بنحمادي عبد الكريم
الكهرباء إحدى عجائب العالم الحديث فقد أدى اكتشافها واستخدامها إلى تطوير منازل العالم وصناعته طيلة القرن الأخير . وتعتمد الحياة العصرية على الكهرباء اعتمادا كاملا. ويمكن التعرف على ذلك من النتائج المترتبة على انقطاع التيار الكهربائي, بضع ساعات فقط في إحدى المدن أو في حي واحد منها. ويكفي أن نتذكر بهذا الصدد جميع الأجهزة التي تعتمد تشغيلها على الكهرباء اعتمادا كليا, مثل وحدات الإضاءة والراديو والتلفزيون وأجهزة ومعدات التدفئة والتسخين والمحركات التي تشغّل مكنات الصناعة وغيرها من الأجهزة الكثيرة التي لا يمكن حصرها .
وأول من قام بإنتاج الكهرباء العالم الإيطالي " فولتا" في سنة 1798 م , لكن المغرب لم يستفيد من الكهرباء اجتماعيا واقتصاديا إلا بعد الاستعمار وبالضبط بعد الاتفاق على نقل مهام الشركة الفرنسية " الطاقة المغربية" التي كانت تدير بشكل أساس قطاع الطاقة الكهربائية بالمغرب إلى الإدارة المغربية في إطار المكتب الوطني للكهرباء الذي تأسس هو الآخر بظهير 226-63-1 بتاريخ 5 غشت 1963 كمؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و الاستقلال المالي للقيام بمهمة إنتاج، نقل و توزيع الطاقة الكهربائية .
مع بداية تعامل المغاربة مع الكهرباء كان فيه نوع من الحكامة لا يستعملونه إلا للحاجة رغم توفرها حتى تكونت في مخيلتنا عقدة اسمها " طفي الضو" لأننا كنا نخاف من الفاتورة , وبعد أن أصبح الكهرباء متاح للجميع أصبحنا أكتر ارتباطا به ولا نبالي باستعماله وذلك بسبب ملائمة الفاتورة للاستهلاك .
أما اليوم بفعل هذه الزيادات الفجائية خاصة في الذروة السنوية " رمضان , الدخول المدرسي , العيد " ستعود عقدة" طفي الضو "من جديد .
من حق أي مغربي أن يتساءل عن حقيقة الزيادة في الكهرباء التي باتت عصية على الفهم فقد تكون المسالة مفهومة لو كان هناك توافق بين الاستهلاك والفاتورة , لقد تجاوزت هذه المسالة حدودها المعقولة ولم يعد بالإمكان قبولها .
فقد خرج مواطنون في جميع أقاليم المملكة للاحتجاج على مشكل غلاء فواتير الكهرباء، ورفعوا شعارات تنديدية بارتفاع فواتير الكهرباء التي يعجزون عن تسديدها بسبب قدراتهم الاقتصادية والاجتماعية الضعيفة.فعندما يجد الفقراء أنفسهم أمام فواتير تفوق في أحيان راتبهم الشهري ، وهم لا يتوفرون إلا على الحد الأدنى من التجهيزات المنزلية. وتعامل المكتب بسياسة" خلص عاد شكي " فهذا يحيل إلى أشياء لا تمحد عقباها .
إلى متى ستستمر هذه الزيادات ؟
أين استثناء المستهلكين حتى 200 كيلووات فى الساعة من الزيادة، وهؤلاء يمثلون أكثر من نصف مستهلكي الكهرباء فى المنازل ؟