قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

استيراد اللحوم المجمدة يخلق جدلا واسعا.. مواطنون ومهنيون يرفضونها ويتسائلون: هل هي حلال؟

وهبي: في اجتماع اليوم برئاسة رئيس الحكومة اتفقنا على تفعيل قانون العقوبات البديلة

يحيى السنوار في ركب الخالدين

يحيى السنوار في ركب الخالدين

نور الدين الطويلع

يقول الله عز وجل: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"، أخيرا آن للنفس التي وهبت نفسها للمقاومة ضد الكيان المجرم، آن لها أن تستريح بعد مسار طويل، رسمت فيه بألوان زاهية بطولة استثنائية.

 

عاش البطل يحيى شهما، ومات كذلك في نهاية يتمناها ملايين المسلمين، أبى، رحمه الله، إلا أن ينتهي من هذه الحياة نهاية الأبطال، ماسكا على الزناد، محققا حلما، عاش عليه، ليضيف إلى الكأس الذي أذاق العدو مرارتها مرارة أخرى، أكثر إيلاما، العدو الذي كان يمني النفس بتوظيف استشهاده لصالح دعايته الرخيصة، ويزوِّر الوقائع، ليتحدث عن الفرق الخاصة، وعن التخطيط الدقيق والرصد الاستخباري لمكان وجوده، والدقة في تحديد الهدف، قبل أن يقول القدر كلمته، وتُنقل الحقيقةُ على لسان علوجه، قبل أن يجهز الخبر في مختبرات دعايته المغرضة، ليخرجه وفق ما تشتهي نفسه الخبيثة.

 

سجلت اللحظة موقفا لا يصدر إلا عن الأبطال الناذرين، قائد وزعيم يحمل سلاحه، وينزل إلى أرض المعركة، ليسجل نهاية ذهبية، لا شك أنها ستلهم أجيالا من أبناء وطنه، لينبتوا كالفطر، ويكرروا ملحمته بصورة أشرس وشكيمة أقوى.

 

لا يدرك العدو المجرم أنه يقدم خدمة جليلة إلى هؤلاء الأبطال، ويحقق أمانيهم بغبائه وتمثله لمفهوم الحياة، فهو إن كان حريصا عليها بصيغة النكرة، وكيفما اتفق، فهذه الطينة من الأبطال، لا تعيرها اهتماما، وتتطلع إلى الحياة الأخرى، وإن عاشت، تأبى إلا أن تعيش في كنف الكرامة والعزة والإباء.

 

ستظل كلمات شهيدنا يحيى السنوار شاهدة على صدقه وعنفوانه: "أكبر هدية يمكن أن يقدمها لي العدو هي أن يغتالني، وأفضل أن أقتل شهـ يـ ـداً".

 

ويكفي أن نستحضر سير عظماء، كرسوا حياتهم لمثل هذه النهاية، وتأسفوا عند موتهم لعدم تحقق الحلم، فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول عند موته: "لقد حضرتُ كذا وكذا معركة، وما في جسمي موطن شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء", وتفيض روحه إلى الله.

 

هذا هو الفرق بين سلالة الأبطال الشامخين، وبين السفلة المجرمين من بني صهيون الذين قال فيهم الله عز وجل: "لتجدنهم أحرص الناس على حياة"، رحم الله الشهيد بإذن الله يحيى السنوار، وكل الشهداء الذين قدموا حياتهم قربانا لنصرة القضية، والخزي والعار لقوى الشر الصهيونية والإمبريالية الحقيرة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات