عبد الجبار الرشيدي: التعديل الحكومي جاء في مسار طبيعي من أجل إعطاء نفس سياسي

مؤسسة تعليمية بطنجة تحيي ذكرى المسيرة الخضراء تحت شعار "رسالة جيل لجيل"

البرلماني شهيد يقصف الحكومة: سرقتم البلاد وتريدون سرقة حتى التاريخ

نبيلة منيب تشيد بمغاربة هولندا وتوجه انتقادات نارية للحكومة

احجيرة: التعديل الحكومي ماشي للترضيات وإنما لتسريع وتيرة البرامج

السعدي: لن ننخرط في الحملات التي تسيئ لوطننا بسبب حسابات سياسية ضيقة

شعار \" الشعب يريد إسقاط النظام \" تحت المجهر

شعار \" الشعب يريد إسقاط النظام \" تحت المجهر

 

عزالدين عيساوي

إن المتتبع للشأن المغربي و للحراك الشعبي الذي انطلق منذ العشرين من فبراير يلحظ نوعا من العشوائية و عدم الانضباط في رفع الشعارات رغم اتفاق حركة 20 فبراير على مطالب محددة على المستوى الوطني. فمن بين الشعارات التي بدأت تبرز في الآونة الأخيرة شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " في بعض المدن المغربية . لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن : ما هي الأسباب الحقيقية وراء ظهور مثل هذه الشعارات ؟

من بين الأسباب الرئيسية التي عجلت بظهور مثل هكذا شعارات ما يلي :

  • أن حركة 20 فبراير بات تحت سيطرة أطراف تعارض النظام الملكي و تسعى إلى قيام جمهورية يتم فيها تداول أعلى سلطة في البلد، كما لا ننسى معارضي الملك العاض الذي يسعون إلى قيام الخلافة على منهاج النبوية.
  •  شعور العديد من المناضلين من داخل 20 فبراير أن النظام المغربي لم يستجب إلى أدنى المطالب التي رفعوها منذ شهور و بالتالي يعتقدون أنه  حان الوقت لرفع سقف المطالب إذا كان النظام ينهج سياسة الأذان الصماء .
  • نزوع العديد من الشباب إلى رد الفعل ، فمجرد ما سمع خبر وفاة " الشهيد كمال العماري " حتى انطلقت مسيرة ليلية حاشدة بمدينة آسفي تطالب بإسقاط النظام.
  • استخدام الأمن المغربي للعنف ضد شباب 20 فبراير ما من شأنه تنمية الحقد و الكراهية لدى الشباب تجاه كل يمت إلى النظام بصلة .
  • إحساس البعض أن الشعب المغربي لا يقل شجاعة عن باقي الشعوب العربية التي تمكنت من إسقاظ أنظمتها.

 

إذا كانت هذه بعض الأسباب الكامنة رواء بروز ذلك الشعار ، فهل الشعب المغربي في حاجة إلى هذه الشعارات ؟ و هل ذلك الشعار يعبر فعلا عن مطالب الشعب ؟

 

إن الذي يدرس الواقع المغربي يجد أن أغلبية المغاربة لا يتبنون فكرة إسقاط النظام ، و المبررات التي تجعلهم يرفضون تبني هذا المسار تختلف من شخص لآخر .

و إليكم الآن بعض المبررات التي يسوقها هؤلاء للدفاع عن موقفهم : 

  • يرى فريق من المغاربة أن المغرب يتطور في عهد الملك محمد السادس و أن التغيير يحتاج إلى وقت كبير و بالتالي فهم يثقون في الملك لكي يمضي بالمغرب قدما نحو معارج الرقي و الازدهار، فلهذا يرفضون فكرة إسقاط النظام.
  • أما آخرون فلا يحبذون النضال من أجل إسقاط النظام لخوفهم على مستقبل الدولة المغربية فهم يرون النظام الملكي الضامن لاستقرار و وحدة البلد خاصة في ظل وجود حساسيات في الريف و الصحراء، فهذا الصنف يعتقد أن إسقاط النظام يعني تقسيم المغرب إلى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها .
  • هناك فئة أخرى ترى بأن الشعب هو الذي ينبغي أن يتغير قبل الحديث عن تغيير النظام على اعتبار أن فساد النظام يعكس فساد الشعب و بالتالي فبدل التغيير من القمة يفضلون التغيير من القاعدة.
  • و وسط هذه التصورات يبرز مبرر قوي يجعل البعض يحجم عن مطلب إسقاط النظام و هذا المبرر تغذيه المشاهد التي تتناقلها القنوات الإعلامية عن بعض الثورات التي تشهد تنكيلا رهيبا بالشعوب دون أن يتحقق الهدف الذي من أجله خرجت تلك الشعوب.

 

  • هناك أيضا بعض المغاربة الذين يعتقدون بعدم وجود البديل في الوقت الراهن خاصة أن المغرب منقسم فكريا بين تيارات إسلامية و أخرى علمانية.

 

و ختاما  أوصي أحبابي في حركة 20 فبراير الأبية بعدم رفع شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " و الاكتفاء بالمطالب الأخرى ومنها الملكية البرلمانية حتى يحافظوا على شعبيتهم و يحققوا أهدافهم المشروعة. و دمتم للنضال أوفياء.

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات