لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

فلسطين بين الممكن الذهني و الممكن الواقعي

فلسطين بين الممكن الذهني و الممكن الواقعي

يوسف أبال

 

.

مدخل:

"إن مثلنا كمثل ذلك الشخص المسجون الذي ينتظر من ساجنه أن يسلم إياه مفتاح الحرية" . هذه الجملة الأنفة الذكر، كان قد تلفظ بها المفكر الجزائري "مالك بن نبي" في محاضرة -تجدونها على موقع "اليوتوب"- كانت "تيمتها" هي البناء الحضاري للعالم الإسلامي.

إن استجداء الآخر؛"الغرب/أمريكا" كي يعطينا ترياق "التقدم،الحرية،العدل..." لهو ضرب من الخيال ؛ فأول رافض – حسب المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي- لقيام الحرية و الديمقراطية بالعالم الإسلامي ...هو الغرب / أمريكا، وعندما نقول الغرب / أمريكا، فنحن نقصد الأنظمة السياسية السائسة لهذين المجالين". بهذا القول السالف،و الذي صيرته وقائع الواقع بداهة، نكون وضحنا أكثر ما سلف بنا أعلاه من قول مالك بن نبي. وبالجملة،فإنه ليس في مصلحة تلك الأنظمة – الغرب ،أمريكا - أن تكون هناك "قومة/نهضة" في العالم الإسلامي، إن مصلحتهم العظمى هي في بقاء العالم الإسلامي(العربي خاصة) أرضا خصبة، طيعة، تابعة، ديكتاتورية على "رعيتها"، إن كامل مصلحتهم في النفط العربي و خدمة الكيان الصهيوني.

وفي نفس السياق،ليس يغيب على كل متتبع لمسار المفكر -الراحل -المهدي المنجرة أن "أس" معاناته و التضييق عليه، كان في تبنيه لأطروحة مفادها أن"حكامنا يمررونا الإهانة إلينا بعد تشربهم إياها من "المتحكمين" فيهم من "الغرب /أمريكا"، إن حكامنا لا يمثلون صوتنا و لا رؤانا، بل يجسدون رؤى الغرب/أمريكا، إننا نعيش مرحلة "الميغا-إمبريالية"؛ مرحلة ما بعد الاستعمار ،التي هي مرحلة أشد وطأة من سابقتها؛لأننا مستعمرون فيها بأناس من بني جلدتنا، تحركهم أيادي مستبطنة. إنها الحرب الحضارية الثقافية؛ حرب القطب المسيحي/اليهودي ضد قطب الإسلام".

و تأسيسا عليه، يمكننا أن نجمل ما سلف بنا في مفهوم واحد ، ألا وهو مفهوم "المؤامرة" على العالم الإسلامي/العربي، مؤامرة خيطت خيوطها بحبكة ذات تلوينات متباينة و بأيدي "مهرة" محنكين.

وجدير بالذكر أننا عندما نتناول طرح"المؤامرة" سواء تعلق الأمر بالعالم الإسلامي أو غيره من العوالم،فإننا لا نغفل "البيئة الداخلية و العوامل الذاتية للطرف المتآمر عليه، هذه العوامل التي كان لها نصيبها الوافر في خلق بيئة متدهورة آيلة "للانحطاط وكذا مسهلة لعملية "التأمر".و بصيغة أخرى، فتناولنا هنا "لنظرية المؤامرة" هو ليس من باب التهويل وكذا لا ينجر نحو التهوين من فاعليتها و تأثيرها و صناعتها للواقع.

المقصد.

كما هو معلوم،فمنذ الأسبوع المنصرم و صواريخ "الكيان الصهيوني"،المبطنة بالدعم الخارجي الأمريكي و العربي خاصة،تهوي على قطاع غزة، هذه الأرض الفلسطينية، وهذه الأخيرة التي هي ضحية "المؤامرة" وضحية معاول هدم أخرى. إنها ليست المرة الأولى التي يقصف فيها صقع من أصقاع أرض فلسطين - ولا هي ستكون بالمرة الأخيرة في اعتقادي- لكن الملاحظ هو أنه مع كل قصف متجدد و مع كل مكاسب  جديدة يفوز بها "الكيان الصهيوني"، الملاحظ هو صدور نفس الردود "الفعلية" العربية بصيغة الجمع؛أي النظم الحاكمة، وكذا بصيغة الفرد؛أي الأفراد "المتفاعلون مع الحدث".

وكمثال على ذلك، لو أخدنا "صفحة الفايسبوك" ورجعنا بها إلى الوراء زمانيا و توقفنا عند "عدوان 2012" على غزة وقارنا بين ما حبلت به الفترة من ردود "فايسبوكية فردية" أو ردود عربية/جماعية نظامية، لوجدنا شبها كبيرا بينها وبين ما هو رائج هذه الأيام في إعلامنا بكل تلويناته بصفة عامة. إنه الشبه الحاصل بين الحاضر و الماضي و الماضي و الحاضر، الشبه الذي مثل له ابن خلدون في مقدمته ب "شبه الماء بالماء".

هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالشبه ليس قائما في الواقع"الصهيوني/الإسرائيلي"؛فالمستوطنات مستمرة في التهام الأرض المغتصبة، فضلا عن الربح الدبلوماسي و الدعم الخارجي اللذين لازالا يحصدان تباعا.

فعلا هنا تقدم، هنا حيث الآخر المغتصب يوجد تطور نحو المسعى؛"إسرائيل الكبرى"، وهناك حيث الطرف"المظلوم" إضافة إلى الطرف المشارك للمظلوم في "هويته اللغوية و الدينية وكذا المصيرية"، هناك يوجد تخلف بالمعنى "الحركي"، ثمة يوجد تطور سلبي.

مادامت المسألة كما أشرنا، فسؤال "لماذا" يطرح نفسه هنا بإلحاح.

 التنظير و الواقع "الفلسطيني"و سؤال لماذا؟

معلوم أن الإجابات قد تختلف باختلاف موقع الشخص "المجيب" ، و الموقع هنا نقصد به على الخصوص"المنصب،الزاد الثقافي، الإيديولوجية الموجهة، الحالة السيكولوجية...". وعليه ، سنحاول تتبع بعض الآراء/الإجابات المتباينة التصور مع تبيان مواقع أصحابه، حول القضية الفلسطينية.

في كتابه "ذاكرة ملك" نجد الحسن الثاني، أثناء حواراته الصحفية، يتطرق لمسالة "القضية الفلسطينية"      و يتبنى طرحا مؤداه " أنه كان على الجامعة العربية "قبول إسرائيل عضوا داخلها و "تقسيم فلسطين" ...وذلك فهما منه للواقع،أي أن إسرائيل زرعت داخل تراب فلسطين في سياق "غلبة" الآخر و استئساده فضلا على دعم القوى "الكبرى" لها. وعليه فالسياسي المحنك هو من يفهم الواقع و يجيد "قراءة التوازنات".إن "القضية الفسلطينية" – حسب الحسن الثاني- أثناء بداية تكونها لم تجد دعما عربيا حقيقيا، فكل الردود العربية كانت من أجل كسب مزيد من الحظوة السياسية لدى الشعوب، بمعنى تثبيت العروش بشكل أمتن. إن "القضية الفلسطينية" من هذا المنظور السياسي، ليست إلا "برباجندة"لحشد مزيد من التأييد الداخلي و الالتفاف حول "الزعيم".

هكذا قد يكون السياسيون –جميعهم- ينظرون إلى القضية الفلسطينية على أنها قضية "مستعلية عن الواقع المادي "العربي" و الإمكانيات المتاحة، إلا أنها قضية يمكن الركوب عليها من أجل المزيد من "الظهور السياسي" و اكتساب سمة/لقب "الشعبية". أي منطق  جلب المصلحة؛سواء الفردية "الشخصية" أو الجماعية "دولة، نظام الحكم".

صفوة القول ،أن السياسي قد يقول لنا بأن حل "القضية" الفلسطينية هو "ممكن ذهنيا" غير أنه "مستحيل واقعيا"؛ نظرا لما أسلفناه من أمر المؤامرة و التخاذل العربي وكذا "قوة/تقدم الخصم المحدد و المتعدد في الآن نفسه".

في سياق آخر، قد نجد له تقاطعا كبيرا مع السابق، نلفي رجل الدين "الأصولي" يؤمن بفكرة "الجهاد/"المقاومة" كحل أنسب "للقضية الفلسطينية" ،إنه صراع عقيدة ضد أخرى، إنه ظلم و تعد على الآخر،إنها مسألة خرق قانون التعايش. ...نظرا لهذه الاعتبارات و أخرى، فرجل "الدين" يرى الجهاد، كرد فعل طبيعي ، أنسب حل لمثل هكذا قضايا.

وتجدر الإشارة أن مدلول "الجهاد" هنا هو بالأساس "جهاد سلاح" دونما طمس لتمظهرات "الجهاد" الأخرى؛ عدة العلم ، عدة التربية ، المنافحة السياسية...

هذا عن موقف رجل السياسة وموقف رجل الدين ،ولكم أن تختاروا أسماء من تشاؤون ممن يجسدون مثل هذا الطرح الأخير. لكي يبقى السؤال متجها صوب موقف "المثقف، على اختلاف تخصص هذا الأخير؟.

"إنني أؤمن أنه نحن موعودون "ربانيا" بالغلبة، هذا إيماني الشخصي ، غير أنني مطالب "كمثقف" بإبداء تحليل واقعي للأمور؛ أين هي الآن و إلى أين تتجه". هكذا يختزل لنا مالك بن نبي كيف يجب أن يكون موقف المثقف تجاه أي قضية/مشكلة كانت.

هذا القول نجد مجموعة من المثقفين – العرب- يتبنونه إزاء الإشكاليات المطروحة أمامهم اليوم، أي الفصل بين الموضوع و الذات الدارسة . بمعنى آخر "ممارسة الموضوعية في التحليل"، و إن كانت هذه الأخيرة صعبة التفعيل. وبصيغة أخرى، فغاية المثقف هي خدمة الحقيقة باعتماد منهج علمي دونما خلفيات مصلحية.ومن بين تلك الإشكاليات/الحقائق تلك التي نعنيها هنا "القضية الفلسطينية".

إن القضية الفلسطينية حسب تصور مجموعة من "المثقفين" العرب لا يمكن فهما دونما "سياق تكونها" سواء الداخلي/الذاتي أو الخارجي/الأجنبي. بمعنى أنه بفهم هذان "الأسان" يحصل مسمى فهم "واقع القضية"، هذا الفهم الذي يساعد على تبني خطة مستقبلية تجاهها.إنه كما ألمحنا في "المدخل" تبقى "المؤامرة" عاملا مهما في تشكيل الواقع الحالي"للقضية الفلسطينىية" وكذا عامل الوضع الداخلي بفلسطين.

وبناء عليه، فالمثقف هنا يعطي تصورات وطروحات قد تخدم السياسي هو ورجل الدين وتوجههما معا، وكذا هو يأخذ من عند الاثنين "جزءا من المادة" التي ينجز بها عمله؛فالواجب الفكري يحتم عليه ذلك.

وتاليا لذلك، نجد في محصلة التحليل أن كلا من الثلاثة: السياسي و رجل الدين و "المثقف" –هنا نفصل بين المثقف و رجل الدين منهجيا- هم من يشكلون في الأخير ما يسمى "الرأي العام" حول قضية ما، وكأنموذج هنا "القضية الفلسطينية"، لن نقول أن عملية التشكيل هنا متساوية العطاء؛ فآليات التأثير متباينة و إمكانية التوجيه مختلفة.إن السياسي داخل المجتمع العربي يملك أكثر من المثقف؛ يملك العدة المادية و الأرض الخام، العدة هنا بمعنى الوسائل المالية و المادية، و الأرض الخام نقصد بها أساسا الأمية المستشرية في الرعية.

هذا فيما يخص السياسي، أما" رجل الدين" فهو شريك مع السياسي في "ملكوته" في غالب الأحيان عندما تتوحد المصلحة، شريك في العدة المادية و الأرض الخام. العدة المادية هنا لتحنيط "الأرض الخصبة" كي تنساق وراء  السياسي. هذا التحليل يصدق على "رجل الدين" المؤدلج بسياسة السياسي. أما في حالة استقلاليته – أي رجل الدين- فهو يكون أقرب منه من المثقف إلى "رجل الدين".

أما فيما يخص نصيب المثقف من درجة التأثير و توجيهه للرأي العام حول القضايا المطروحة، فيمكن القول أن المثقف الحلقة هو الأضعف في عملية التأثير هنا. إن "المثقف العربي" لازال المناخ السياسي الذي يعيش فيه مناوئا له، لازال مهشما "إعلاميا" "حرية" "معيشيا"...فضلا على أمية فئة عريضة من "الشعوب" العربية.

إذن، فمع كل هذا البون الموجود في "ملكية آليات التأثير الثلاثي"فأي المواقف ترى سنجدها رائجة داخل العالم العربي، خاصة حول موضوع القضية الفلسطينية؟ هل هي مواقف "السياسيين" أم "رجال الدين بالمعنى الذي حددناه لهم" أم مواقف المثقفين كما أطرناهم"؟ بمعنى آخر من يصنع الرأي "القائل بالممكن الذهني" ويجعله يسود ويهمل "الممكنات الواقعية"؟

إن القضية الفلسطينية تم طرحها هنا كمثال وتجسيد لقضايا أخرى "تعاني من مسألة تباين المواقف المسيطرة و أصحابها الموجهون لها".

ويبقى السؤال الأكثر حدة هو : متى يأتي ذلك اليوم الذي تتشكل فيه رؤية عربية إجرائية تجاه "القضية الفلسطينية  تجمع مابين طياتها"المواقف الثلاثة السالفة"؟.

إلى حين ذلك ،نترك "للتاريخ"- الإنسان،الزمن،المكان- عملية احتضان "اختمار الأحداث" عساها تفرز جديدا متوقعا أو غير متوقع.

تغريدة:

عذرا فلسطين، لا شيء بيدنا نفعله لك غير "الشكوى"أو التداعي الحر كما يحلو "لفرويد" تسميته. كافحي من أجل استقلالك كما نقاتل نحن،فكلنا مستعمرون ؛فقط الشاكلة تختلف.

.........يتبع.

يوسف أبال.

مراجع مشار لها بالتصريح أو التضمين:

- روجي جاروي:الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية.مترجم.

- المهدي المنجرة: "انتفاضات في زمن الذلقراطية"

                    " قيمة القيم"

- محمد عابد الجابري:"نقد العقل السياسي العربي".

- منير شفيق: "المشروع الصهيوني بفلسطين".

- علي بن إبراهيم النملة:"هاجس المؤامرة في الفكر العربي بين التهويل و التهوين".

- مالك بن نبي:"شروط النهضة" مترجم.

- الحسن الثاني:"ذاكرة ملك". مترجم.

- أشرطة فيديو لبعض المفكرين على موقع اليوتوب "أمثال نعوم تشومسكي، مالك بن نبي..."

 

 

 

 

 

 

 

 

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

nabil

sada9 osetad

2014/07/15 - 04:24
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات