التعرف على آلية انتقال الخلايا السرطانية

إيلاف

 أعلن باحثون تشيك عن توصلهم إلى معرفة كيفية انتقال الخلايا السرطانية من النخاع العظمي إلى الدم ومن ثم قيامها بمهاجمة بقية أعضاء الجسم الأمر الذي سيساعد بشكل ملموس في معالجة سرطان الدم 

وذكر مدير معهد الجينات الجزيئية التابع لأكاديمية العلوم فاتسلاف هورجيشي أن الباحثين برئاسة ميخال دفورجاك قد تتبعوا تطور المرض على الصيصان موضحا أن الخلايا السرطانية تقوم بفتح الطريق أمامها في النخاع العظمي من خلال قتل الخلايا المجاورة وبالتالي تنشأ ممرا تحاول من خلاله الوصول إلى الدم ومن ثم تنتشر في الجسم كله .

 

وأوضح انه كان لغزا لفترة كطويلة موضوع كيفية وصول الخلايا السرطانية إلى خارج النخاع العظمي حيث تبين أن هذه الخلايا تحرر أو تفرز أجزاء من الحمص النووي الخاص بها ولذلك فان الخلايا المعافية تهلك فور وصول هذه الأجزاء إليها لأنها سامة بالنسبة لها. وأشار إلى أن الفريق العلمي التشيكي استطاع أن يثبت أن الخلايا التي تتعرض للمهاجمة في النخاع العظمي من قبل أجزاء من الحمض النووي للخلايا السرطانية تعتبر هذا الحمض النووي بأنه يخصها وانه تعرض للضرر ولذلك فإنها تشغل آليات تصحيح ذلك.

 

وأضاف تم التأكد انه في حال وجود كميات كبيرة من الحمض النووي في حالة ضرر فان آليات التصحيح التي يتم تشغيلها تخفق في ذلك ولهذا فان هذه الخلايا المصابة تهلك واعتبر أن من المهم بمكان معرفة التأثير المتبادل للخلايا السرطانية والخلايا المعافية لان معرفة ذلك يمثل المفتاح للتوصل إلى أدوية معالجة لسرطان الدم بشكل فعال . 

 

من جهته قال رئيس الفريق الباحث دفورجاك بان البحث استمر 15 عاما مرجعا هذه الفترة الطويلة إلى أن هذا البحث يعتبر بحثا أساسيا لان الباحثين الثمانية الذين شاركوا فيه لم يكن لديهم حسب قوله أية معطيات في هذا المجال يستندون إليها ولذلك توجب العمل على فهم هذه الظاهرة منذ البداية لوحدهم . وأشار إلى أن الفريق الباحث أيقن انه اكتشف شيئا جديا قبل عامين لأنه استطاع التعرف على آلية قتل الخلايا السرطانية للخلايا الصحية المجاورة وان المادة السامة هي عبارة عن حمض نووي من الخلايا السرطانية غير أن الأمر استغرق فترة أخرى للتحقق من هذه النتيجة قبل الإعلان عن هذا الاكتشاف الذي لقي أصداء ايجابية في العالم .

 

وأوضح أن الأنواع المختلفة من السرطانات تهاجم النخاع العظمي الذي يجري فيه خلف خلايا الدم ولهذا يشعر المريض بالضعف ويعاني من الأمراض المعدية وبإشكالات في التنفس كما يضعف جهاز المناعة لديه. من جهته اعتبر مدير معهد أمراض ونقل الدم في اوستي ناد لابم ماريك ترنييني هذا الاكتشاف بأنه نجاح استثنائي يجعل المعرفة الطبية في هذا الأمر تتقدم إلى الأمام الأمر الذي يزيد الفرص بإيجاد الأدوية الفعالة التي تقضي على هذه الأورام .

الياس توما
 

المقالات الأكثر مشاهدة