مدير أكاديمية الرباط يستعرض حصيلة "مدارس الريادة" ويؤكد أن نسبة التعميم تجاوزت 80 بالمائة

بعد التساقطات الأخيرة...مياه الأمطار تجتاح سوق مركب الفخار بزناتة

"أخبارنا" في جولة حصرية داخل مركب محمد الخامس بعد التحديثات الأخيرة قبل أربعة أيام من انطلاق الكان

الثلوج تغطي ربوع إقليم إفران.. تدخلات متواصلة للسلطات لحماية مستعملي الطرق

بعد شلل الحركة بإقليم ميدلت.. تدخل عاجل باشا بومية لتفادي الأسوأ وتأمين عبور المسافرين

"رجعات بحال الشواية".. هكذا أصبحت طريق بإقليم مولاي يعقوب بعد شهر ونصف من اصلاحها

الفيسبوك..مقبرة الأحياء

الفيسبوك..مقبرة الأحياء

حسن المولوع

 

هل تصدقون...؟ لم أعد أستغرب ولم يعد يصيبني العجب ، بكل بساطة لأن بعض الخلائق التي تصادفني في مسيرتي الحياتية أضحت متشابهة تماما كالقبور، فالمقبرة يتساوى فيها التراب و الأموات ،وكذلك الفيسبوك، لا فرق بين هذا وذاك.

ذات وقت مضى، كنت أطلق على ذلك الفضاء الأزرق اسم" العالم الافتراضي" ، اليوم وبعدما مضى وقت طويل، واستقر بي المقام بين منشوراته، صارت لي خبرة كبيرة به، بل بالكيمياء البشرية الجائلة في حدائقه الزرقاء، التي  غالبا ما أصبحت تنبث الحقد والكراهية والبغضاء بين رواده ، كلام شائن، وأفكار في حالة تيبس تام تعبر عن فكر بائس داخل نفق الغيبوبة،والدمار الشامل للقضايا الوهمية التي تولد في أرجائه.
الكل فيه شاخ ومات، ولم يعد هناك أي شيء سوى إلقاء خطبة على الأموات،

 لكن..، هل الموتى يسمعون..؟
وكيف يسمع الموتى وقد سلموا الروح إلى بارئها؟
وحتى لو كان كذلك، فماذا سيفعل ميت وهو بين الرحمة والعذاب؟
إنها النهاية..أو بداية نهاية وشيكة لأموات مازالوا يتنفسون بلا روح.
إنها المقبرة..أو مدينة قبور متراصة لموتى يسمعون القول ولا يتكلمون.
إنه الموت..أو احتضار أجساد تستعد للموت والذهاب لمدينة القبور، ثم تدفن هناك.. حيث مقبرة النسيان، لتبدأ بداية نهاية جديدة في حياة الموت، الذي أتاها ليخلصها من بؤس التفكير، و بعد ذلك تتلى عليها آيات الرحمة، ونتذكرها كلما جاء وقت الذكرى لنقول..

ذات وقت مضى كنا نطلق على هذا الفضاء الأزرق "العالم الافتراضي" واليوم وبعدما استقر بنا المقام هاهنا بين منشوراته، يحق علينا القول أن نسميه مقبرة الحياة، لموتى يسمعون ولا يتكلمون.

إن رحلة التجوال بمقبرة الحياة الفيسبوكية تستلزم منك الدخول إلى السوق البشرية، لتصادف أناسا لهم وجوه متعددة ،تختلف أسماؤها ومسمياتها ، تماما كالمرحاض الذي تارة نسميه "كابينة سواء عصرية أو تقليدية" أو كانف، وفي بعض الأحيان وبلباقة أكثر نسميه بيت الوضوء، طبعا إن كان بعض الجائلين به يتوضئون لتأدية صلاتهم ، ألا إنهم هم الذين ينظرون في الدين ولا يقوم أغلبهم لأداء صلاته؟ قمة النفاق والسفالة والنذالة هاته.

إن حقيقة الشخص لا تتحدد من خلال منشوراته الفيسبوكية الظاهرة للعيان..أي في القناع الذي يتبدى به للآخرين..وإنما في ذلك الواقع الباطن الخفي المتستر خلف القناع..ذلك الواقع الذي يعبر فيه عن إنسانيته باعتباره ماهية ووجودا.
فالإنسان في العالم الافتراضي أو في مقبرة الحياة كما قلنا، يتفاعل روحيا مع ما تصادفه عينه وإحساسه، عكس الواقع الذي يجعل منه متفاعلا كاملا ،وتلك تلزمها جرأة قل ما تكون في الافتراض، فلا تغرنكم مثالية أشخاص افتراضيين ،لأن الواقع هو الحد الفاصل لحقيقة ذلك الشخص وليس من منشوراته.

 

والحياة ليست تفاعلا وهميا عبر كلمات صماء، بل هي لقاء مباشر ونقاش دائر في حلبة الواقع، لتلد جيلا متفاعلا واقعيا في حياة الحياة، وليس في حياة الموت داخل مقبرة الحياة، حتى يسمع ويتكلم ويعبر ويتحرك لتغيير الوطن في الواقع، وليس في الوهم والافتراض.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

مصطفي

حلو البرنامج جدا

حلو البرنامج جدا

2014/06/13 - 09:36
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات