نجاة حمص
لعل ما تسمى انجازات بالمغرب من كثرة الهم تسبب: " الضحك",لاسيما حينما يتسابق المسئولون إلى الميكروفونات وعدسات الكاميرات,فرحين بانجازاتهم الخارقة,يمسكون أنفسهم بالكاد,يبتلعون ريقهم بأصوات مسموعة,تتقافز الضحكات من عيونهم ولولا الملامة لأطلق كل منهم "زغرودة" تبشر بالعام الزين,ولبادروا في الختام إلى إرسال تحياتهم إلى أقربائهم في الموزمبيق و تاهيتي والكوت ديفوار..
ففي ظل الفيضانات وانهيار المساكن والبنايات,وانقطاع المسالك والطرقات,عمد المسئولون إلى وضع الرقم الأخضر ولكن بالموازاة مع ذلك تم قطع " الريزو" والكهرباء..
يتنقل أصحاب السيادة والفخامة,بالهليوكوبتر ويخطبون في الناس أن قلوبنا معكم ونحن نشعر بمعاناتكم,ولو صدقوا حقا لقادوا سياراتهم إلى الأماكن المنكوبة,لخاضوا في الوحل والماء,ليفهموا معنى معاناة..
ومن اجل اغاثة المنكوبين وقليلي الزهر"كلشي تيدعي بالشتا والصكَع تطيح عليه",تم قطع الماء كسائل حيوي,ورفع أسعار الخضر وما جاورها, كما تم تبشير المواطنين المنهكين, بالزيادة المرتقبة في ثمن أنابيب الغاز ..في خطوة تضامنية لا يعرف بحقها إلا أصحاب العلوم والنشاط العلمي والأرنبات وداكشي ..تيعجبني
في دول تحترم مواطنيها,كان ما حصل في المغرب,ليسبب جملة إقالات وتسريحات,كان ليتسبب في حداد على أرواح ولاد الشعب الذين قضوا,ونشرات إخبارية وتغطية ميدانية لتلك الكوارث التي ضربت " البلاد"..لكن وبما أننا في قاموسهم مجرد ذباب,موته وحياته سيان,بل حياته تحتاج إلى شهادة إدارية تثبت انه مازال يتنفس,رغم كل الجهودات التي بذلت من اجل كتم نفسه وسلب روحه..لكن ما حصل عندنا غير كل ما هو متعارف عليه..
فموت العشرات لم يستطع النيل من "نشاط" قنوات صرفنا الصحي,ولا من خفة دم إشهاراتنا. ولا من مواظبة نوابنا البرلمانيين, الذين يساقون إلى قبة البرلمان سوقا,وكأنما يساقون إلى واجب ثقيل مرير,لذلك يحاول المساكين خلق أجواء الفرفشة والضحك للتخفيف من العذاب الذي يواجهونه من اجلنا..ياعيني
موت بني هبشون,لم يسبب أي طوارئ,مازال كل في منصبه,متشبث بكرسيه بيديه وأسنانه,بعدما حلف أغلظ الإيمان على "خدمة الشعب",خدمة محترفين..
تم تقديم مساعدات عينية للتعساء,لكنها لم تكن كتلك التي يتم إرسالها إلى الدول "الهاي كلاس" حينما يضربها زلزال او طوفان,قدم للمساكين ما يستحقونه في نظر دولتهم,رموا لهم بلقيمات ولكن نسوا أن يعطوهم خياما تؤويهم,وحينما أقول خياما,فأعني بها كتلك التي يتم التبرع بها لل"براني"..رموا لهم ما يستطيعون اخذ صورة بجانبه اليوم,لكن ماذا عن غد وبعد غد؟
ماذا سيحدث لبني شعبون,حينما تنتهي جلسات التصوير وينقضي "شوفوني وأنا تندير الخير",ألاف خسروا أثاثهم وبيوتهم,ألاف خسروا مصادر رزقهم,والكثيرون خسروا أرواحهم..ماذا سيفعلون بملعقة الزيت تلك وقرصة السكر وكمشة الدقيق؟
كنا نأمل بلجنة كوارث تتكفل بالمنكوبين,لكن الوطن كان أكثر حكمة,فقد نظم لجنة تحكيم لمهرجان مراكش,ولجنة تناقش تطور حقوق المثليين..و"كية" اللي جات فيه.
رحم الله ضحايانا ..
علي خلبغة
نحن العرب
تثبت اﻻستاذة نجاة حمص من مقال ﻻخر أنها صاحبة قلم حساس يحس بمن حوله وبما حوله وكذلك يدفع ويحس القراء ألى مشاركة احاسيسها المترفة واحزانها المفرطة على اوﻻد الشعب العجيب أن اوﻻد الشعب في المغرب هم اوﻻد الشعب في الجزائر هم اوﻻده في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا على اختﻻف وتباين ليس بالبعيد فيما بينهم أبناء الشعب هم من يمثلون العزبة أو الوسية أو اﻻقطاعية التي يتحكم فيها أبناء غير الشعب ويعيشون حياتهم على قفا أبناء الشعب ويرقصون على أنغام أنين أبناء الشعب ويعتصرون دماء أبناء الشعب ويضحكون على بﻻيا أبناء الشعب حتى صارت كلمة الشعب كلمة ممقوتة كريهة ومشبوهة فإذا سمعها حاكم سخط وإذا سمعها محكوم توقع مصيبة إما نقصا في الخدمات أن وجدت واما يبقى تلك الزيادات المعهودة عندنا نحن العرب فقد تكون زيادة في اﻻسعار أو زيادة في الضرائب أو أي زيادة والسﻻم تؤدي إلى زيادة في ارتفاع الضغط عند ابناء الشعب هذا هو العجيب اما الاعجب منه فهو أن أبناء الشعب أو قل أبناء الشعوب العربية هم الغالبية العظمى بالنسبة لعدد السكان لذا لن نستطيع التخلص منهم واخراجهم بعيدا عن دولهم وبﻻدهم لنريح أبناء غير الشعب منهم ومن فقرهم وحقارتهم وفلسفتهم ومطالباتهم المستمرة باﻻكل والشرب واﻻكسجين!! السؤال الذي يطرح نفسه ساذجا هو أنه بالفعل لو افترضنا أننا تخلصنا من أبناء الشعب فلن يبقى هناك شعب ولو ذهب الشعب فماذا سنسمي الوطن ،، سؤال شبه بريء! !