"مهرجان ألوان" ينجز لوحة تركيبية بين الفن التشكيلي وفن العيطة
أخبارنا المغربية - و م ع
شهد فضاء دار السلطان بآسفي، مساء أمس السبت، تنظيم عرض تركيبي للفنون التشكيلية امتزجت فيه أنغام الموسيقى التقليدية مع لمسات ريشات الفنانين التشكيلين المشاركين في الدورة الثانية للمهرجان الدولي "ألوان آسفي".
وتحتضن مدينة آسفي منذ الثاني من أبريل الجاري إلى السادس منه هذه التظاهرة الدولية، التي تنظمها جمعية "دار الفنون" بتعاون مع المندوبية الإقليمية للثقافة وولاية جهة دكالة عبدة وفعاليات اقتصادية ومدنية محلية، تحت شعار "جمالية المدينة.. احتفالية الألوان".
وأوضح السيد لحبيب لصفر، المندوب الإقليمي للثقافة، أن إقامة هذا العرض التركيبي يرمي أساسا إلى تطوير المهرجان وتوجيهه نحو الفنون الحية في إطار التوجه العالمي للابتعاد عن الفنون التقليدية المتمثلة في المعارض التي تقام بين الجدران.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه أمام المنافسة الشرسة التي أصبحت تفرضها التكنولوجيات الرقمية الحديثة على الفنون التشكيلية، فإن الأعمال الإبداعية للتشكيليين وجدت نفسها اليوم مضطرة للبحث عن فضاءات جديدة تعيد نسج علاقة الفنان بالجمهور وتقريب هذا الأخير من الحالة الإبداعية التي يعيشها خلال لحظات إنتاج اللوحة الفنية مع استحضار الجانب الروحي والتفاعلي في هذه العلاقة.
واعتبر الفنان التشكيلي عبد الفتاح الجابري الذي شارك في هذا العرض أن طبيعة هذا العمل المخالف لطبيعة العمل داخل الورشة المغلقة يعد مواجهة حية بين الفنان واللوحة الجدارية من جهة، وبينه وبين إيقاعات الموسيقى والجمهور الحاضر من جهة ثانية، مما يضع الفنان أمام تحدي كيفية استعمال الألوان والتعامل معها وفق الإيقاعات الموسيقية وتفاعل الجمهور مع هذه الإيقاعات.
وأشار في تصريح مماثل إلى أنه فضلا عن كون العرض التركيبي هو عمل فني متميز فإنه في نفس الوقت يجعل من الفنان شخصية ثانية تتنقل بين الرقص والصباغة والألوان، وبين ضغط الفكر الاحترافي بأسلوب وطريقة جديدين، خاصة في إطار التعامل مع "العيطة" باعتبارها تراثا وطنيا ومحليا ذا بعد تاريخي.
ومن جانبها أكدت الفنانة التشكيلية التونسية عائشة دبيش، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، أن إنجاز هذا العمل التركيبي يخلق لدى الفنان إحساسا غريبا في علاقته مع موسيقى عريقة من مدينة آسفي، مضيفة أن هذا الإحساس زودها بشعور الانتماء إلى هذه المنطقة وعائلة واحدة تتكلم لغة واحدة.
وأشارت إلى أن مشاركتها في هذا المهرجان، وخاصة في إنجاز اللوحة التركيبية بمدينة آسفي، جعلها تلتقي وتتعرف على الطاقات الإبداعية التي تزخر بها المدينة وتؤكد أن المغرب بلد الفن والفنانين بامتياز.