بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

الإبقاء على هيام ستار داخل السجن والمحامي يكشف مصير أبنائها والخبرة الطبية التي أجريت عليهم

ضحايا "مجموعة الخير" يلتمسون تدخل الملك لاسترجاع أموالهم بعد الحكم على المتهمين

بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

لا تحتجوا و لا تتواكلوا

لا تحتجوا و لا تتواكلوا

بنلحسن هشام

 

فاجأنا إمام المسجد اليوم بخطبة عجيبة غريبة استهلها بالحديث عن فاتح ماي و عيد العمال و وصفها بالحديث الطويل الذي يبشر بالخير و الموعظة الحسنة ، فاستبشرنا خيرا لأنها ستكون من المرات القلائل التي تخصص فيها خطبة يوم الجمعة لموضوع يقترب من واقع الناس و معاشهم، و لكن فقيهنا المفوه انتقل بسرعة البرق بعد مقدمة قصيرة تفتقد لوحدة النص و تناسق الموضوع،  ليتكلم بإسهاب عن الفرق بين المؤمن القوي و المؤمن الضعيف، و ينهى الشباب عن اللولوة ( من "لو" و "لو" و "لو") و التحسر على الماضي ففي نظره المؤمن القوي هو من يدافع عن نفسه بنفسه  و يطالب بحقوقه دون حاجة لاحتجاج أو تنظيم وقفات أو اعتصامات، أما المؤمن الضعيف من وجهة نظر خطيبنا فهو من يعتمد على "الاتحادات" و "الجمعيات" ( طبعا فقيهنا لم يفصح هنا و لكن المقصود واضح فهو يلمح للنقابات و اتحادات العمال) في تحصيل حقوقه و الدفاع عن مكتسباته؟؟؟

 لم يكتفي خطيب المسجد بهذا القدر، بل تمادى في نهيه و نصحه و أخد يدعوا المصلين إلى "العمل بجد" و تجنب "التقاعس" و "التكاسل" و "التواكل" فحسب فقيه مسجدنا " التواكل" هو مرادف للاحتجاجات و المطالبة بالحقوق. قالها فقيهنا بكل صراحة ( أو وقاحة إن أردتم) " إياكم و التواكل و الاحتجاجات". كان خطيب الجمعة يمرر سمومه بين ثنايا الخطبة و كأنه يستغل غفلة البعض و لامبالاة البعض الآخر و استعدادنا اللاشعوري جميعا لتقبل كل ما يقوله تحت هالة المسجد و قداسة المكان دون تمحيص أو مجادلة، و صار ينتقل من فكرة للأخرى دون اهتمام بوحدة الموضوع و في حشو و إطناب مقصود يهدف لإفراغ الخطبة من مغزاها و معناها و يجعلها روتينا يأنف منه مرتادو المساجد و لا يعيرون مضمونه أي اهتمام.

 

  للأسف الشديد الدولة تظل تنهي الناس عن خلط السياسة بالدين، و ها هي اليوم في ظل حكومة الملتحين تعجن الدين بالسياسة عجنا و تنتج لنا خبزا مر المذاق لا يستسيغه سوى الجاهلون أو الغافلون ( لا يخفى عليكم أن نسبة كبيرة من الحاضرين المصلين يوم الجمعة لم يعد يعير لموضوع الخطب أي اهتمام). خطاب فقيهنا اليوم يضلل و لا يهدي و يحرف و لا يفتي، خطاب كله سياسة و سياسته التضليل يستهدف عقول البسطاء و يستحمر المصلين واضعا إياهم بين خيارين لا ثالث لهما: الاستقرار المجتمعي و الأمان أو الاحتجاج و الفتنة. هو بالفعل الاختيار الذي جاءنا بحكومة بن كيران، فهو خيار الاستقرار و هو المنقذ المخلص و بعده أو دونه الفوضى و الفتن. مسكين هذا الشعب المغلوب على أمره ، حتى حين يمنح حرية الاختيار يكون أحلى الخيارات مر.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

fadi

silence

الإمام بغا يقول المؤمن القوي هو: اللي كيسكت مايدويش....هه

2014/05/03 - 01:25
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات