من غلاسكو إلى الرياض.. اعتراف دولي بقوة المؤسسات الأمنية المغربية

شحتان: بطاقة الملاعب ستحد من المتطفلين على الميدان ويوسف مجاهد: مبادرة جيدة من أجل الرقي بالمهنة

جمعية الثقافة الإسلامية ومؤسستها بتطوان يحتفلون بذكرى المسيرة الخضراء المضفرة

شوكي للمعارضة: خطابكم مضلل وقانون المالية واقعي ومجدد في تفعيل ‏السياسات

شوكي يجلد المعارضة: البعض يقوم بتسخينات انتخابية سابقة لأوانها وتجاوز كل ‏الحدود الدستورية

من البقرة إلى المستهلك.. شاهد كيف تتم عملية إنتاج الحليب ومشتقاته داخل تعاونية فلاحية بمنطقة سوس

وقفة مع ذكرى الإسراء والمعراج

وقفة مع ذكرى الإسراء والمعراج

يوسف الإدريسي

 

تهلّ علينا في أواخر شهر رجب الجاري 1435 هـ ، ذكرى مباركة جليلة  بل معجزة ربانية أعطاها الله لنبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول الله تبارك وتعالى :(سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير) (سورة الإسراء)، معجزة الإسراء ثابتة بنص القرآن والحديث الصحيح، فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء كان بالجسد والروح.

والمقصود من هذه الرحلة المعجزة تكريم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وإطلاعه على عجائب خلق الله وقدرته وليس المقصود منه الوصول من أجل ذات الوصول أو البلوغ إلى مكان ينتهي فيه وجود الله تعالى لأن الله عز و جلّ لا يوصف بالمكان والجهة كما هو شأن المخلوقات . لقد جاءت هذه المعجزة  كتبيان و برهان على فضله صلى الله عليه وسلم، كونه أفضل الأنبياء وسيدهم، حيث أمَّ بهم في بيت المقدس وحيث جاوز السماء السابعة إلى أن وصل إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام من الأقضية الإلهية والوحي، وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم  منزلة في صعوده ما بلغها أي ملك مقرَّب ولا نبي مرسل، وهذا دليل على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم، ولهذا لما رجع إلى مكة قبل فجر تلك الليلة وأخبرهم بما رأى، ازداد المؤمنون إيماناً، وصارت تلك المعجزة سبباً لانحراف بعضهم، لكن أهل الإيمان الصادق ازدادوا إيماناً، فالصدّيق رضي الله عنه لما أخبروه قال: «أنا أصدقه بخبر السماء أفلا أصدقه بهذا؟»

في هذا اليوم التاريخي المبارك عرج النبي صلى الله عليه وسلم الى السموات السبع بإذن ربه، فرأى مشاهد و مناظر تجسد أشكال المعاصي والعقاب في حق المذنبين المستهزئين، و أنا أغوص في مطالعة هذه الحكَم الربانية والمشاهد الوعظية  جذبني منظر عقاب" خطباء الفتنة" لما لها من تأثير على الأمة. رحم الله الشيخ الشعراوي، يقول: "خطباء الفتنة الذين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. تقرض شفاهم بمقارض من نار. فسأل: من هؤلاء يا جبريل: فقال هم خطباء الفتنة، الذين يبررون لكل ظالم ظلمه. ويجعلون دين الله خدمة لأهواء البشر. وهؤلاء هم الذين يحاولون أن يجعلوا للناس حجة في أن يتحللوا من منهج الله. فهم يبررون ما يقع. ولا يدبرون ما سيقع.. ذلك أن الدين ليس لتبرير أهواء البشر ولكن الدين هو لتدبير أمور البشر.."

والشيء بالشيء يُذكر، فمثلا إذا جلسنا نوضح و نشرح لأبنائنا مساوئ الكذب ومضاره ونحدثهم عن الصدق وفضائله، وجاءنا شخص للبيت وكان ردّنا أننا لسنا موجودين، هذا الفعل الذي بدر منا سيهدم كل أقوالنا وبعد ذلك يستقر في وجدان أبنائنا أن الكلام لا ينسجم  مع جنس العمل. فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك وانزلق الإلقاء عن الإجراء يكون الخطاب وقتئذ فتنويا تعتيميا، يبرر السلوكات والتصرفات باسم  الدين في حين أنه ليس دين تبرير ولكنه دين تدبير السياسات والأزمات.

من هنا، فخطباء الفتنة هم الذين يقولون ما لايفعلون و ينطقون بما لا يفقهون أو هم الذين يبررون لكل منحرف انحرافه ولكل ظالم ظلمه. فاللهم نعوذ بك من خطباء الفتنة.

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات