قانون المسطرة المدنية يدفع المحامين للاعتصام باستئنافية البيضاء

الفيزازي: الهدنة في غزة مستبعدة لأسباب كثيرة

أخنوش يؤكد: سنقدم مساعدة مالية من 8 و14 مليون للمتضررين من الفيضانات

أخنوش: دعم 2500 درهم للأسر المتضررة سيمتد 5 أشهر إضافية

أخنوش: بأوامر ملكية اتخذت الحكومة تدابير مهمة لفائدة المتضررين من زلزال الحوز وفيضانات الجنوب الشرقي

الركراكي يبرر استدعائه للنصيري رغم تراجع مستواه وهكذا علق على تصريح مورينيو

التعليم بزاكورة يتخبط بين الكفاءة و الأقدمية

التعليم بزاكورة يتخبط بين الكفاءة و الأقدمية

أخبارنا المغربية

 

 عادل متقي
زاكورة مكان ساحر، هذا ما يقوله على الأقل السياح الأجانب. فالمكان جنة من نوع متفرد يوجد فيها ما لا يوجد في غيرها، المطلوب فقط التوفر على ذوق و حس مناسبين فواحات المنطقة الخمس المزهوة بنفسها وسط الطبيعة القاحلة تغازل تراثا إنسانيا أصيلا لترفع علامات الحزن عن الوجوه الذابلة و تذكرهم بأن هناك إلها جوادا واحدا أحدا لا ينسى أحدا.
زاكورة بردها قارس شتاءا و حرَها قيظ لا يطاق صيفا، لكن دفئها منحته سكانها، ساكنة مسالمة لا تغادر البسمة و عبارات الثناء لله جلَ و علا شفاهها رغم ضيق اليد و قلة الحيلة.
زاكورة عالم منسي نسيه المغاربة، لكنها مدينة مباركة فهي تذكَرهم بها عند كل إفطار رمضان، كيف لا و تمور زاكورة أول ما يدخل جوفهم عند أذان المغرب.
الطريق إلى زاكورة قاتلة، لكنها لا تزهق إلا أرواح أبناءها و أرواح من حملته ظروف العمل إليها.
أهل المنطقة طيبون بشهادة الجميع و لأنهم  يجيدون الصبر عوض التبرم و الاحتجاج، آثروا الصمت علً الضمائر تلتفت إليهم يوما.
سئموا الانتظار لما أيقنوا أنهم عالم منسي و أن النهوض بمنطقتهم لن يتأتى إلا بتعليم أبنائها فالعلم نور و طريقه مضمونة مهما صعبت خاصة بعد أن علموا ان الدولة بذلت جهدا محترما للنهوض بالمنظومة التعليمية رغم عدم كفاية الموارد، خاصة البشرية منها.
قبل أيام، في قرية نائية لا يعرفها إلا أهل الدار و من أحبَ زاكورة، قرية اسمها مزكيطة على مسافة أميال قليلة من حاضرة زاكورة الثانية اكدز، سقط تلميذ مضرجا في دمائه وسط ساحة رياضة ثانوية أقرب ما تكون إلى مقبرة من مقابر طورابورا، و لأن حظه العاثر حمله إلى هنا، و كالعادة، تلكأت سيارة الإسعاف الحديثة الطراز المرابضة على مسافة أمتار قليلة في الجماعة القروية المجاورة فأخلفت موعدها لثلاث أرباع الساعة.
الساعة الآن تشير إلى الساعة الحادية عشر و المركز الصحي مليء عن آخره، رائحة العرق تزكم الأنوف، قدر التلميذ أن ينتظر مرة أخرى، قدوم الطبيبة رئيسة المركز.
بعد مهاتفتها، تحملت الطبيبة عناء الحضور. المركز الصحي لا يحمل من المركز غير الاسم، الأجهزة الطبية مغيَبة و الموارد البشرية على قلتها تتبرَم.
تعاين الطبيبة الجرح و تطلب من الممرض القيام باللازم، ثلاث غرز خلف الرأس....  ثم تسلم مرافق التلميذ شهادة طبية غريبة، صفر يوم على شاكلة أجهزة المركز،
الخبر ينتقل على وجه السرعة إلى التلاميذ، ترتسم علامات الحزن على وجوههم... و الخوف أيضا، نفس المصير يتهددهم، قدَر الله و ما شاء فعل، لكن ماذا إن كانت الحالة اخطر،
التلاميذ ساخطون، عبارات الأسى و السخط تتبادلها الأفواه و الاحتجاج يداعب العقول و يجد طريقه إلى نفوسهم.
حزم التلاميذ أمرهم و أخذوا قرارهم، سيقفون وقفة رجل واحد لإسماع صوتهم فيد الله مع الجماعة.
اليوم ثلاثاء والساعة الآن تشير إلى الثامنة إلا ربع، اصطفَ التلاميذ على غير عادتهم أمام باب المؤسسة لا صراخ و لا سباب، أعينهم مصوبة نحو باحة المؤسسة، نظرات ساخطة صامتة، تقرؤ فيها غضبا خجولا ممتزجا بالحسرة و الخوف من المجهول.
للصمت وقعه، المدير يتفهم الأمر، يقترح الحوار، يطلب ممثلي الأقسام، يستمع إلى ملاحظاتهم و يدونّها... عبارات التذمر تتوالى: بنية تحتية هشة، مرافق صحية غير صحية، ساحة الرياضة أشبه ما تكون بمقبرة بالية... الاستفادة من مرافق المؤسسة مكتبة و إعلاميات  ضمن المطالب... و أيضا المحاسبة، التلاميذ يريدون التعرف على مآل أموال جمعية آباء و أولياء التلاميذ و مدرسة النجاح، و يطالبون بافتحاص الميزانيات السابقة.
المدير يبدي تفهمه و الحوار يفضي إلى ضرورة الإصلاح...
قبل ذلك بأيام، كنت رفعت الى النيابة تقريرا ضمَنته ملاحظتي حول المؤسسة و طريقة التسيير، النائب وعد بالتقصي، و وعد الحر دين عليه، و النائب حر وعد فوفَى.
حلَت اللجنة، لكن على غير غرَة، هناك من أفشى تاريخ و سبب الزيارة. بعد الإنصات إلى الطرف الآخر، حل دوري،
طالعت الوجوه، كانوا ثلاثة رجال، علامات الوقار تقرؤها في وجوهم، أخذ الكلمة أكثرها شيبا، قدَم أعضاء اللجنة ثم وجه الخطاب إليَ، بالغ رئيس الشؤون التربوية في عبارات الثناء الموجهة إلى شخصي.
نيَة الرجل واضحة في احتواء الموضوع فكلمات الإطراء تسهَل التخمين، و ضد ذلك فعلت أنا، صعبت مأمورية الرجل، مصَر على أقوالي ليعلن الأمر صراحة، جاء لاحتواء الأمر و إغلاق الملف، تغيرت لغته و كذلك خطته، بعد الترغيب حان وقت الترهيب.
لحسن الحظ، التزم العضوان الآخران المهنية و كانا غاية في الحياد، وقف الرجل مهددا ثم انصرف مغادرا... عاد بعد مدة وعاد معه دفاعه المستميت.
أصررت على أقوالي، فأطروحتي في الدكتوراة و التي أعالج فيها إمكانية إحلال التنمية البشرية بالجنوب الشرقي بالاعتماد على المؤهلات الذاتية للمنطقة... من أهم توصياتها أنَ النهوض بزاكورة كغيرها من المناطق المنسية يرتكز أساسا على إصلاح التعليم...
لهذا و لهذا فقط كتبت تقريري بنيَة الإصلاح و التصحيح...
ابتعد الرجل عن المهنية و هاجم تصريحاتي عوض رفعها قصد البث فيها... تحول الطرف الى حكم.
أقدمية الرجل في المنصب و سنواته التي أمضى في الحقل التربوي جعلته يقيس الأمور بمقياسه الخاص مما غيَب المهنية و الحياد عنه، فتبوؤه هذا المنصب جاء لقاء الأقدمية و هو ما يفتح التساؤل عريضا؟ هل يليق دائما ان تسند المناصب بمعيار الأقدمية، أما آن الأوان لتغيَر الحكومة استراتيجيتها و تأخذ الكفاءة موقعها....؟؟؟
تسيير الشأن التربوي بالمغرب أمر غاية في الصعوبة... و إصلاحها يستوجب قرارات شجاعة و إعادة النظر الجذرية في التشريع، التسيير و التنفيذ...
 


عدد التعليقات (3 تعليق)

1

تلميذ سابق

التعليم المغربي برمته

التعليم المغربي برمته يحتاج الى اعادة التاهيل

2013/01/27 - 01:56
2

mowatin agdez

اكدز يكتوي بنار البعد

التعليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم أولا وأخيرا ضرورة تمتيع كل المغاربة بعرض مدرسي يليق بمكانته

2013/01/28 - 01:16
3

profwarzazi

مفتشوومديرو الإبتدائي بعقليات سنوات الرصاص

فعلا هذا مشكل كبير نعاني منه الأمرين ,جهلهم بالمستجدات وديكتاتوريتهم في الرأي,لكن يا دكتور هيهات منا الذلة,وتحية نضالية لأهل زاكورة ولأبنائها الأبرار والخزي والعار للجبناء

2013/01/28 - 08:13
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة