أمال أغزافي
يعتبر عيد العرش المجيد صفحة جديدة في التمسك بالقيم الدينية والوطنية، حيث وجه الملك محمد السادس مساء يوم السبت 29 يوليوز 2023، خطابا إلى شعبه الوفي بمناسبة عيد العرش المجيد ،والذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على اسلافه الميامين ، حيث شكل هذا الخطاب منظورا ملكيا يتضمن تجديد الاولويات العمل الوطني في المرحلة الراهنة والمقبلة ، وتتحدد في أربع نقط رئيسية تتجلى أولا : في التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله - الوطن - الملك؛ وثانيا: في التشبت بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد؛ وثالثا: في صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك؛ ورابعا: في مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية. وهذا يجسد سياسة جلالته في إقامة دولة الأمة والتغلب على كل المشكلات بالعمل الجدي والرؤية الواضحة لتحقيق نتائج أفضل والنهوض بالدولة المغربية اقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا .
وفي نفس السياق ؛ تضمن الخطاب العرش رسائل بالغة الأهمية تناولت مجالات حيوية ،كالقضية الصحراء النقطة البارزة والمهمة ، وتعزيز سيادتها على أقاليمها وهذا راجع للعمل الجدي والديبلوماسي في اطار ملف وحدتنا الترابية ،وهو ما أثمر لنا الإعتراف المتوالي بسيادة المغرب على صحرائه وتزايد الدعم من طرف الدول لمخطط الحكم الداتي .
كما أكد جلالة الملك في خطابه على الأهمية بالنهوض بالمجالات الاجتماعية وذلك في إطار تنزيل العدالة الإجتماعية والمجالية لضمان كرامة المغاربة ، وأهمية التماسك العائلي والحفاظ على منظومة القيم في المغرب وتمسكه بالهوية الوطنية والدينية ، وكان خطاب جلالته مليئا بالجدية التي هي اساس العمل والإرتقاء بالمغرب نحو الأفضل ، وذلك بتفاني شبابه متى سنحت له الفرصة لإتبات ذلك تَسلح بالقوة والعزيمة من أجل رفع براية المغرب ، مشيرا الى الإختراع سيارة مغربية من صنع مغربي بفضل شابين مغربيين وتفوف منتخب المغربي في مونديال قطر ،وهذا مايجعل المغرب يحضى بإهتمام بالغ من طرف الدول الاخرى، وإعطاء فرصة للشباب من أجل الابداع وفتح لهم المجال لذلك لأن المملكة تراهن على جدية الكفاءات الشبابية .
ودعا جلالته في خطاب الملكي بإعتماد المغاربة للجدية كمبدأ راسخ في حياتهم لكونه حافزا لإزدهار المغرب ، وكذلك أكد على الجدية التي نريدها هي ربط المسؤولية بالمحاسبة والحكامة الجيدة ، وعلى الفاعلين السياسين التسلح بالجدية ووضع القواعد واضحة للارتقاء به الى مرحلة جديدة ، وهذا راجع على أن المغرب تمكن من تحقيق مجموعة من المنجزات ومواجهة الصعوبات والتحديات وكسب الرهانات .
دون أن ننسى كذلك حرص جلالته على علاقاته الطيبة مع الدول الجوار وبسط يده لها بكل محبة ، حيث يؤكد جلالته في هذا الصدد لإخواننا الجزائريين قيادة وشعبا :"أن المغرب لن يكون مصدر أي شر وسوء "
وأنهى جلالته الحيز المخصص للجارة الجزائر أن تعود الامور إلى طبيعتها ويتم فتح الحدود بين بلدينا وشعبينا .
وفي الختام نستنتج على أن الخطاب الملكي يزهو بالرسائل الإيجابية ، وأن المغرب يتميز بروح الثقة والرؤية الاستشرافية لجلالته المليئة بمجموعة من القيم كالجدية والحزم كمنهج ملكي راسخ لمواصلة الأوراش والمشاريع المستقبلية، و لتحقيق رؤية الملك المستنيرة وتطلعات المغاربة نحو مغرب التقدم والكرامة.