وهبي: في اجتماع اليوم برئاسة رئيس الحكومة اتفقنا على تفعيل قانون العقوبات البديلة

تفاصيل مثيرة حول اعتقال "ولد الشينوية" على لسان مشتكين

لحظة نقل "ولد الشينوية" إلى سجن عكاشة بتهم ثقيلة

أخنوش:التصنيع سياسة حكومية متكاملة تهدف لتطوير الاستثمارات الكبيرة وتحقيق العدالة الاجتماعية

طفلة تحرج وزراء في حكومة أخنوش خلال جلسة برلمان الطفل

رئيس غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس يزف أخبارا سارة للراغبين في الاستثمار في الصناعات الغذائية

السياسة الخارجية الأمريكيّة ثابِتَة

السياسة الخارجية الأمريكيّة ثابِتَة

علي او عمو

هُناك لَغط كبير و صخَبٌ و ضجّة في الإعلام العربي حول تنحّي الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن الترشُّح لولاية ثانية و استبداله بِمُرشّح ديمقراطيّ يُنافِس الرئيس السابق و المرشح الجمهوري "ترامب"، لقد تناولت العديد من الصحف العربية و قنواتها التلفزيونيّة الموضوع بِكثير من الاهتمام، من خلال حواراتٍ مع مُحلّلين سياسيّين، كلٌّ منهم يدلو بدلوِه في الموضوع، و بكثير من الكلام و بإفراط في التحليل و الإطناب في الحديث أحياناً..

• فهناك مَن يرى أنّ سياسة الرئيس الأمريكي السابِق (ترامب) المُحتمَل فوزه في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة المُقبِلة سَتُغيِّر الأوضاع القائمة في المنطقة، فهذا هُراءٌ و كلامٌ فارِغ لا يُمكِن أنْ يُصدِّقَه عاقل، فهو من المُؤَيِّدين لإسرائيل في جرائمها في حقّ الفلسطينيّين و مِن الاوفياء للكيان الصهيونيّ، و يتّضِح ذلك من خلال نَقْلِه للسفارة الأمريكيّة إلى القدس الشريف إبّان حُكمِه..

 • مَن يَعتقِد أنّ السياسة الأمريكيّة تُجاه إسرائيل سَتَتَغيَّر بِتَغيُّر الرُّؤَساء فهو واهِمٌ، و سواء فاز "ترامب" الجمهوري او نائبة الرئيس "بايدن" "كامالا هاريس" من الحزب الديمقراطيّ، فالأمران سيان، لِكون السياسة الخارجية الأمريكيّة لا تتغيَّر بِتغيُّر الرؤساء، فهي ثابتة تجاه العالم الخارجي، فمُنذ حصول أمريكا على استقلالها و تأسيس دولتها، و بعد الحرب العالمية الاولى أصبحت من الدول العظمى، التي تُنافس الاتحاد السوفيتي في المجال الحربي و منذ ذلك التاريخ و هي تحاول إخضاع العديد من دول العالم لسياستها، و إلى اليوم لم تُغيّر من سياستها الخارجية الرامية إلى بسط نفوذها على الكثير من البلدان باسم (حلفاء أمريكا)، و تسعى من وراء ذلك إلى الاستفادة من هذه البلدان خاصّة منها التي تحكمها أنظمة دكتاتورية، و التي تقوم بِنهب ثرواتها مُقابل المحافظة على عروش حُكّامها..

• و الأمر الذي يُثير باهتمام الشعوب العربية هي القضية الفلسطينيّة التي لم تجد طريقها إلى الحلّ، و الذي يتجلّى في إقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة ذات سيادة و عاصمتها القدس الشريف...

 • فالإدارة الأمريكية، جمهورية كانت أم ديمقراطيّة هي مع إسرائيل قَلْباً و قالَباً مُنذ قيام (الدولة العبريّة) المُحتلّة لأراضي فلسطين عام 1948 إلى الآنَ، إسرائيل هي الطّفل المُدلَّل لأمريكا، منذُ القِدَم، و لن تتخلّى عنها أبداً، مهما تَغيّرت الأحزاب الحاكِمة...

• فسياسة الجمهوريّين و الديمُقراطيّين فيما يتعلَّق بالقضية الفلسطينيّة مُماثِلة في الدّعم اللّامحدود للكيان الإسرائيلي في ترسيخ احتلاله للأراضي الفلسطينيّة و توسيع نِطاق استيلائه لِلمزيد من الأراضي و إنشاء مستوطنات جديدة و قَضْم المزيد من أراضي ال67، و تأييدها لإسرائيل في الحَيْلولة دون إنشاء دولة فلسطينيّة مُستقِلّة ذات سيادة كامِلة..

• السياسة الخارجية للولايات المتحدة غير قابِلَة للتّغيير، و التاريخ شاهِدٌ على ذلك، فهي مَبنيةٌ أساساً على تقويّة الوجود الإسرائيليّ و العمل على الاعتراف الرسمي لجميع الدول العربيّة بالكيان الإسرائيليّ كَدولة ذات سيادة، من أجلِ طمْس القضية الفلسطينيّة و ما "صفقة القرن" و اتفاقية "أبراهم" إلّا دليل قاطِع على نوايا الإدارة الأمريكيّة في إنشاء "شرقٍ أوسط" جديد تَكون فيه إسرائيل القوة العظمى الوحيدة دون مُنازع ...

 • يعتبر الكيان الإسرائيليّ الراعي و الضامِن الوحيد لمصالِح أمريكا في المنطقة، و من هنا، نُلاحظ أنّ خطّة أمريكا و نهجها السياسي يرميان إلى إخضاع دول المنطقة لسياستِها و خاصّةً منها الدول العربيّة...

• الإدارة الأمريكيّة عبر تاريخها، تفرض وصايتَها على الدول التي تسير وِفْق سياستِها، و التي انتَزَعت منها قَسراً السيادة و استقلالية القرار حتى تبقى خاضِعةً لها و خانِعة من أجل قضاء مصالِها و من أجل استِخدامِها في أيّ تَحالُف لِشنّ حروبِها ضدّ مَن يُعارِض سياستها من الدول، التي وَضَعتْها في خانَة "الإرهاب" و "التطرّف" الذريعةً الواهيةً لفرض عقوباتٍ عليها بُغيةَ إضعافِها و كسر شوكتِها و التّخلّص من التهديد الذي تُشكِّلُه على مصالِحها..

• لم و لن تتغير سياسة الإدارة الأمريكية تُجاه الكيان الإسرائيلي المُحتلّ، فهي تدعمه و تسانده بالمال و السلاح و الاستخبارات و اللوجستيك الحربي و لا يوجد أيّ خِلاف بين البيت الأبيض و إسرائيل فيما يخُصُّ احتلالها للأراضي الفلسطينية و تثبيت ركائز دولتها على أرض فلسطين..

• إنّ الحرب على الشعب الفلسطينيّ في غزة و الإبادة الجماعيّة للأطفال و النساء و العجَزة الفلسطينيّين العُزَّل، و صمْت العالم على هذه الجرائم، و عدم اتخاذ المجتمع الدولي لأيّة تدابير لإيقاف هذه الحرب الهمجيّة البربريّة، كلّ ذلك يَدلّ دِلالَةً واضحة على أنّ المجتمع الدولي عاجز على رَدْع إسرائيل، لأنها ارتمت في حضن أمريكا، الحضن الحصين الذي يحميها من أيّة مُحاسَبة و لا مُعاقبة من طرف المنظمات القانونية و الإنسانية الدولية، فأمريكا هي من تعطيها الضوء الأخضر للاستمرار في عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة . و بذلك تكون الإدارة الأمريكية مُساهَمة في الإبادة الجماعيّة لأهل غزة من خلال إمداد إسرائيل بالأسلحة و العتاد الحربيّ الذي تحتاجه في حربِها الشّعواء على المواطنين الفلسطينيّين الأبرياء.. أمّا فيما يتعلَّق بالرئيس السابِق (ترامب) المُحتمَل فوزه في الانتخابات الرئاسّة الأمريكيّة المُقبِلة، فهو من المُؤَيِّدين لإسرائيل في جرائمها في حقّ الفلسطينيّين و مِن الاوفياء للكيان الصهيونيّ..

• كلّ مَن يَعتقِد أنّ السياسة الأمريكيّة تُجاه إسرائيل سَتَتَغيَّر بِتَغيُّر الرُّؤَساء فهو واهِمٌ، فالإدارة الأمريكية مع إسرائيل قَلْباً و قالَباً مُنذ قيام (الدولة العبريّة) المُحتلّة لأراضي فلسطين عام 1948 إلى الآنَ، إسرائيل هي الطّفل المُدلَّل لأمريكا منذُ القِدَم و لن تتخلّى عنها أبداً، مَهما تَغيّرت الحكومات و الأحزاب الحاكِمة...

• السياسة الخارجية للولايات المتحدة غير قابِلَة للتّغيير، و التاريخ شاهِدٌ على ذلك، فهي مَبنيةٌ أساساً على إخضاع الدول لسياستِها، خاصّةً منها الدول العربيّة، فأمريكا تسعى، من خلال خُطَطِها إلى المُحافظة على مَصالِحها في المِنطقة العربيّة و لو على حساب تَعاسة شُعوبها و مُعاناتِها..

• و ما تدخُّلها العسكريّ في العديد من الدول إلّا دليل قاطِعٌ على السعي وراء مصالحها غير مُباليَة بالقوانين الدولية و لا بقرارات الأمم المُتّحدة التي تضرب بها عرضَ الحائط، مُعتبِرةً نفسَها المُسيْطرة الوحيدة على العالَم دون مُنازِع، فهي الآمِرة و هي النّاهية و هي المُؤَهَّلَة لقيادة العالم...

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات