محمد بنوي
أيها الرجل، لا شك أنك تحب أمك وجدتك وزوجتك وابنتك وأختك وسائر قريباتك، وترفض أن يصيبهن أي أذى، لأنهن جزء منك ومن حياتك. فكما تحب لهن الاحترام والتقدير، عليك أن تمنحه لكل النساء في كل زمان ومكان.
لكن الاحترام الحقيقي لا يكون بالكلمات وحدها، بل يظهر في السلوك والتصرفات اليومية. فكر في أن كل امرأة هي ابنة أو أم أو أخت لشخص آخر، وكما تحرص على كرامة قريباتك، احرص على كرامة كل امرأة، لأن النساء لسن مجرد أفراد في حياتك الشخصية، بل هن نصف المجتمع، وشريكات في بنائه وتقدمه.
إن الاحترام لا يعني مجرد تجنب الإساءة، بل يشمل التقدير العادل لدور المرأة في المجتمع، سواء في المنزل، أو في العمل، أو في أي مجال من مجالات الحياة. فالتقدير الحقيقي يظهر في دعمها لتحقيق ذاتها، وعدم وضع العراقيل أمام إمكانياتها، والاعتراف بحقوقها كاملة غير منقوصة.
عبر التاريخ، كانت المجتمعات التي احترمت المرأة وأعطتها مكانتها الحقيقية أكثر ازدهارًا ورقيًا، لأن التقدم لا يتحقق عندما يُهمَّش نصف المجتمع، بل عندما يكون الجميع شركاء في البناء. والمرأة، بعلمها وعملها وفكرها، ليست مجرد تابع، بل هي قائدة، ومبدعة، ومربية أجيال، وصانعة المستقبل.
فليكن الاحترام ثقافة نمارسها يوميًا، وليس مجرد شعار نردده. فالمرأة ليست بحاجة إلى حماية شكلية، بل إلى مساواة حقيقية، وعدالة تجعلها قادرة على تحقيق ذاتها دون قيود. فبقدر ما نحترم المرأة، نرتقي جميعًا، وبقدر ما نمنحها حقوقها، نضمن مستقبلًا أكثر إشراقًا وإنسانية.
