المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

مدرب الجيش الملكي يبرر الخسارة المفاجئة لنهائي أبطال إفريقيا

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

صفعة لزعماء الاستبداد من طرف أردوغان‏

صفعة لزعماء الاستبداد من طرف أردوغان‏

رشيد أخريبيش

ما يقع في تركيا هذه الأيام ، من انتخابات رئاسية فاز فيها أردوغان لا شك أنها ستكون بمثابة الصفعة الكبرى للعربان الذين كانوا يتوقعون أن يفشل الرجل في هذه الانتخابات، وتفشل تركيا في مسلسل الإصلاحات التي أبهرت بها العالم والتي كان لحزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية الفضل فيها ، فكل المؤامرات وكل المحاولات التي حيكت ضد حزب العدالة والتنمية من طرف الأنظمة الديكتاتورية كلها باءت بالفشل.

الآن على هذه الأنظمة الديكتاتورية التي كان لها اليد الكبرى في إفشال مسلسل الديمقراطية في كل الدول العربية وفي دول المغرب الكبير، أن تعرف جيدا أن أردوغان لم يصل إلى السلطة عبر القمع ولا عبر الديكتاتورية وعلى عبر شراء الذمم كما يفعل جل الزعماء ، ولا عبر تزوير نتائج الانتخابات ولا عبر الانقلابات الدموية التي أجهضت حلم الشعوب وأدخلت العسكر إلى الحياة السياسية ، وإنما هذا الفوز جاء بعد سنوات من العمل والانجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية لتركيا وانتقل بها لتعانق الدول الكبرى ، وحقق ما لم يحققه غيره في سنوات قليلة.

الشعب التركي الذي يضع كل مرة ثقته في حزب العدالة والتنمية ليس شعبا متخلفا كما هو حال الشعوب العربية وشعوب دول المغرب الكبير ، وليس شعبا غبيا يمكن أن تملى عليه الاختيارات من فوق العروش ، وليس شعبا يقاد إلى صناديق الإقتراع مثل القطعان، وإنما شعب عريق راق يعرف مصالحه ، بل هو شعب يعشق الديمقراطية أكثر من غيره ، لذلك من المنطقي أن يختار أردوغان لقيادته إلى المرحلة المقبلة ،لأن الرجل أبان عن حكمته البالغة وعن حنكة سياسية تجعل منه الرجل القادر على قيادة هذا الشعب العظيم .

الأنظمة الديكتاتورية لا شك أنها قلقة من هذا الحدث الكبير ، وغير راضية على اختيار الشعب التركي ، لأنها كانت تتمنى أن تسير نتائج الانتخابات في منحى آخر ، بل لم تكن تريد لأردوغان صاحب المواقف القوية تجاه قضايا الشعوب أن يصل إلى رئاسة تركيا والدليل على ذلك هو محاولاتها المستميتة لشيطنته منذ انطلاق ثورات الربيع الديمقراطي التي كان أردوغان من الداعمين لها مما أقلق زعماء القصور في دول العربية وفي دول المغرب الكبير التي تزعجها مواقف الرجل .

إذا كان العربان قد استغلوا فرصة شيطنة الثورات، وأطاحوا بالشرعية في مصر بعد ثورة 25 يناير وجاءوا بالعسكر ليتربع على عرش مصر، فإنهم فشلوا كل الفشل مع تركيا لأن الشعب التركي أكبر من أن يتم إستغلاله، والدفع به إلى تصديق الأوهام كما فعلوا مع الرعاع من الشعب المصري الذين صدقوا رواية العسكر الرامية إلى شيطنة مرسي وحركة الإخوان ،فكان أن سقطوا في أتون الديكتاتورية العسكرية البغيضة التي نعتقد أن الشعب التركي بعيد عنها كل البعد.

بشرى للعربان وللأنظمة التي ما تزال تجثم على صدور الشعوب كرها ،أن كل المبررات أصبحت واهية في مواجهة الشعب التركي الذي وصل إلى مرتبة عالية من التحضر والرقي ، فشيطنة الإسلاميين بتهمة الإرهاب والعنف لن تجد مكانها عند الأتراك ،لأنهم يعرفون أن حزب العدالة والتنمية هو حزب معتدل يجمع بين السياسة والايديولوجية في صورة فريدة استطاع من خلالها هذا الحزب أن يحقق المعجزات، وهو ما مكنه من كسب قلوب الملايين من الشعب التركي ، وبشرى لهم أيضا أن الأزمات التي يحاولون اللعب عليها من إجل إجهاض الديمقراطية لا تصلح بتاتا مع النموذج التركي، لأن هؤلاء هم من أنقذوا شعبهم من الأزمات خاصة في المجال الاقتصادي بشهادة الخبراء العالميين في هذا المجال ، فالاقتصاد التركي أصبح من أكبر الإقتصادات في شرق المتوسط وجنوب شرق أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة القوقاز ، ومعدل الدخل الفردي قد قفز بشكل ملفت منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ، بالإضافة إلى معدل النمو الذي ارتفع بشكل كبير لتحقق تركيا نقلة نوعية فيما يخص معدلات التنمية أسوة بالدول المتقدمة ، لذلك سيكون من الصعب على هذه الأنظمة الديكتاتورية أن تنال من أردوغان ومن حزب العدالة والتنمية الذي يحقق الانتصارات في تركيا .

فوز أردوغان بمنصب الرئاسة هو انتصار للديمقراطية ، وانتصار للمواقف البطولية للرجل التي أظهرت تعاطفه مع قضايا الشعوب ، وانتصار للمظلومين في كل البلدان ، وانتصار على الديكتاتورية التي عودت شعوبها على الظلم والقهر وتزوير الانتخابات بطريقة حضارية أذهلت كل المتتبعين .

تحية إلى الشعب التركي الذي يظهر من حين لآخر قمة الديمقراطية التي قل نظيرها في دولنا التي تحكمها عصابات المتاجرة في الديمقراطية ، وتحية إلى حزب العدالة والتنمية التركي الذي وجه صفعة إلى هذه المافيات العربية التي يبدو أنها قلقة من فوزه ،والتي لا تريد لشمس الديمقراطية أن تسطع في دولنا، والتي تسعى جاهدة إلى مواجهة أي تغيير يمكن أن يؤدي بهم إلى مفارقة عروشهم .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات