الصادق بنعلال
على إثر حادثة حرق متطرف سويدي نسخة من القرآن الكريم، في العاصمة ستوكهولم يوم الأربعاء 23/6/28، اتخذت المملكة المغربية موقفا سليما ومشرفا، تجلى في استدعاء سفيرها في هذه الدولة الأوروبية، تعبيرا واضحا وحازما عن التنديد بهذا السلوك الأرعن المستفز، الذي يتعارض والمبادئ والمواثيق والقيم الإنسانية، الداعية إلى الأخوة والسلام والتسامح وقبول الآخر.
٢.وفي الأثناء كنا ننتظر أن تنهج "الأصوات العلمانية" ببلادنا مسلك الصواب، وسبيل الحياد والموضوعية، وتخرج بموقف بناء يتماهى ومنطق الدولة المغربية، الذي حظي باحترام وتقدير الشعب المغربي قاطبة، لكن للأسف أدعياء العلمانية في بلدنا العزيز أثبتوا أنهم بارعون فقط في الاهتمام بالموضوعات الهامشية غير المجدية، وليسوا مستعدين "للنضال" إلا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوهمية، و المعارك الدونكيشوتية غير المطابقة للواقع الحضاري والثقافي للوطن: الحريات الفردية "الخاصة"، حرية المعتقد،إعادة النظر في نظام الإرث .. مما يجعلهم يضيعون فرص التصالح مع القيم المجتمعية بقدر كبير من البلادة وفي أكثر من مناسبة.
٣.لسنا خصوما، ولن نكون، للحرية بمعناها الإنساني الرحب والهادف، فمن دون هذه القيمة الرفيعة لن ينعم المواطنون بالأمن والسلام والنماء، كما أننا لا نقبل النزعة الاستئصالية الرافضة للآخر، مهما كانت هوة الاختلاف السياسية والأيديولوجية بيننا وبينه، فالتيارات المحافظة والعلمانية والقومية .. هيئات تأطيرية تساهم في نشر الوعي وبناء تجارب سياسية بناءة، خدمة لمصالح الشعب والدولة، شريطة أن يكون التنافس بينها في سياق من الشفافية وتكافئ الفرص للوصول إلى السلطة، في احترام تام للمؤسسات والدستور والثوابت الدينية والسياسية والترابية، كل ذلك لبلورة غاية أسمى، هي زرع أسس العدل والحرية والكرامة في بلد نسكنه ويسكننا، والباقي تفاصيل.