بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

وزير الأوقاف يكشف عن رأي المجلس العلمي الأعلى من تعديلات مدونة الأسرة

أشغال الجمعية العامة للغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة

رئيس الحكومة يشيد بتوجيهات جلالة الملك المتعلقة بمراجعة مدونة الأسرة

المغاربة : بين تبريرالكسل و الإستسلام لتحديات الحياة

المغاربة : بين تبريرالكسل و الإستسلام لتحديات الحياة

المهدي ايت أخزام

 

" إذا كان لديك حلم يجب عليك أن تتمسك به، سوف يأتيك الأشخاص المحبطين ويفعلون كل ما بوسعهم لإفشالك. إذا كنت حقاً تريد شياءً ، فما عليك إلا أن تكافح من أجله". هذا ما قاله ( كريستوفر غاردنر) لإبنه الصغير ذات يوم. و هو صاحب السيرة الذاتية الملهمة " السعي وراء السعادة". التي تحولت إلى فيلم بنفس العنوان سنة 2006,أدى دور بطولته الممثل الأمريكي " ويل سميت"، تروي أحداث الفيلم معانات كريستوفرغاردنر مع الفقر و التشرد إلى أن دخل عالم المال والأعمال، وكيف أحدث ثورة في حياته بفعل كفاحه ومثابرته. أوليس مجتمعنا في حاجة لأشخاص بمثل عصامية غاردنر؟! 

 

 لقد بات من الصعب أن تجد أشخاصاً بهذه الروح العصامية في مجتمعنا، و صار التّوَاكُل و تبريرالفشل و الإستسلام أسياد المواقف لدى بعض المغاربة. حيث أنك تجد شباباً في مقتبل العمر و في قمة الأناقة حتى أن مظهرهم يخدعك حين تراهم للوهلة الأولى، ولكنك حتماً ستصدم حين يأتيك أحدهم ليطلب منك درهماً أو المساهة في إستكمال أجرة الحافلة. وبطبيعة حال نحن نقصد ؤلاءك الذين يتخذون من هذه الممارسة مهنة لهم رغم أنهم معافون و بإمكانهم أن يزاولوا أي مهنة شريفة لحفظ كرامتهم و لتفادي لتّوَاكُل على الغير. و هناك أيضاً من يريد إجتياز إمتحان ما و الحصول على شواهد عليا دون أن يبدل أدنى مجهود فكري ليهيأ نفسه لذلك، متكلاً على من سيجلس أمامه أو خلفه ليمده بحرز أو شىء من ذاك القبيل، ولعل ظاهرة الغش في امتحانات الباكالوريا التي تفجرت بشكل مريب في السنة الدارسية الماضية لخير شاهد على ذلك. و الحال أننا سوف ننتج نخباً بشهادات عليا في مقابل كفاءات نادرة إن لم نقل منعدمة. 

 

الوجه الثاني لهذه العملة هو التبرير الغير معقول لهذا التواكل و الفشل اللذان يتخبط فيهما بعض أفراد المجتمع، و ذلك إلى حد التطبيع مع هذه ممارسات. فهناك شريحة عريضة من الأشخاص الذين يمكن أن نصطلح عليهم ب "قارئة الفنجان", حيث أنهم يفسرون كل النجاحات و الإخفاقات بالحظ أو " الزْهَرْ"، فتجدهم يقولون " مسكين ما عندو زهر" أو " سعداتها عندها الزهر" ضاربين بمنطقهم هذا قيمة الكد و الإجتهاد عرض الحائط . و هناك من يئس من المستقبل بعد أن أخفق في تحقيق حلم أو مشروعٍ ما، رغم أنه حاول إنجاز ذلك لمرة وحيدة فقط، فرفع راية الإستسلام للأمر الواقع. و هناك أيضاً من يبرر فشله في الدراسة بكونه ينتمي إلى الطبقة المسحوقة، وأن كل المتفوقيين تمكّنوا من ذلك فقط لأنهم ينتمون إلى عائلات ميسورة أو لأنهم أذكياء. و هذا غير صحيح إطلاقاً، و الدليل على ذلك هو الدراسة التي قام بها مجموعة من الباحثين سنة 2005 في جامعة "پنسيلڤيا" بأمريكا، أجريت هذه الدراسة على 164 تلميذ بالمستوى الإعدادي، و ركزت على قياس مستوى ذكاء التلميذ, ثم درجة قوة أرادته وإنظباطه، و قد توصلت هذه الدراسة على أن التلاميذ الذين يحصلون على أعلى نقط هم الذين يتمتعون بدرجة عالية من الإنضباط و قوة الإرادة، ذلك أنهم يقضون وقتاً طويلاً في إنجاز واجباتهم المدرسية و لا يشاهدون التلفاز إلاّ قليلاً، و نادراً ما يتغيبون عن الفصل، فخلصت الدراسة على أن الإنضباط له تأثير على التحصيل الدراسي أكثر من الذكاء. وبالتالي فكل التعابير و السلوكات التي سلف ذكرها وغيرها، لا تخرج عن إطار تبرير الكسل و التهرب من المسؤولية. 

 

طبعاً لايمكن إنكار القناطير المقنطرة من  العراقيل و العقبات التي تعترض طريق المواطن المغربي عندما يسعى لبلوغ أهدافه بشكل سليم و ملتزم، وذلك بسبب إستشراء الفساد بكل تجلياته و تردي الوضع الإقتصادي و التربوي للبلاد و غير ذلك من الإختلالات، فإذا كان المواطن الغربي أو الأمريكي مطالب ببذل نصف مجهود لتحقيق هدف ما، فالمواطن المغربي مطالب ببدل أضعاف ذلك المجهود لنيل نفس الهدف، و ذلك نظراً لإختلاف محيط عيش كليهما. ولكن حداري من الإنسياق وراء العقلية الذرائعية و الإستسلام لتحديات و التمادي في إختلاق المبررات. لأن هذا المنطق لن يفيد بشئ، بل أكثر من ذلك، إنه سيفاقم الوضع بفعل إضعافه لعزيمة الفرد و إغفاله عن رؤية الأمو ر بحكمة.

 

 إن ما يجب الإنتباه إليه و هو أن الإنسان يستطيع تحقيق أحلامه إذا كان فعلاً يريد ذلك، مهما قست ظروفه و مهما كثرت العقبات. أيضاً يجب أن نعي على أن فشل العديد من المرات لا يعني الفشل كل الحياة. لذلك فالسبيل لتحقيق طموحاتنا هي المثابرة و قوة الإرادة. و التاريخ البشري حافل بالشخصيات التي حفرت أسمائها في الذاكرة الإنسانية بفعل عصاميتها و عزيمتها متخطيتاً بذلك كل العقبات التي إعترضت طريقها لتحقيق طموحاتها في جميع المجالات وعلى مر العصور، بل أبعد من ذلك لقد ثبت أن جل الشخصيات التي حققت أرقى الإبداعات و النجاحات هي التي مرت من أسوء الظروف و عانت كثيراً، فإتخدت من معاناتها مصدراً لقوتها. ومع ذلك لا زلنا لا نتعلم و لم نستوعب الدرس بعد. بل كل ما نقوم به هو التغني بهؤلاء وترديد أقوالهم دون محاولة إستنباط الخطط التي ساعدتهم لبلوغ غاياتهم و نهج مثلها.

 

في بعض الأحيان نستطيع أن نتعلم أشياء غاية في العمق و من أبسط المخلوقات، كالنمل مثلاً، و الكل يعلم قصة "تيمورلانك و النملة" وكيف أن نملةً لقنت هذا القائد درساً في المثابرة ، عندما كان هذا الأخير يتجول في الخلاء بعد أن إنتابه الإحساس باليأس حينما إنهزم في معركة و فقد شعبيته من طرف جيشه و أتباعه، فإذا به جلس يستريح فرئ نملة تحاول نقل حبة قمح إلى جحرها فستعصى عليها الأمر، كانت النملة تنقل حبة القمح من نقطة بعيدة إلى جحرها فتضيع منها في أخر لحظة وتعود الحبة من حيث نقلتها، فأعادت النملة المحاولة مراراً و تكراراً دون أن تمل أو تستسلم حتى تمكنت من إدخال الحبة إلى جحرها بعد الفشل في ذلك لعدة مرات. فنبهر تيمورلانك من عزيمة النملة وقال " إذا كانت النملة لم تيأس من الفشل مرة و مرات، فكيف بي أن أيئس وأنا القائد العاقل ؟! 

 

 

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

بنت لبلاد

والله يلا ما قفلتي لا فورتي

إوا هدرتك معقولة أخويا ولكن لمن تعاود زابورك آداوود!!! فعمري دابا 37 عام وقريت فاش كان التعليم العمومي بالهمة والشان خديت لباك بدمير وسهير الليل كان عندي إختصاص تربية بدنية فاش وصل لوقت نجمع الغلة ديال خدمتي جاو ناس داوها باردة بالنقيل والرشوة مشيت تحشيت مع لخوت فلفاك ما بين صداع الراس ديال الإخوان مع الرفاق لي نهار وماطال وهوما يتغاوتو ويجيو يخرجونا من حجرات الدرس ما يقراو ما يخليو لي يقرا تيهدرو على بزاف دلحوايج وتيديرو الضد ديالها حياتهم خاوية وعقلهم خاوي وقاليك باغين يبدلو العالم!!!سمحت فديك جوطية بلا دلال وخرجت نخدم عندي حرفة (الرياضة) كنت نخدم فليصال ونخلص قرايتي شديت ديبلوم فالمعلوميات فواحد المعهد ديال الشبيبة والرياضة وقريت لغات بالإضافة للفرنسية لي عندي مزيانة ودبا الحمد لله عندي 3 ديال اللغات (فرنسية،إسبانية،إنجليزية) وتندرس الإيطالية واخا كون ما سهلش الله كنت مستعدة نخدم فتبنايت وما نكلسش فالدار نشكي ونبكي لحقاش سواء فبلادك ولا على برا والله يلا ما قفلتي يلا فورتي وخاص الواحد يدور مع الزمان ماشي يتسنى البيرو والستيلو ويعرف يتروسيكلا يلامالقاش فالدومين ديالو ولا لقرايا لي دار ما توكلوش الخبز هاد الزمان يقلب الحرفة. دابا الحمد لله لكل مجتهد نصيب فداري مع راجلي وانا المساعدة ديالو فخدمتوخصوصا فمجال الترجمة نفعوني اللغات لي قريت فبلادي وراني باقا نزيد نتعلم حاجات آخرين وعمري نحبس لحقاش أي حاجة نتعلمها تنفعني فحياتي لحقاش الدنيا بدّالة والزمان يدور وخص بنادم يوجد راصو لجميع الإحتمالات باش يسلك راسو ماشي يبقا ماد يديه ويبكي يشكي ويساينها تجي باردة ولا يحاول مرة ويقول ما عندي زهر لحقاش كون الزهر عندو الزهر ما يسدوش عليه فالقراعي ونوضو تحزمو وكونو رجّالة وخدمو بضمير بلا غش راه الوقت صعابت وما تترحمش المعاكيز. ورخفو شوية من أحلام اليقضة قبالت الحاسوب راه الحياة ديال بصاح ماشي هي المواقع الإجتماعية بزاف ديال الناس مخبعين مور كمبيوتر تيديرو فيها سبوعة وعارفين كلشي وتيفتيو الديوان ويلا خرجتيهم لأرض الواقع تدوخليهم الدبانة وما تيعرفو ما يديرو وباش يغطيو على عدم الكفاءة ديالهم تيضرقو مور كلمات وشعارات فضفاضة والغوات وتيديرو فيها أبطال وهما ناجحين بالغش!!! والبطل الحقيقي هو لي عندو القدرة والكفاءة باش فين ما حطيتيه يعرف يسير راسو وينفع بلادو ماشي يدير كيف الدراري الصغار عطيوني لي بغيت ولا ما لاعبش معاكم ونحرم عليكم اللعب. فاش تيكون الطلب أكثر من العرض فين ما لقيتي شي باب واخا صغيور تحشى وطلب الخير لقدام. و هدا نضري وكل واحد وكيف دارليه الله. سمحولي يلا طولت ولكن بغيت نقول واخا تكرفست فالأول وضاع لي الحلم ديالي باش نكون أستاذة التربية البدنية وضروف ديال الخدمة فليصال صعيبة شي يخلصك شي يضحك عليك شي يستغلك ولكن بقيت شادة وتنتقاتل حتى سهل مولانا والحمد لله وحياتي دابا فوق بخير

2013/10/18 - 11:02
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات