صوصي علوي يتحدث ل"أخبارنا" عن صعود ترامب - تقارب المغرب وإيران بواسطة خليجية -عزلة البوليساريو وعرابتها الجزائر

وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

البورديل السياسي المغربي: من التناوب إلى "النويبة"

البورديل السياسي المغربي:  من التناوب إلى "النويبة"

كريم إسكلا

 

سؤال لأهل العلم: ألا يعدو أن يكون ما وقع مؤخرا في الساحة السياسية المغربية عبارة عن فعل مضاجعة قاصر في رمضان، حيث الفاعل كان هو المخزن والمفعول به القاصر كان هو حزب العدالة والتنمية، فما حكم الفاعل والمفعول به خاصة أن الفعل كان في الشهر الحرام ؟

 

لقد فرض هذا السؤال نفسه بسبب ما عرفه الحقل السياسي من ظواهر  التبست فيها المفاهيم والنظريات واختلط الحابل بالنابل، وإختلط السياسي بالحزبي بالسياسوي ...ولم تعد السياسة علم تدبير وتسيير شؤون "المدينة" بقدر ما أصبحت "تدبر لراسك" بمعنى أن تعمل على تحقيق مصالحك.

 

السياسي من نظرية الألعاب إلى نظرية الكاما سوترا:

 

تعليقا على المشهد "السياسي" المغربي الحالي، كنت أفكرا بداية في  استعمل لغة المعلقين والمحللين الرياضيين لأني رأيتها الأقرب لتوصيف ما يحدث، بعد أن أعلن قاموس الفلسفة السياسية والعلوم السياسية فشله  في ايجاد التوصيف المناسب للحقل السياسي بالمغرب. فكرت في إعتماد "نظرية الألعاب" من قبيل اللعبة والمراوغة والخفة واقتناص الفرص وحالات الشرود والهجوم والدفاع وركلات الترجيح والبطاقات الحمراء والصفراء والأوراق الرابحة والخاسرة ومقاطعة الجماهير والضرب تحت الحزام والربح والخسارة إلى غير ذلك من العبارات. لكن وجدت أن "نظرية الألعاب" هذه لم تعد مجدية لفهم وتفسير "الاستثناء المغربي" فقد تمادى هؤلاء "اللاعبون الكبار" في اللعب بنا وعلينا وفينا.

 

لو بحثنا عن مقاربة للتحليل فلن نجدها لا في جمهورية أفلاطون ولا في سياسة أرسطو أو أمير ميكيافيلي أو ثروة الامم لأدم سميت ...ولا حتى في كتابات فقهاء نوازل السياسة  أو الاداب السلطانية... وحده قراءة كتاب  "الروض العاطر في نزهة الخاطر للنفزاوي" وغيره من كتب الإمتاع والمؤانسة... توفر لنا البراديغم المناسب لتوصيف أحوال الحقل السياسي المغربي: لنتحدث عندئذ مثلا عن الاثارة والملاعبة والمداعبة والانحناء والتصبيع والاستلقاء والانبطاح والمفاخذة  والاضطجاع والإيلاج والعربدة ... ولنا أيضا أن نستعير من فنون الكاما سوترا   Kama Sutra  لوصف أشكال الوضعيات "السياسية"، ليصبح الحقل السياسي بهذا المعنى عبارة عن بورديل/ ماخور للدعارة حيث تمارس كل أنواع الرذائل والمكائد، كما تتم فيه أيضا طقوس تعتبر شادة كاقتران ما لا يفترض فيه أن يقترن...ويؤتى فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. لتتحول البرلمانات والمناظرات "السياسية" إلى عروض التعري "الاستربتيزSrtiptease "... لقد سبق أن كتبنا عن الأحزاب السياسية المغربية باعتبارها مجرد زوايا وتكنات عسكرية ومجمعات ومقاولات عائلية...لكن بعد التطورات الأخيرة لنا أن نتحدث عن العلب الليلية والكباريهات والمنتجعات والشقق المفروشة...

 

ورفعت العدالة والتنمية ساقيها للسماء:

 

وحدها الليالي الدامسة كافية لعقد تحالفات وعقد قران بين أحزاب وشخصيات متباينة ومتشعبة، كما أن انطفاء شمعة شبق مؤقت ينهي تحالفا بطلاق بائن كحالة زواج المسيار الذي جمع الاستقلال والبيجيدي والتقدم والاشتراكية، وكأس نبيذ بارد قد يحول خصمين لدودين إلى عشيقين متحابين كما قد يحدث قريبا بين الأحرار والبيجيدي وربما ينضاف البام أيضا لتكتمل معالم حفلة البونغا بونغا، ووحده الزمن قادر على إرغام حزب  سياسي/ مومس على نزع سروال(ه)ها والبدء في عروض الاستعراء وتقديم خدماته(ها) لمن يدفع أكثر...لكن شعاع صباح اليوم الكوالي  قد يرمي بتلك المومس إلى عتبة الماخور السياسي...ومعلوم في قواعد المواخير أن الباطرونات يقمن بتغيير المومسات بشكل دوري لتجديد النشاط  والهاء  المزيد من الزبناء.

 

وعوض أن يكونوا قادة،  يتحول سماسرة الساسة وفق هذا البراديغم إلى "قوادين" ووسطاء، ليبدوا المشهد مكتملا، فبعد انسحاب حزب الاستقلال من غرفة النوم ها هو ذا حزب العدالة والتنمية الذي أراد أن يلعب دور عذراء الحانة العفيفة الطاهرة، سيرغم على الاضطجاع على ظهره، وعوض أن يرفع يديه للدعاء والاستسقاء كما يفعل في مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وعوض أن يشعل مجمرا لينفث دخان بخوره في وجه "العفاريت"، ها هو ذا سيرفع ساقيه للسماء لتكتمل خطة المخزن في نكح خصومه السياسيين في ليالي حمراء بدماء شهداء شرفاء يذهبون حطبا وثمنا للمطلب التغيير الحقيقي.

 

من التناوب إلى "النويبة":

 

ليس غريبا أن ينظم حزب العدالة والتنمية الان إلى طابور المومسات في الماخور السياسي مادام قد قدم العديد من الاشارات منذ البداية في انتظار أن يحين دوره في لعبة التناوب أو "النويبة" بمعناها الأصح...وقدكانت اخر  تلك المؤشرات خذلانه للحراك الإحتجاجي، ثم تطبيعه مع الفساد، ثم استبلاذ المواطنين بسن سياسات تخدم الاستبداد وتبريرها بخطابات خرافية شعوبية...كلها كانت غمزات وتلميحات وتغنج قام به الحزب لإثارة لذة المخزن...والآن لحظة الرعشة الليبيدية...والسؤال الأخير هو في لحظة قادمة سنشاهد "نويبة" من ؟

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات