إبراهيم الطهري
في الوقت الذي تشهد فيه ساكنة إقليم وزان مجموعة من المشكلات المرفقية المتجلية في قلة المستوصفات الصحية والأطر الطبية والأدوية، وغياب جودة الخدمات التي ترتقي لمستوى تطلعات الساكنة، ومشكلات البنية التحتية التي تظهر عيوبها مع بداية التساقطات المطرية في الطرق الغير المعبدة والمسالك المقطوعة بمختلف الدواوير، وغيرها من المشكلات المتعلق بتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، على الرغْم من توفر الإقليم على أكبر سد في المملكة، في ظل كل هذه المشكلات التي تعيشها ساكنة الإقليم، يلجأ المسؤولون الجماعيين والإقليميين إلى المهرجانات لتبديد ميزانيات ضخمة، قد تكون كفيلة بحل مجموعة من مشكلات الساكنة، ودعوة أصحاب صفحات الاسترزاق المعروفة بالإقليم لتقوم مقام الصحافة السمعية البصرية لتغطية ما يسمونه بالتفريج عن الساكنة، وإن كان التفريج الحقيقي هو في توفير الخدمات الجيدة وحل المشكلات المتعلقة بالبنية التحتية، وتزويد كل ساكنة الإقليم بالماء الصالح للشرب، وليس بالرقص على معاناة الساكنة عن طريق هذه المهرجانات، فإنه يجب على هؤلاء المسؤولين أن يعلموا أن الحضور الكبير لمشاهدات المهرجانات، لا يعن أبدا رضا الساكنة وقبولها بهذه المهرجانات كحلول بديلة للمشكلات التي تعانيها، وإنما هذا الحضور هو فقط يظهر غياب الوعي، مما ينتج منه غياب المعرفة بمن المسؤول عن هذه المشكلات، لكن نحن بدورنا نقوم نيابة عن الساكنة بتذكير هؤلاء المسؤولين الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام في القيام بالمسؤولية المنوطة بهم والبحث عن حلول جدريه للمشكلات التي يعرفونها أكثر منا، ونذكرهم بأن الساكنة منحتهم الحق لتمثيلها لدى الوزارات المسؤولة عن حل هذا المشكلات للاحتفال بالمهرجانات نتيجة حلها، وليس جعل المهرجانات أبدال للمشكلات يلجؤون إليها بغية تغطية إخفاقاتهم في تمثيل الساكنة ونقل معانتها والسعي للدفاع عن مطالبها في الحصول على المرافق الضرورية وتجويد الخدمات بها، وحل مشكلات البنى التحتية، وليعلم هؤلاء المسؤولين أن هذه المهرجانات ماهي إلا ستار شفاف يسقط مع سقوط أول خشبة بالمنصة، وليس أخرها، وتعود الساكنة للمعاناة التي تبقى قائمة إلى أن تبدأ الحملات الانتخابية لتبدأ الوعود المزخرفة من جديد.