إعداد: عبد الله أموش
عشقت الحرية، ولم تقبل بالدونية، خرجت لنصرة مبدأ "الحكم للأمة تعطيه لمن تشاء، وتنزعه ممن تشاء" عكس مبدأ الحكم بالنسب الشريف. قاتلت في الحروب بنفسها، حتى ملأت الأفواه خبراً، والأرض عبراً، لتمتد إليها يد الغدر على حين غرة.
غزالة الحرورية: امرأة أبى الضحاك شبيب بن يزيد بن نعيم الشيبانى الخارجى، بطل الخوارج وقائدهم في عهد عبد الملك بن مروان، والحجاج بن يوسف الثقفى.
ولدت غزالة في مدينة الموصل، وهى من شهيرات النساء، وكانت من الشجاعة والفروسية بالموضع العظيم، وكانت من الذين دوخوا البلاد، وملؤوا بالرعب قلوب العباد، خرجت مع زوجها شبيب سنة ( 76هـ) على عبد الملك بن مروان أيام ولاية الحجاج على العراق، فكانت تقاتل في الحروب بنفسها، حتى إن الحجاج نفسه قد هرب منها في بعض الوقائع، ولاذ بالفرار، فعيره حطان بن عمران بذلك في قوله:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة***فتخاء تنفر من صفير الصافر
وبلغت غزالة من الجسارة وقوة القلب ما خلع قلب الحجاج وغيره منها، فقد كانت أقسمت ونذرت أن تدخل مسجد الكوفة فتصلى فيه ركعتين، تقرأ في الأولى: سورة البقرة، وفي الثانية: سورة آل عمران فأتت الجامع في سبعين رجلاً، فصلت فيهم ووفت بنذرها، فقيل فيها:
وفت غزالة نذرها***يا رب لا تغفر لها
وتدل أخبار غزالة أنها قد هزمت للحجاج الثقفى خمسة جيوش خضارم، حتى أصبحت أرض العراق وما حولها ترتجف إذا ما ذكرت غزالة. ومن الجدير بالذكر أن حماة غزالة: أم زوجها واسمها جهيزة كانت امرأة شجاعة تشهد الحروب وتخوض غمارها وقد قتلت جهيزة مع غزالة سنة 77هــ. قتلت خدعة في موقعة الكوفة بين شبيب زوجها، وبين الحجاج الثقفى. وأخبار غزالة منثورة مشهورة في كتب الأدب والأخبار والتراجم والتاريخ وغيرها.