أسعار حطب التدفئة تشهد ارتفاعا بعد تساقطات ثلجية كثيفة بإقليم ميدلت

بحضور شخصيات وطنية وعلميه.. تطوان تكرم روح الفقيه العلامة سيدي محمد بن القلالوسي الزرهوني

ساكنة ميدلت تستبشر خيرا بالتساقطات الثلجية

هذا ما قاله مدرب مانييما عن مواجهة الرجاء في ختام دور المجموعات

الإمارات قلبا وقالبا مع المغرب

الإمارات قلبا وقالبا مع المغرب

لحسن الجيت

لا نفشي سرا ولا ندخل باب المزايدات إن نحن أكدنا على أن العلاقات المغربية الإماراتية هي النموذج لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية البينية. في طل هذا الوضع العربي المنهوك والممزق بفعل وجود دول الخفافيش فينا التي أنشأها الاستعمار أو على الأقل هكذا أناطها بمهمة خبيثة لكي تكرس الفرقة، صعب جدا أن ترى في هكذا وضع دولا على درجة من الوئام والتآخي مثل ما هو حاصل بين الرباط وأبوظبي. فالاستثناء من دون شك هو استثناء مغربي إماراتي لا يعتريه الباطل لا من خلفه ولا من أمامه. ومن لا يدري عن ذلك يكفي التذكير بأن هذا النموذج الذي يجب الاهتداء به هو نتاج لمدرستين في القيم والمبادئ قبل أن تكون سياسية أرست قواعدها عبقرية ملك اسمه الحسن الثاني وحكمة شيخ اسمه زايد بن سلطان آل نهيان.

ما نعاينه اليوم على أرض الواقع في العلاقات المغربية الإماراتية لم يأت من فراغ بل هو ترجمة حقيقية لفكر الرواد القائم على الوحدة والتضامن بين البلدين الشقيقين. كما يشكل امتدادا لسلسلة طويلة عريضة من المواقف التاريخية تجاه بعضهما البعض بدءا من سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا. المغرب لم يدخر جهدا في مرحلة تأسيس الاتحاد وبناء مؤسساته، والإمارات كانت حاضرة بقوة إلى جانب المغرب في مرحلة استكمال وحدته الترابية، وكذلك هي اليوم. ويمكن اختزال هذه المعادلة في كون قيادة البلدين تنطلق بكل ثقة ورباطة جأش من قيم روحية عملا بالحديث النبوي الشريف "مثل المومنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

إذا كانت العلاقات بين الدول تجد مرجعيتها في المعاهدات والاتفاقات المبرمة في مختلف الميادين والتي تؤطر مختلف أوجه التعاون وتحتكم إليها، فإن العلاقات المغربية الإماراتية هي أكبر من ذلك الإطار القانوني وتتجاوزه بكثير إلى ما هو أبعد وأرقى في منأى عن الحسابات السياسية والضيقة. ولذلك، فإن الناظم الحقيقي لإيقاع هذه العلاقات هو الروابط الوطيدة والشخصية بين قائدي البلدين منسوجة بخيوط حريرية وبدقة متناهية. روابط أساسها الإخاء والمحبة وهي مبدئ وأخلاق شربا من معينها في رحاب وفيحاء مدرسة الرواد والمؤسسين.

ولذلك، فإن الحديث عن العلاقات المغربية الإماراتية في بعدها الاجتماعي لا يقل أهمية عن مختلف أوجه التعاون التي تؤطر تلك العلاقات على المستوى الرسمي بين مؤسسات البلدين. بل أن ذلك البعد الاجتماعي لتلك العلاقات هو الذي يترجم حقيقة مدى الغوص في أعماق نسيج المجتمع المغربي من خلال الاستعانة بآليات المجتمع المدني في تلك المناسبات الدينية التي تلامس فيها دولة الإمارات أطيافا مغربية بأياد غرة بيضاء. في هذا الوجه الإنساني والاجتماعي، نعاين في دولة الإمارات العربية المتحدة تعبئة جميع المؤسسات الرسمية منها والأهلية بفضل شيوخها الذين جندوا أنفسهم لكي يكون هذا البعد الاجتماعي في تلك العلاقات صورة وضاءة وخير ما يمكن أن تكون منيرة وكاشفة عن عمق ونقاوة تلك العلاقات.

وما أحوجنا اليوم لكي نستحضر الماضي على ضوء ما نعاينه في الحاضر . فالثاني هو امتداد للأول بخصوص المواقف الشهمة مواقف الرجال الأشاوس لدولة الإمارات من قضيتنا الوطنية. دولة الإمارات الشقيقة، كما أسلفنا، كان لها حضور وازن في المسيرة الخضراء من خلال المشاركة الفعلية لنجل الشيخ الحكيم الأمير محمد بن زايد. وهو في ريعان شبابه خطا خطوات في مسيرة الرمال مسيرة استكمال الوحدة الترابية للمملكة إلى جانب أشقائه المغاربة. لحظة بقدر ما كانت معبرة كانت في نفس الوقت ملهة وأرخت بظلالها إلى يومنا هذا ليعاد تكرار السيناريو في مشهد مشرف وفي محفل دولي ومن مستوى الأمم المتحدة.

وبكل شرف وبكل اعتزاز، انشرح صدر المغاربة وهم يتابعون كلمة المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة بنيويورك. خطاب مرجعي يثير مشاعر الاعتزاز والافتخار، وزادت قناعتنا أن دفاع أشقائنا الإماراتيين عن قضيتنا الوطنية هو دفاع مستميت وكأن أبوظبي تدافع عن قضية لها في هذا المحفل العالمي. لقد تضمن الخطاب كلمات جد معبرة ولها دلالات عميقة تتجاوز التضامن مع المغرب إلى ما هو أبعد. جميل حينما أعلن مندوب الإمارات مساندة وتأييد الطرح المغربي المتمثل في تمكين سكان الصحراء المغربية بتسيير شؤونهم عبر آلية الحكم الذاتي، ولكن ما هو أجمل منه في الخطاب هو ترحيب دولة الإمارات العربية المتحدة بالقرارات التي اتخذتها عدة دول بخصوص فتح قنصليات لها في كل من الداخلة والعيون. بلا شك أن هذا الترحيب من جانب الإمارات يرفع هذا البلد الشقيق إلى مكانة المغرب وكأنها هي التي تستضيف تلك القنصليات على أراضيها. فكل الشكر وكل الاحترام لك أيتها الإمارات العزيزة من طرف المغاربة قاطبة. والجميع اعتاد على حضورك الوازن في المغرب إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو على المستوى الاجتماعي والإنساني.

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات