عثمان السطابي
السوسيولوجيا علم يزعج و يكشف الحقائق و يفسر الظواهر ، و يعطي حلا لمشكل صار منتشر و طبيب للمجتمع ، و تخصص في العالم منتشر ، وفي الجامعات له شعبة و مسلك , و له في المغرب تاريخ و منبع ، و ابن خلدون له مهد و أسس ، و كونت جاء بالاسم و المنهج ، و دوركهايم بالتشييء له قدم ، و ماركس(marx) به كشف إيديولوجية الرأسمالية و للشيوعية نظر. و فيبرweber) ) به حلل الظواهر و من الفرد انطلق ، و أمريكا به أصلحت و للاشتراكية خططت . و المغرب بسنوات عنه متأخر ، و الجامعات له تفتقر ، فيا ترى ما السبب و من المُسَبِبُ ؟؟
إن ظهور السوسيولوجيا بالمغرب مرتبط بالمستعمر ، و هذا الأخير و خصوصا فرنسا ، كانت تقوم ببحوث إثنوغرافية و إثنولوجية ، من أجل تسهيل السيطرة و الهيمنة ، نظرا لكونها أخذت العبرة من استعمارها للجزائر ، حيث عرفت خسائر مادية و بشرية كثيرة . فالسوسيولوجيا استغلها المستعمر كوسيلة للهيمنة ، و كانت عبارة عن سلاح للمستعمر لا علم للمعرفة .
و من بين الأدوات التي استعملها الباحثون الفرنسيين ( ادموند دوتي ، ميشو بيلار ، روبيرت مونتاني ، مشيل دفوكو ...الخ) "الاستماع ، الملاحظة ، السفر ". و دخول علم الاجتماع للمغرب ارتبط بالبعثات العلمية ، و بالخصوص البعثة العلمية لسنة 1904 التي ترأسها لوشاتلي ( أستاذ علم الاجتماع الإسلامي آن ذلك ب collège de France ) التي ركزت على كل الأفعال و العادات و التقاليد و اللغات و النزعات القبلية ، و طبيعة الدين ، و كذلك دراسة كل ما هو تاريخي . من أجل توفير معلومات مهمة حول المغرب ، لكي يَسْهُلَ الاستعمار .
اذن نستنتج مما سبق أن السوسيولوجيا ليست نتاج مغربي بل المستعمر استعمل هذا العلم لدراسة المغرب من أجل تحقيق أهداف . و المغرب لم يعرض نفسه على السوسيولوجيا بل هذه الأخيرة هي التي انتزعت أفكاره من أجل الهيمنة و الاستعمار بدون خسائر . و كان علم الاجتماع من أجل تطويع الإنسان المغربي .
إذن سبب تأخر السوسيولوجية المغربية راجع إلى عوامل تاريخية أترث و لازالت تؤثر في الباحثين السوسيولوجيين المغاربة . و المدرسة الكولونيالية تحمل إيديولوجيات كبيرة كما سبق ذكره ، فلماذا إذن السوسيولوجيين المغاربة لا يزالون يعتمدون عليها (المدرسة الكولونيالية ) ؟ و لم يتجردوا من كل ما هو إيديولوجيي من أجل تحقيق العلمية التي تدعو إليها السوسيولوجيا ( فصل الذات عن الموضوع )، و السير إلى الأمام بهذا العلم الذي له إيجابيات لا تحصى في شتى مناحي الحياة . و هناك من سيقول بأن هناك تجرد و انسلاخ من أفكار المدرسة الكولونيالية ، و لكن هذا التجرد سطحي فقط ، لأننا لا نجد إنتاج سوسيولوجي مغربي محض ، و جل من ينتسب إلى السوسيولوجيا بالمغرب ليس لهم إنتاجات و دراسات سوسيولوجية ، و إن وجدنا بعض الإنتاجات فهي إعادة إنتاج إلى ما سبق ، أو أنها دراسات بلغات أجنبية لا تترك المجال للطالب المبتدئ الاطلاع عليها، و كذلك عامة الناس المغاربة الاستفادة منها نظرا لكون هذا العلم( علم الاجتماع ) يميل إليه الكثير نظرا لأهميته في تفسير المجتمع . و في هذا الصدد أَنجز السوسيولوجي المغربي محمد الشرقاوي بحثا لفائدة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي حول سياسة البحث في العلوم الاجتماعية و الإنسانية ، و توصل البحث إلى أن 55 بالمائة من الأساتذة الجامعيين لم ينشروا أي إنتاج علمي طيلة حياتهم المهنية ، و انخفاض الإنتاج العلمي في العلوم الاجتماعية خلا الفترة 2002/2006 بنسبة الثلث ... .
عبد العزيز
تعليق
في نظري إشكالية السوسيولوجية في المغرب هو الطرح الدي علقت عليه أستاد الاخ الشرقاوي فهناك هفوات واضحة و بالخصوص إلى حد الان لم تنفتح السوسيولوجية في معالجة الواقع المغربي و فتح أبواب البرامج التعليمية التي حصلت في القرن 18 و 19 وإشكالية التروات التي لم تدرس أو ما يسمى بعلوم تسيير التروة ولد هده المغالطة التي أججتها وسائل التواصل الاجتماعي و المشاريع الاجتماعية التي ساهمت الان في تحريك أو جس نبض المجتمع في المغرب .