لحسن فاتحي
جواباً على ما قاله معلق قنوات "بيين سبورت" الجزائري "حفيظ دراجي" في حق المغرب وبعد ما تداولته بعض وسائل الإعلام الجزائرية وتطاول الإخوة على المغرب حكومة وشعبا في أكثر من مرة، لا يسعنا إلا أن نستغرب نحن من كنا نعتقد أنهم أهل الهداية والعقل والموضوعية أن يخرجوا علينا بتلك الخرجات الإعلامية الخاسرة كما فعل المعلق "دراجي" الذي يكن له المغاربة كل الاحترام والتقدير.
فقد أدلى بتصريحات "للشروق" قال فيها أن المنتخب المغربي "غير جاهز ولا يستطيع المنافسة وهو ما دفع الحكومة المغربية لطلب تأجيل الكأس الإفريقية مخافة الاحراج أمام الجماهير المغربية ". نفترض جدلاً أن المنتخب المغربي غير جاهز للمنافسة لكن التاريخ بصم على أن المغرب "عقدة الجزائر" وسبق ودك شباك المنتخب الجزائري برباعية نظيفة رغم أنه كان في أسوء حالاته مع المدرب "غيريس" آنذاك وجرت الجزائر أذيال الخيبة في ملعب مراكش الجديد.
وأضاف "أن لا أحد يجبر الكاف على التأجيل أو الإلغاء مؤكدا أن هناك أسباب خفية أجبرت المغرب على طلب التأجيل ربما تكون اقتصادية أو مادية أو رياضية". أكيد، ولعلمكم كذلك فلا أحد يستطيع أن يملي على المغرب إملاءاته أو قراراته أو حتى بلاغاته التي يكتبها في غالب الأحيان من تحكمهم المصالح الشخصية والأموال وليس العقلاء ذوي الضمائر الحية والإنسانية. فالمغرب طلب التنظيم وحصل عليه واليوم يطلب التأجيل وهو حق مشروع بغض النظر عن الدواعي والأسباب التي يحتفظ بها لنفسه.
أما بخصوص بعض الإخوة ممن أساءوا للمغرب ملكا وحكومة وشعبا نقول لهم أن التاريخ يشهد أننا كنا أول من وقف مع الجزائر في الحرب والشدة قبل ظهور الكرة ولا تحكمنا العواطف وألاعيب السياسيين بقدر ما تحكمنا مبادئنا وقيمنا الشامخة التي نفتخر بها كمغاربة أولا وقبل كل شيء، وبالتالي فلا داعي لدغدغة المشاعر وتوزيع الشتائم والتنقيص من بعضنا البعض في كل مناسبة لأن قرار التأجيل اتخذ بإجماع المواطنين.
وإذا قال البعض أن "المغرب الذي لا يتوفر على البترول والغاز غير جاهز" فلماذا لا تطلب الجزائر التي تجني الملايير من البترول والغاز والمعادن تنظيم الكأس وتفوز بها في عقر دارها وأمام جماهيرها ؟ أم أن الجزائر غير مؤهلة لذلك ؟ نظراً لعدم توفرها على بنيات تحتية أساسية تقنع بها "الكاف" أو غيرها من طرق سيارة وفنادق ومطارات وملاعب عملاقة والأمن الذي يتمتع به المغرب ؟ ويجعله ذلك مفخرة للمغاربة باعتراف الأفارقة والأوروبيين قبل الجزائريين.
عندما قلتم يا "دراجي" أن الكارثة ستحل إذا تأجل أو ألغي "الكان الإفريقي" "فلماذا لا تطلبون بصفتكم أحد الوجوه المحترمة في الجزائر وغيرها تدخل روراوة نائب "الكاف" لتحمل المسؤولية ويبعث بطلب الجزائر لاستضافة الكاس مخافة "الكارثة" كما قلتم وحفظا لماء وجه هذه القارة التي يحكمها الفساد في التسيير ويسهر على تدبير أمورها أشخاص ورثوا الحكم ومكاتب لا تجدد إلا بموت الأعضاء ولا تراعي خصوصيات الدول وسيادتها وتحكمها السياسة والفساد قبل الرياضة ونبل الأخلاق للأسف.
لا نعتقد يا "حفيظ" أنكم بهذه الطريقة وهذا التحليل البسيط والسطحي تستطيعون تشخيص الواقع وتقديم صورة مثالية حول الجزائر ومنتخبها المحترم، فلا فائدة من وقوف الجزائريين على تحليل طلب المغرب تأجيل "الكان" بهذه الطريقة السلبية واتخاذه كعدو وشيطان يريد إفساد "حلم الجزائريين" مع العلم أنكم تعلمون أن الرياضة لا تعدو أن تكون "إحدى الوسائل الأكثر فعالية لامتصاص غضب الشعوب وإلهائها عن همومها الحقيقية وحقها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير مناصب الشغل والصحة ومحاربة البطالة التي تعصف بمواطني الجزائر والمغرب عامة.
وكرسالة أخيرة، وليعلم الجزائريون الأشقاء والعقلاء أن المغرب لا عقدة لديه لا مع الجزائر ولا مع غيرها، ولا يهمهم من يفوز بالكأس من غيرها ولا من ينظم من غيره، فالمغاربة شعارهم الإنسانية والإنسان أولا وقبل كل شيء. وسيعملون كما عهدوا ذلك على تشجيع المنتخب الجزائري بافتخار في كل تظاهرة رياضية إيمانا بالروابط والعلاقات الإنسانية التي تجمعنا قبل أي اعتبار، وإننا كمغاربة نتمنى التوفيق للجزائر وسنحرص على تشجيعها ليس فقط لتفوز بالكأس لكن لتواصل ركب التقدم كغيرها من الأمم والشعوب.
محمد امين
رد
أنتم المغاربة تقدمتم بطلب لاستضافة البطولة الافريقية فلزمكم ذلك أما نحن فلم نتقدم ولو أن البطولة كانت ستقام عندنا لما أجلناها لسبب او لآخر ،قبولكم شرف استضافتها اوجبها عليكم ولم تستطيعوا الوفاء بالوعد ووعد الحر دين عليه.