قاسم لبريني
قاعدة فقهية وليدة الظروف ووليدة الواقع الذي نعيشه أو بالأحرى الذي فرض علينا ان نعيشه ، عبارة تلخص بوضوح قيمة الأشياء هذا إن كانت تستحق أن يطلق عليها إسم شيء ، " خلص عاد شكي " ، مقولة تجسد حقيقة كون الإدارة لا يهمها فيك إلى جيوبك ، أما ما سواها فلا تعطيه أدنى اهتمام فالمهم هو الأداء أما الشكوى ففيما بعد إلى ان نكون ( مساليين باش نسمعوك ) .
" خلص عاد شكي " واضحة المعنى كوضوح الشمس في ضحاها وبديهية المعاني ، فإذا ما قسمناها إلى قسمين كما هو شأن تقسيم كل الأشياء ، فمواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية وآخر غير مصنف على الإطلاق ولا يعلم بوجوده اصلا ، فإننا سنجد "خلص" وهنا نفهم أننا لسنا نسوى سوى دراهم نؤديها إلى الإدارة والإدارة لا يهمها شخصنا فكل همها انصرف نحو الجيوب التي تسكن سراويلنا فإذا ما فرغت يأخذون السراويل ويتركوننا عراة من الكرامة وعراة من الإنسانية وعراة من وطنيتنا ، وأستغرب كيف يحثوننا على ان نكون وطنيين وهم لا يفقهون في الوطنية معنى ، فلو فقهوا معناها لأحبونا ولعلموا اننا الوطنية التي يجب أن يرضوها بدل أن يردوها ، والقسم الثاني الذي يتمثل في "عاد شكي" توضح أن الأولوية في الأمور تعطى للمادة أما الروح فهي شيء ثانوي لا يهمهم إلا في فترة الإنتخابات وفترة التكثلات وفترة الرغبة في الإغتناء على حساب الأشياء هذا إن صح أن يطلق علينا إسم أشاء ، ثم تأتي "الشكوى" فيما بعد إلى ان تزورهم ما يقارب السنتين او أكثر وإن لم تمل فإلى أن يتابع الشكوى ورثتك .
"خلص عاد شكي" مثل يجسد الواقع الذي نعيشه ، وقيمتنا الحقيقة في أعينهم .