منير الحردول
أمام ارتفاع منسوب التوجسات التي أمست تطبع البعض، ممن يسمون بالأصدقاء التقليديين وغير التقليديين للمملكة المغربية الشامخة، لاسيما بعد الصعود المسترسل للبلاد في اتجاهات وقطاعات واعدة وكثيرة، وتحول الدولة العلوية الضاربة في الزمن، لرقم صعب في المعادلة الإقليمية, وذلك بالنظر لإمكانيات البلاد الذاتية، وثرواتها التي يزخر بها باطن التراب المغربي، وفي سواحله تضاريسه البحرية الإقليمية، أظف إلى ذلك السياسة الخارجية لقيادة البلاد الرشيدة، بتنويع الشركاء وابرام اتفاقيات متعددة الأبعاد، عنوانها رابح رابح، والدخول في مشاريع كبيرة وعملاقة, فلا مجال لذكرها، بالإضافة إلى النجاح الباهر للجهاز الأمني في الحفاظ على سلامة البلاد والعباد، وقوات مسلحة ملكية تسهر ليل نهار على تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، زد على ذلك تحقيف اختراق كبير على المستوى الدبلوماسي في السياسة الخارجية فيما يخص الوحدة الترابية، هاهم البعض ممن يحنون لزمن الاستعمار البائد، يضعون رجلا هنا ورجلا هناك، معتقدين أن مغرب القرن 19ميلادي هو مغرب القرن ال21ميلادي، محاولين بكل الوسائل إخضاع تاريخ عريق لمصالحهم الذاتية من خلال فرض نموذجهم اللغوي والثقافي والاقتصادي، ناسين أن المملكة المغربية بتاريخها الحافل بالأمجاد، وبخيراتها التي وهبها الله لها لن تنطلي عليها حيلة المتروبول أو التابع والمتبوع إلى ما لانهاية، فالصداقة الحقيقية، تقتضي من صناع القرار في الدول الصديقة، الحسم والاعتراف بالوحدة الترابية المقدسة عند كل المغاربة، والتعامل بروح من المسؤولية روح عنوانها شراكات رابح رابح، لا الهيمنة والإملاءات وهكذا.
فالمملكة المغربية والحمد الله، لها من التمرس والتجربة الكثير، وهي دولة يشهد لها التاريخ أنها مسالمة، حيث كانت تقدم العون للكثير من الدول في الأزمات، ولم يسبق لها أن بادرت للنزاع مع أي طرف، حفاظا على الأمن والسلم الإقليميبن والدوليين..فهكذا هو طموح شعب المملكة المغربية، وهكذا هي استراتيجية الدولة ككل.
فعاشت ثوابت الأمة المغربية الخالدة، تحت شعار الله الوطن الملك.