المغرب يسجل حضورا قياسيا وغير مسبوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب وينال إشادة عالية من الزوار

ممرضو الغد... ينظمون وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ويطالبون بالتعويض عن التداريب وعدم خوصصة القطاع

حملة مراقبة صحية صارمة صارمة للمحلات التجارية والمطاعم بطنجة

مفتقر: اختيار المغرب ضيف شرف للمعرض الدولي للكتاب بالشارقة فخر كبير لنا

انتفخ جسده قبل وفاته.. مطالب بفتح تحقيق في وفاة طفل بالمستشفى الجامعي محمد السادس

انعقاد الاجتماع الدوري للخلية المحلية للنساء والأطفال ضحايا العنف بوجدة

قراءة اولية في الخطاب الملكي : قطاع التربية و التكوين نموذجا

قراءة اولية في الخطاب الملكي : قطاع التربية و التكوين نموذجا

عبد الهادي وهبي

نحن المغاربة ،و بكل أريحية ،و بدون نفاق ، نشكر الله عز و جل على أن وهبنا ملكا مقداما ،  صريحا ،مواطنا ، متواضعا ، يفرح عندما يحس بفرحنا ،و يحزن عندما يشعر بحزننا ، ففي تواصله الدائم مع الشعب المغربي و المواطنين الأحرار و الوطنيين ،و ليس الخونة و الانفصاليين ، من خلال خطبه الموجهة و المعبرة عن تفانيه في واجباته الدستورية ،و التي من أهمها مخاطبة الأمة المغربية في المناسبات الوطنية ، الدينية و السياسية والثقافية ،و يأتي خطاب يوم الثلاثاء 20 غشت 2013   استمرار لهذا التواصل مع الشعب المغربي الوفي ،  لقد كان الخطاب الذي استمر حوالي 15 ، عميقا في مواضيعه المتناولة ،  و على رأسها ، قطاع التعليم المدرسي و الجامعي ، ولقد كان التعليم دائما أولوية بعد الوحدة الترابية للمملكة ، و لكن ما الجديد في خطاب اليوم ؟ ما هي القيمة المضافة للنهوض بقطاع التعليم بالمغرب حسب الخطاب الملكي ؟

            

  ففيما يتعلق بالسؤال الأول ، بعد الإشادة بالانجازات المحققة على ارض الواقع بعد الإصلاح التعليمي منذ 2000 أي الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، إلا أنها غير كافية ، إلا درجة أنها انجازات ضعيفة ، ولم ترقى إلى مستوى الانتظارات التي كنا ننتظرها عند نهاية العشرية الأولى   من تطبيق الإصلاح العام لمنظومة التربية التكوين مابين 2000 و 2010 ،مرورا عبر تقرير المجلس الوطني للتعليم 2008 الذي رصد الاختلالات العميقة الأفقية و العمودية للمنظومة التعليمية ، ثم جاء المخطط الاستعجالي 2009 و2012 ، وما رافق ذلك من صرف ملاييير الدراهم من ميزانية الدولة دون نتيجة ملموسة ، باستثناء ما جاء في الخطاب الملكي ،وهي  ارتفاع معدل التمدرس ،وتوفير بعض التجهيزات كالمطاعم  و دور الطلبة ، و اغلبها ناتج عن الشراكة مع  المبادرة الوطنية للتنمية البشرية او مؤسسة محمد الخامس  للتضامن ، بمعنى ان الانجازات الخاصة بالوزارة تكاد تنعدم ، ومن حقنا ان نتساءل ، ما هو مصير مثلا 140 مليار درهم لانجاز المخطط الاستعجالي ؟  وهذا السؤال نجد أن الخطاب الملكي قد طرحه أيضا  ، من خلال قراءة طريقة أداء الخطاب التي تعبر عن وجود عدم الرضى   لدى الملك في واقع التعليم اليوم ،حيث الأموال تصرف و المبادرات تطلق بدون نتيجة ، وهذا الأمر يشاطره الشعب المغربي ككل .

كما  أشار الخطاب الملكي – وفي الجواب على السؤال الأول -  إلى نقطتين هامتين أيضا ، الأولى موجهة  الى أباء و أولياء التلاميذ ، حول النظرة التقليدية للمدرسة ، على أنها هي الوكيل  الأوحد  عن التربية و التعليم لدى الناشئة أي الأبناء و التلاميذ ، فالمسؤولية مشتركة بين المدرسة و الأسرة حتى تتم التنشئة الاجتماعية متوازنة للتلميذ ، وعندما يصل إلى سن الثامنة عشر يكون قادرا على الانفتاح على العالم الخارجي بثقافته و جغرافيته المختلفة ، فيندمج بشكل يراعي فيه خصوصيات مجتمعه ، دون الانصهار ، ومع الأسف الحاصل الآن لدى التلميذ او الطالب المغربي  هو الانصهار حيث ينتج التعليم المدرسي تلاميذ أصفار من حيث الأخلاق و التربية ،و ينتج التعليم الجامعي طلبة متشددين فكريا ، ومتمسكين بأفكار قديمة بائدة منذ سقوط جدار برلين ،و النقطة الثانية ، هي أساليب  التعليم التقليدية التي لا تزال تدرس في الجامعات المغربية ،و خاصة ان هناك أساتذة  و دكاترة جامعيين لا يزالون يدرسون الطلبة الأفكار السياسية و الاقتصادية القديمة الموروثة عن الفترة الشيوعية ،و فترة الصراع بين القطبين ، هذين القطبين الآن  في القرن 21 اتحدا  في إطار المصالح الجيو-سياسية ، وأساتذة  في الجامعات يدرسون فترة الصراع و الخلاف و كأنها في  القرن 21 ،  أساتذة جامعيون لم يكتبوا ولو نصف جملة في ميدان  تخصصهم لأزيد من عشرين سنة ،و الذين حولوا الجامعة إلى متاجر لبيع  الشواهد العلمية الفارغة من المحتوى،و خاصة الإجازة و الماستر و الدكتوراه  ، فبالله عليكم كيف بطالب موجز ،او ماستراو دكتوراه ، يرفض امتحانا بسيطا في مجال تخصصه من اجل الوظيفة ،و يطالب بالتعيين المباشر ، لسبب انه له مستوى عال في الدراسة ، و اعتقد هذا يتقاطع مع إشارة في الخطاب الملكي حول التناقض و الهوة الفاصلة بين مجال التكوين و التربية و عالم الشغل ، الطلبة يتلقون تكوينا جامعيا و مهنيا بعيدا عن متطلبات عالم الشغل في 2013 ، أي أن السادة الأساتذة الجامعيين لا يتحملون عبء البحث الجامعي المستمر ، رغم أنهم يتلقون مبلغا إضافيا   قدره حوالي 8000 درهم شهريا عبارة عن أتعاب البحث العلمي و التاطير الجامعي،  وفي الحقيقة لا تاطير و لا هم يحزنون، (إلا الأساتذة و الدكاترة الشرفاء )  وهذا التناقض هو سبب تراكم أفواج من العاطلين سنويا ، الذين غالبا ما يحملون المسؤولية للدولة ،و يتهمونها بالتعمد في عدم تشغيلهم ، ويسمون أنفسهم كذبا و بهتانا ب" المعطلين ''  و ينسون انهم كانوا ضحايا فكر و تكوين تقليدي للاساتذتهم في الجامعة .      

و أما السؤال الثاني ، الذي يتعلق بالقيمة المضافة في التعليم من خلال الخطاب الملكي ، فلا شك ان الرسالة قد وصلت إلى المسؤولين ، من أساتذة جامعيين ، الذين ظلوا مختفين ، وكان واقع  منظومة التربية و التكوين المدرسي و الجامعي لا يهمهم ،و الخطاب الملكي لأول مرة  يحملهم المسؤولية  بشكل مباشر ، من خلال مخرجات الجامعة من طلبة بشواهد بعيدة عن عالم الشغل 2013 ، بسبب طرق و آليات و أساليب التعليم الجامعي  التقليدي و الناتج عن عدم التكوين المستمر و تجديد المعارف و الكفاءات لدى الأساتذة الجامعيين ، و أيضا للنهوض بالمدرسة العمومية لا يد من انخراط الجميع وخاصة  الأسرة و المجتمع المدني و الشركاء في النهوض بالمدرسة العمومية ، ولابد من احترام المدرسة و إعادة الثقة حيث كان المجتمع يحمي المدرسة  ،و المدرسة تحمي المجتمع أيضا من خلال مخرجات أي طلبة وتلاميذ محترمين و مؤدبين و ذوي أخلاقا عالية  و تكوين فكري و معرفي ووجداني و مهاراتي كبير جدا  .

 و انا لا انقص من القيمة العلمية للأساتذة الجامعيين ، أو احمل الخطاب الملكي مالم يتضمن ، فالأمر أولا مجرد قراءة شخصية ، قد أكون مخطئا تماما ،وقد أكون وقفت في واحدة و أخطأت في أكثر، ثم إنني اكن الاحترام و التقدير لكثير من الأساتذة الجامعيين الذين كان لهم الفضل الكبير في تاطيري و تكويني أثناء سنوات الدراسة الجامعية أو خلال فترة التكوين التربوي،و الاحترام أيضا لكل أستاذ جامعي شريف كون و يكون أجيالا من الشباب الطموح و المواطن .     

 و خلاصة القول ، يدق الخطاب الملكي من جديد ناقوس الخطر في واقع التربية و التكوين في المغرب في مختلف مسالكه من  السلك الابتدائي إلى السلك الجامعي ، سواء أكانت مؤسسات او كليات او معاهد للتكوين ، مع ضرورة تنبيه السادة الأساتذة بالجامعات و المعاهد إلى تحمل مسؤولياتهم أمام  الله اولا ، و المبالغ المالية الباهظة - أي الأجرة الشهرية – و أمام واجباتهم القانونية و الدستورية في تكوين طلبة تكوينا حديثا،يرفع من نسبة ودرجة ولوجهم عالم الشغل    


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

oui

2013/09/27 - 08:51
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات