د. محمد نجيب بوليف
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أرجو أن تكونوا جميعا في أحسن حال...وأستسمحكم اليوم للحديث عن ظاهرة سلوكية غريبة... يقوم بها العديدون على شواطئ المملكة، وقد نعمم الحديث على مختلف الأماكن الأخرى دون استثناء.
أظنكم تتفقون معي أن من يذهب للشاطئ، يذهب بغرض الاستجمام والراحة والبحث عن صفاء الذهن وتغيير المجال اليومي وتغيير بعض مظاهر المدينة أو القرية...والمفروض أن ذلك يتطلب منا جميعا الحرص على سلامة المكان وخلوه من كل ما يمكن أن يشوه الطبيعة أو يخلق الاشمئزاز... تصوروا معي أن فضاء الشاطئ والبحر يتحول بمرور النهار إلى مزبلة، تجتمع فيها القارورات من كل شكل ونوع، وجميع أنواع مخلفات الأطعمة والأشربة وكل ما يستعمله الإنسان في يومه...تصوروا معي كيف يستمتع البعض، في جلسة حميمية، تحت شمس ساطعة ومياه عذبة ورمال ذهبية، بأكل "البطيخ" أو "الدلاح"، ورمي الأشطر المأكولة بمحاذاتهم على الرمل مباشرة، منظر غريب، لو وجد في شاطئ دولة من دول الشمال، لدبجت فيه مقالات ولطلب فيه بحث....والأغرب من ذلك أن حاويات القمامة متواجدة على بعد أمتار قليلة من مصطافينا آكلي البطيخ...
الذين يبحثون عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ..يجب أن يبدأوا بحثهم من هنا.
التنمية تبدأ بتغيير الفهم أولا. كيف نفهم أن الحرص على نظافة الشاطئ هو احترام للطبيعة من تلويثها، ثم احترام للإنسان من تلويثه. ثم كيف نفهم أن فرحتنا وسعادتنا لا يجب أن تحرم الآخرين، الذين نشترك معهم في الفضاء من سعادتهم وفرحتهم.
عندما نفهم ذلك، نمر لتغيير السلوك...
وعندما نغير السلوك، نصل لمستويات من التنمية، بنفس الوسائل السابقة، فما بالك لو تحسنت هذه الوسائل؟
لا مجال للتسامح مع مثل هذه الظواهر. ..فهي كالرشوة والكذب و النفاق...كل يبرره من منطقه الأعوج. ..
فصفاء الطبيعة من صفاء العقل...
فلنحافظ على صفاء ملكيتنا المشتركة...
تحياتي للجميع...
بشرى
لا تقدم بدون نظافة
أولا أود أن أشكر الدكتور بوليف على تطرقه لهذا الموضوع الذي هو بالفعل من المواضيع الٱولية التي يجب أن تناقش. إننا نعاني من هذه الظاهرة المتخلفة، لا فقط على الشواطئ بل في جميع الفضاأت التي تعتبر المتنفس. لا أفهم كيف يرتاح الناس و هم جالسون في حديقة محاطة بالقادورات. نحن نفتقر إلى النظافة مع أن الجميع يعلم أن النظافة من الإيمان. نحن شعب يستمتع بالتخريب و لا غيرة له على جمالية بلاده للأسف. عندما نزور بلدا أوربيا ننبهر بمستوى نظافته و نشعر بالحسرة على بلادنا. بما أن سلوكنا لا يتغير بالرغم من التوعيات الإعلامية المتكررة، فأنا أقترح أن تطبق عقوبات مالية على من شوهد يقذف بأي نوع من الملوثات في الشواطئ، في الحدائق، أو في الشوارع، شريطة أن يكون المراقب ذا غيرة على بلاده بحيث لا يرتشى ولا يقبل أعذارا.