أزمة عمال ليديك سابقا: سنستمر في الاحتجاجات إلى حين محاسبة المتورطين في إفلاس التعاضدية

مستجدات الأشغال بمركب محمد الخامس.. انطلاق أشغال الواجهة الخارجية وبطء في باقي المرافق

حواجز إسمنتية تشعل غضب ساكنة السانية بطنجة

طنجة تحتضن بطولة منصة الأبطال في نسختها 11 لكأس أوياما

أخنوش: تمكن الاقتصاد الوطني من خلق 338.000 منصب شغل خلال الفصل الثالث من سنة 2024

أخنوش يعدد نجاحات عدة قطاعات صناعية ويؤكد أن 2023 كانت سنة استثنائية لصناعة السيارات

محمد الطوزي ... هل أخطأ فعلا ؟

محمد الطوزي ... هل أخطأ فعلا ؟

الأستاذ : الصادق بنعلال

يعد الأستاذ و الباحث المغربي محمد الطوزي من أهم الكتاب الذين اتخذوا من موضوع السياسة و الثقافة الاجتماعية منطلقا لمعاينة الواقع و الإنسان و العالم ، على الصعيد العربي و الوطني ؛ من خلال الدروس التي يلقيها في أكثر من جامعة مغربية و دولية ، و المؤلفات الرصينة التي ساهم بها في إثراء المكتبة العربية ؛ و على رأسها كتابه ذائع الصيت " الملكية و الإسلام السياسي " ، و قد تم تعيينه عضوا من أعضاء اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور . غير أنه يواجه الآن حملة شرسة و متواصلة من قبل كتيبة من بعض "رجال الإعلام " ، إثر التصريح الذي أدلى به الأستاذ لمجلة ( لاغوفي ) حول الملكية البرلمانية . ففي اللحظة التي كنا ننتظر فيها حوارا حضاريا و نقاشا منفتحا حول مختلف الإشكالات ذات الصلة بالراهن المغربي ، و في مناخ من الإنصات و احترام الرأي الآخر ، نهض بعض المتتبعين و " كتاب الرأي " ناعتين الأستاذ المجتهد و المتخلق بأوصاف لا يليق ذكرها في هذا المضمار . فماذا قال الرجل كي يواجه بهذه العاصفة من " المقالات " الصحفية ؟ : " فعلى المدى القريب أو المتوسط ، فإن الملكية البرلمانية تقتضي توفر طبقة سياسية متطلبة ، و ذات مصداقية ، تتحلى بالنضج و تشعر المواطنين بالثقة ، و هي أمور مفتقدة في الوقت الراهن " . هل في في هذه القولة ما يستدعي هذه الحملة الصحفية غير المدروسة ؟ أليس هذا هو واقع الحال ؟ من من المراقبين النجباء و الصادقين ينفي هذه الحقيقة المفجعة و التي تفقأ العين ؟ أين هي تلك الطبقة السياسية الواعية و المسؤولة و المدركة لجوهر الأوضاع الوطنية و الإقليمية و الدولية ؟ و التي تقوم بالدور المنوط بها في تأطير المواطنين و توعيتهم بذواتهم و العالم المحيط بهم ، و إعدادهم لتحمل المسؤولية الجسيمة ؟ و تجترح اقتراحات و برامج تمس مختلف القطاعات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية .. و تشتغل بتفان قبل و أثناء و بعد الانتخابات في مختلف تمظهراتها .

إن كاتب هذه السطور ليؤمن إيمانا راسخا بكون "نهاية تاريخ " النظام السياسي المغربي سيتبلور في نطاق الملكية البرلمانية ، على اعتبار أن هذه الأخيرة هي وليدة أبحاث و دراسات و سنوات من الممارسة الميدانية ، في عدد غير قليل من الدول الراقية كإسبانيا و بريطانيا ، حيث سيادة القانون و تفعيل آلية المراقبة و المساءلة و الفصل التام بين السيادة و الحكم .. غير أن ذلك لا يمكن أن يأتي بين عشية و ضحاها ، نحن الآن نشرع لراهن و مآل الأمة المغربية ؛ حيث لا مجال للتسرع و المجانية البلهاء و الاندفاع الغوغائي ، و كما قال السيد محمد الطوزي في نفس الحوار : الأولوية الآن للملكية الدستورية القائمة على ثلاثة أسس ؛ برلمان قوي و مسؤول ، حكومة تتحمل مسؤوليتها بشكل لاغبار عليه ، و قضاء مستقل . و يمكن القول بأن خطاب ( 9 – 03 – 2011 ) تضمن هذه الآليات الضامنة لأي إقلاع سياسي هادئ و متنام ، شريطة أن تتكاثف الجهود الخيرة التي تنأى عن زرع بذور التخوين و الشك " غير المنهجي " و السباحة في مياه التيئيس و العدمية السوداء و الإنشاء الصحفي الطائش .

صحيح إن الملك في غنى عن الوصوليين و الانتهازيين و شعراء السلاطين ؛ الذين ينظمون فيه قصائد المدح البائد و يزيفون الوقائع و يخفون عنه الحقائق ، لكنه و في الآن عينه ، هو في غنى عن الندابين و البكائين الذين لا يتوقفون عن " النبش في القبور " و رسم العالم من زاوية كنائسية مفزعة . إن الملك في حاجة ملحة و أكثر من أي وقت مضى إلى من يصدقه القول ، و يقربه من حقيقة مجتمعنا بأمانة و إخلاص ، و يلفت الانتباه إلى العناصر الإيجابية و المشرقة في تجربتنا السياسية ، و ينبه إلى العيوب و أوجه القصور التي تنخر مختلف أركان جسم وطننا الذي نحبه و لن نرضى عنه بديلا . لقد أعلن خطاب 9 مارس انطلاق قطار الملك و الشعب ، فلنلتحق بمقصوراته و لنعمل سويا من أجل إرساء تجربة ديمقراطية ناجحة بحذر و مسؤولية و انضباط، خاصة و أن المغرب محاط بجوار عدائي غير راض بالبت و المطلق عن النجاحات الكبيرة التي يعرفها بلدنا اقتصاديا و سياسيا ، و يبذل كل ما في وسعه لإلهاء المغرب عن المضي قدما نحو الأفضل . ( فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) صدق الله العظيم .

باحث في قضايا الفكر و السياسة


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات