خطاط مغربي كرمه الملك يبهر زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب

المغرب يسجل حضورا قياسيا وغير مسبوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب وينال إشادة عالية من الزوار

ممرضو الغد... ينظمون وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ويطالبون بالتعويض عن التداريب وعدم خوصصة القطاع

حملة مراقبة صحية صارمة صارمة للمحلات التجارية والمطاعم بطنجة

مفتقر: اختيار المغرب ضيف شرف للمعرض الدولي للكتاب بالشارقة فخر كبير لنا

انتفخ جسده قبل وفاته.. مطالب بفتح تحقيق في وفاة طفل بالمستشفى الجامعي محمد السادس

اعملوا على مكانتكم إنا عاملون

اعملوا على مكانتكم إنا عاملون

جمال اشطيبة

 

لما بعث النبي الكريم محمد وجد صعوبة كبرى في الخروج على قومه بهذا الدين الجديد الذي يسفه أحلام قريش، ويقضي على امتيازاتهم ويساوي بين الأسياد والعبيد، وبين الرجل والمرأة، والصغير والكبير، ومكث لأجل ذلك ثلاث سنوات يدعو الناس سرا.

لقد سخر منه مخالفوه لما جاء يحدثهم عن "بدعة" الإله الواحد! و عن حقوق الإنسان الذي كرمه الله -كما زعم- بغض النظر عن دينه و عرقه ولغته ومكانته الاجتماعية، نسي فقط أن يقول: إن الحيوان أيضا له حقوق، كيف لا وهو يقرأ عليهم:"وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم".

لكن السخرية وحدها لم تثنه عن مراجعة نفسه، بل استمر يدعو ويواجه المعاندين بكل الحجج والأدلة المتوفرة لديه، لذلك كان لابد من مواجهته مواجهة حقيقية ترده إلى "رشده"، بيد أن عصبته من آل عبد المطلب تأبى ذلك خصوصا عمه أبو طالب.

وفي غمرة التحدي والإصرار والمواجهة المفتوحة من طرف قريش، وفي التفاتة غريبة يدعو النبي دعاء بـأن يعز الإسلام بالكفار، بالعمرين أو أحد العمرين، عمر بن الخطاب، وعمرو بن هشام الشهير بأبي جهل، وهما من أشد العتاة الذين يؤذون المسلمين.

لقد كان أول من استجاب إلى ثورة محمد بن عبد الله، أناس من طبقات اجتماعية مسحوقة ممثلين في العبيد والفقراء، والضعفاء عموما، غير أن الأمر سرعان ما تغير، بعد أن التحق بالثورة رجال من طبقات اجتماعية متوسطة؛ ناس لهم شهرتهم ومكانتهم الاجتماعية، مثل حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب..

لقد جن جنون قريش بعدما رأت أشرافها يلتحقون بالثورة ويتزعمونها، مما سيغري المزيد من الناس بالحذو حذوهم، فقراء وضعفاء لأن أصبح لهم غطاء قوي، وطبقة متوسطة و شريفة لأن أمثالهم موجودين مع محمد.

فقدت قريش صوابها و أعلنت الحرب على المسلمين تقاتلهم بكل ما أوتيت من قوة، فبدأت بالتنكيل بالضعفاء منهم، بلال الحبشي، و عمار بن ياسر، وخباب بن الأرث..وفي التفاتة غريبة أخرى، يؤمر المسلمون بعدم الرد على العدوان"كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة"

غريب أمر هذا الدين !! أتباعه يسحلون، ويقتلون، ويهجرون من ديارهم، وهو يأمرهم بعدم رد الاعتداء، بل ويأمرهم بالدعاء لهم بأن يهديهم الله ليصبحوا إخوانهم في الدين كما أنهم إخوانهم في الخلق، ويتأولون لأعدائهم، بأنهم إنما يعادونهم لأن هناك سوء في الفهم و خطأ في التواصل.

وينزل القرآن يبين ويوضح، ويزيل كل لبس قد يقع فيه أتباعه، مقررا أن الناس يعادونكم لأنهم لا يعلمون حقيقتكم، فهم يظنون أنكم جئتم للقضاء عليهم، وأخذ مناصبهم وممتلكاتهم   " ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق فهم معرضون".

 إن أكثر الناس لو يعلمون الحقيقة فإنهم لا محالة سيتبعونها، ولهذا فالواجب عليكم أيها المسلمون أن تقوموا بالجهاد الأكبر وذلك باستعمال أفضل السبل لإيصال حقيقتكم إلى العالم "وجادلهم بالتي هي أحسن".

يجب أن تعترفوا بأنكم مقصرين في ذلك، وأن وسائلكم ضعيفة أمام وسائل التعمية والتضليل التي ينهجها المضللون الذين يستفيدون من التقاتل والنزاع، الذين يسارعون إلى إيقاد نيران الحروب في كل مكان"كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله".

إن الله كما يقررالقرآن يقصد إلى إطفاء الحروب، وليس إلى إشعالها كما يفعل الكافرون بمنهجه، لذلك كانت مهمة المؤمنين هي إطفاء الحروب، بعدم الرد على العدوان، والدعاء للمعتدين بالهداية، والجهاد في إبداع أفضل السبل، لكشف تضليل المضللين، حتى تبدو الحقيقة واضحة جلية، بعد ذلك فإن أكثر الناس لا يعرضون عنها، بل سوف يدافعون عنها أكثر من أصحابها الأوائل.

لقد دخل في الإسلام في عامين من الصلح بين قريش والمسلمين أكثر مما دخل فيه لمدة تقرب من العشرين عاما، عامين بعد توقيع صلح الحديبية التحق بصفوف المسلمين عدد ممن كانوا مضللين يفوق عدد ما دخل في الإسلام منذ بدأ في مكة إلى السنة السادسة للهجرة.

إن الكفر معناه التغطية والتعمية والتضليل، وهذه هي وظيفة المستكبرين، إنهم يضلون الآخرين عن علم وتخطيط، ويكيدون دوما  من أجل بعثرة الأوراق، وتشويه الحقائق، وزرع بذور الفتنة وتشويه الصورة، هدفهم أن يصطدم الناس بعضهم ببعض، فيشغلوا بعضهم ببعض، ويصرفوا عنهم الأنظار، لكي يتمكنوا هم من فعل ما يحلوا لهم.

إن أصحاب الصراط المستقيم عليهم ألا ينساقوا مع هؤلاء الذين يضللون الناس عن بينة وعلم، بل عليهم أن يثبتوا على المنهج القويم، وأن يفوتوا على هؤلاء كل فرصة يجرونهم بها إلى أتون الضلال والغواية والجهل، ومهاوي الفتنة والضياع.

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات