إلياس الهاني
من عقائد الشيعة التي اجمع عليها و تميزوا بها؛ "عقيدة التقية" و هي: «عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التقارب و هم لا يريدون ذلك و لا يرضون به، و لا يعملون له، إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة».[1]
و هي بمنزلة عظيمة عندهم، فقد رووا فيها الروايات الحاثة و المبينة لعظم منزلتها، جاء في "أصول الكافي"2\217 قال أبو عبد الله: سمعت أبي يقول:« لا و الله ما على وجه الأرض شئ أحب إلي من التقية، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله».
و عن الصادق قال:« ليس منا من لم يلزم التقية»[2] و قال أيضا:« من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا»[3]
و قال أبو جعفر:« التقية ديني و دين أبائي، و لا إيمان لمن لا تقية له».[4]
يقول شيخهم الصدوق:« و اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة و التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله و عن دين الامامية و خالف الله و رسوله و الأئمة»[5].
فقد تجد الشيعي يعاملك كما يعامل الناس بعضهم بعضا، و لن تكتشف فرقا و لن تجد رفضا و تشيعا و هم بذلك إنما يحققون أقوال ائمتهم و ينصاعون لأوامر مراجعهم حتى لا يكتشف أمرهم فينفضحوا، فمن ذلك ما جاء في بيان للخط الرسالي الشيعي:« الخط الرسالي يقر بمشروعية التقية و لا ينهجها..أما من يحاول أن يدعي أننا نمارس "التقية" فنقول له اتق الله فالتقية هي إظهار الكفر و إبطان الإيمان خوفا على النفس من القتل أو الضرر المعتد به عقلائيا...» و أوردوا بعدها آيات قرآنية مع تفسيرها لابن كثير و الطبري و القرطبي، و لا إشكال في ذلك فمجموع تلك الآيات و تفاسيرها و ما ورد في ذلك من آثار لا يعدو أن يكون تقية شرعية جاءت في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم وفق ضوابط الشرع و قواعده، أما التقية الشيعية فهي كما جاء تفصيلها في كتب القوم لا تمت بصلة لما في كتاب الله و لا فيما أوردوه من نصوص عن أهل السنة:
- فالتقية الشرعية إنما تستخدم مع الكفار لا مع المؤمنين بخلاف الشيعة.
- التقية الشرعية رخصة و ليست عزيمة بخلاف الشيعة.
- التقية الشرعية تستخدم في حالة الضعف لا القوة بخلاف الشيعة.
- التقية الشرعية تكون باللسان لا بالأفعال بخلاف الشيعة.
- التقية الشرعية لا يجوز أن تكون سجية المسلم في جميع أحواله بخلاف الشيعة.
-التقية الشرعية ليست هي الوسيلة لإعزاز الدين بخلاف الشيعة.
فالتقية الشرعية تختلف تماما عن التقية الشيعية، و ما فعله هؤلاء من تدليس و تلبيس هو من التقية؛ حيث اظهروا نصوص أهل السنة و اخفوا نصوصهم لئلا يكشف احد مذهبهم و عقيدتهم الشيعية، و إلا فإذا كانوا حقا يؤمنون بما أوردوه من نصوص فليتبرؤوا من تلك الأقوال التي احتوتها كتب الشيعة من تكفير الصحابة ،و تحريف القران، و عصمة الأئمة، و القول بالمتعة، و الإمامة،... و غير ذلك، فليتبرؤوا من ذلك كليا و ليعلنوا على الملا و بوضوح أن لا علاقة لهم بهؤلاء، -و هذا ما لا يستطيعونه- فهؤلاء لا يخرجون عن ما هو مسطور في كتبهم فهو نوع من التقية يجيدون استعمالها بأساليب متنوعة ،و طرق مختلفة ،ينكرون ظاهرا ما يعتقدونه باطنا، و تبيح لهم أن يتظاهروا باعتقاد ما ينكرونه باطنا، و لذلك تجدهم ينكرون كثيرا من معتقداتهم مثل سب الصحابة ،و القول بالمتعة ، و تكفير و قذف المسلمين، و ما إلى ذلك، فكما يقول آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي:« المستفاد من الأخبار الواردة في التقية إنما شرعت لأجل أن تختفي الشيعة عن المخالفين و ألا يشتهروا بالتشيع أو الرفض و لأجل المداراة و المجاملة معهم، و من البين أن المكلف إذا اظهر مذهب الحنابلة عند الحنفي مثلا أو بالعكس حصل بذلك التخفي و عدم الاشتهار بالرفض و التشيع و تحققت المداراة و المجاملة معهم فإذا صلى في مسجد الحنفية مطابقا لمذهب الحنابلة صدق انه صلى في مساجدهم أو معهم و السر في ذلك أن الواجب إنما هو التقية من العامة و المجاملة و المداراة معهم و لم يرد في شيء من الأدلة المتقدمة وجوب إتباع أصنافهم المختلفة و لا دليل على وجوب إتباع من يتقي منه في مذهبه و إنما اللازم هو المداراة و المجاملة مع العامة و إخفاء التشيع عندهم»[6] و استمع إلى آيتهم العظمى كاظم الحائري إذ يقول:« ينبغي للإنسان الشيعي أن يتعامل مع السني معاملة تؤدي إلى حسن ظنه بالشيعة لا إلى تنفره عن الشيعة».[7]
و ما فعله هؤلاء ببلادنا هو سنة علماؤهم ؛حيث كانوا يقومون برحلات إلى البلاد السنية بان يتظاهروا بأنهم من أهل السنة و ذلك للتجسس عليهم و تتبع أخطائهم و زلاتهم ،و كان من هؤلاء شيخهم محمد بن الحسين بن عبد الصمد المعروف بالشيخ البهائي المتوفى سنة 1031ه الذي قال:« كنت في الشام مظهرا أني على مذهب الشافعي».[8]
فلاحظ أخي المسلم أن هذه التقية التي بالغ فيها هي التقية التي تحثهم على التحفظ عن إفشاء المذهب و الكذب على أهل السنة، و هذا ما يحاول أن يمارسوه الشيعة في المغرب من كذبهم و تقيتهم لخداع المغاربة.