معا ضد الإغراء الجنسي قبل الحديث عن الإغتصاب والتحرش الجنسي
أخبارنا المغربية
محمد حدوي
تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ حوادث الإغتصاب والإعتداءات الجنسية ضد الفتيات والنساء عامة في بلادنا.ولايكاد يمر يوم واحد في محاكم البلاد وفي مكاتب الشرطة دون ان يتم ادراج ملفات جديدة حول الإغتصاب والإعتداءات الجنسية التي شملت حتى الفتيات القاصرات والمحارم . أما وسائل الإعلام بشتى تلاوينها، فلا يكاد يمر يوم دون ان تتناقل قضايا وحوادث الاغتصاب، ونداءات الهيئات والمنظمات التي تنبه من انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا.والأدهى من ذلك اننا بين الفينة وأخرى نسمع عن والد اغتصب ابنته، أو آخ يتحرش بأخته، أوجد يعتدي على حفيدته، وغيرها من المشاكل الأخرى التي تنم عن خلل ظاهري في بنية منظومتنا القيمية والأخلاقية والإجتماعية ،ترى ما اسباب هذه الظاهرة؟، وهل من حلول لمعالجتها؟
أولا، أعترف منذ البداية أنني لا أدعي في إطار هذه المحاولة المتواضعة القدرة على الإحاطة بكافة التفاصيل الدقيقة للإجابة عن هذه الإسئلة، واعترف ان هذا الموضوع يتجاوز كتابة مقالة قصيرة كهذه، فالموضوع يستحق تنظيم ندوات علمية وإجراء بحوث متخصصة من مختلف التخصصات حول الظاهرة، وسأتحدث باختصار دون اللجوء الى تفاصيل مملة ربما ستجرنا الى تناقضات لاحصر لها عن سبب واحد دون غيره من بحر الأسباب التي تؤدي الى تفشي وتزايد هذه الظاهرة الممجوجة في مجتمعناالمغربي خاصة في المدن الكبرى، ولعل السبب الذي سأركز عليه هنا وبإختصار ايضا ، هو ظاهرة الإغراء الجنسي الذي تمارسه المرأة العصريةعلى الرجل دون ان يعني انه السبب الوحيد والأوحد لهذه الظاهرة الخبيثة التي تنسف اركان مجتمعنا الحديث ..
فبفضل التقدم الذي عرفته مجتمعا تنا المعاصرة والذي ساهمت فيه ظروف كثيرةفي خروج المرأة الى العمل واختلاطها بالرجال. ومع الجرأة الزائدة التي اكسبتها هذه المرأة المسماة بالمعاصرة،بدأنا نرى العديد من النساء يعمدن الى لبس ملابس غير محتشمة تبرز أغلب تضاريس أجسادهن في تحد سافرللرجال.
فحين تلبس الفتيات أو السيدات ملابس شفافة أو تنانير قصيرة مافوق الركبة مثلا فإن ذلك يشجع بشكل أو آخر الأعمال الإباحية ، وهو أمر كما تعلمون منافي للعادات الإجتماعية والأخلاقية والدينية لمجتمعنا الجديد الذي تأثر بما يجري في اوروبا من تفسخ وإنحلال خلقي حيواني لاحد له ، وما نعرفه وتعلمناه من الطبيعة أن حتى البهائم والحيوانات لها ذيول أو وبر أو ريش لتواري بها عورتها، ولم يحدث أبداً في عالم الحيوان بما فيه الطيور ان رأينا حيوانا قص من شعر جلده أو ذيله ليبدي ماووري تحته بحجة الحضارة والمدنية، وحين تناولت هنا ظاهرة الإغراء الجنسي ،لايعني أنه هو السبب الوحيد والأوحد لهذه الظاهرة .فهناك اسباب أخرى كثيرة لايسمح لنا المجال ذكرها جميعا بالتفصيل..ولفهم هذا المشكل المرتبط بإغراء المرأة أولا،وبالبنية السيكولوجية الهاشة للرجل ثانيا.
ولكي أضعكم قليلا أمام الصورة، وبإيجاز،أود ان استحضرهنا ما جاء به الكاتب الماركسي "برتولد بريخت"حين عبر عن واقع الإغراء الجنسي الذي تمارسه المرأة في مسرحيته "دائرة الطباشير القوقازية" في مشهد محاكمة خادم اغتصب سيدته: في المسرحية رمى القاضي بسكينه على الأرض وقال للخادمة اذهبي والتقطيها واتيني بها، مشت تتهادىوتتمايل بجسمهاثم ركعت لإلتقاطهاواظهرت بطن ركبتيها وحجم قفاهاالأبيض الممتلىء .فقال لها القاضي : «نعم تبثت جريمة الإغتصاب .ياإمرأة،لقد اغتصبت هذا الشاب المسكين بما عندك من إغراء».
عجبا كيف نتحدث عن الإغتصاب والتحرش والإعتداءات الجنسية وننسى واقع الإغراء الذي تمارسه المرأة على هذا المخلوق المسكين الذي هو الرجل ..شخصيا كم كنت أسخر من أولائك الذين يصخبون في إطار جمعيات المجتمع المدني وهم يصدعون رؤوسناعن التحرش والإغتصاب للمرأة ويسكتون عن جريمة الإغراء الذي تمارسه المرأة أولا على الرجل ، هل يستسهلون الإغراء الذي تمارسه المرأة العصرية التي لاتثقن سوى فنونه الشيطانية متسلحة بأحدث أنواع ما قل ودل من اللباس والشراويط ، وآخر مستجدات مستحضرات التجميل المثيرة؟..لا أحد سيفهم المنطق الذي يعمل به هؤلاء إذا لم يفهم حاجتهم الى جسد المرأة وبتوجيه يهودي وغربي ليتاجروا فيه عبر الاعلام والإشهاروالأفلام ومحطات الجنس ودور عرض الازياءو. . فهؤلاء يسعون الى جعل المرأة كما تريد الإمبريالية العالمية سلعة تباع وتشترى، وكوسيلة ايضا لترويج سلع كثيرة من مكياجات وملابس وغيرها..والطريق الى المبتغى هو العزف على اوتارحساسة كثيرة تؤدي أولاالى التمرد على الزوج والأب والأخ ، بدعوى التمرد على المجتمع الذكوري وكسرما يسمونه بالعقلية الذكورية المتخلفة حتى يصبح الذكر "ديوتا" بالمفهوم الأخلاقي
الديني يرى السوء في أهله ويرضا وينقاد ولا يبالي حين تخرج المرأة شبه عارية الى الشارع والمقاهي والفنادق زمن الأزمة الإقتصادية والبطالة...
لقد أخطأت الكثير من النساء اللواتي يسايرن اليوم بغبن هذا التيار ، كما اخطأت تلك اللواتي يفهمن التحرر بالتسيب، لا نخفي سرا ولا ننكر ان قلنا ان هناك بعض الامور السلبية الموجودة بالمجتمع المغربي وهي دخيلة علينا نظرا لانفتاحناعلى العالم المحيط بنا والعالم القريب منا من جهة الضفة الشماليةالأخرى ، واختلاط الثقافات بين الشعوب امر طبيعي لا يستنكر او يعاب، ولذلك فان أهل بلدنا بمختلف ثقافاتهم استنكروا ويستنكرون اي أمر مشين ومعيب يدخل عليهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم مما يمارسه البعض القليل ممن يمشي ويتماشى مع هذه الثقافة الجديدة الدخيلة على المغرب وعلى اهلها.
إن الحل الوحيد للخروج من هذه الدوامة يبدأمن المرأة اولا، وذلك بالتزامها بقواعد الحشمة والستر لتنال حقوقها كإنسان، هذه الحقوق التي لن تنالها إذا كانت تقدم نفسها للرجل والمجتمع كعلبة من الشهوات لا كإنسان له واجبات و حقوق وكرامة. وحين تلتزم المرأة بالصفات الأخلاقية التي تقف ضد الإباحية، يأتي دور الرجل ثانيا ،ليعرف ان من اخلاقنا صون الأعراض.وبهذه الطريقة تستطيع المرأة التي هي نصف المجتمع والتي هي الأخت والأم والبنت حسب الأغنية المعتادة لدينا ان تعمل جنبا الى جنب مع الرجل في كافة المجالات بدون حرج ، وبأقل ما يمكن من حوادث يندى لها الجبين والتي نسمع عنها كل يوم.
وإذا كان هناك من يقف ضد هذا الطرح لأنه من دعاة ومؤيدي عري المرأة في الإدارة والشارع والمدرسة باسم التحرروحرية المرأة وما أكثرهم، فلا يتبقى لنا سوى أن ننادي بطرح آخرجديد ربما سيروقهم كثيرا، وهوأن تفعل المرأة ما تشاء باسم التسيب أو التحرروما شئنا من التسميات والمفاهيم الملغومة. وما على الرجال لكي يكونوا عصريين أيضابالمقابل سوى القيام بتعديلات بيولوجية أخرى بهندسة أجهزتهم الجنسية والسيكولوجية لتعمل بشكل يتناسب وعداد العري الفاضح لما يسمى بالمرأة العصرية بحيث يستطيع الرجال في هذه الحالة وبفضل تلك التعديلات البيولوجية التي قد تصل الى حدود الخصي، تحمل أي استفزاز انثوي لذكوريتهم. وهذا ماوصل اليه الغرب مؤخراوانعدمت الغيرة في الرجال وانتحر الحياء عند النساء، وتفكك نظام الأسرة، وبدأت النساء المتضررات يتظاهرن في مدن بعض الدول رافعات لافتات مكتوب عليها اين هما الرجال؟..
وإذا أردنا هنا ان نعمل بمنطق الموازنة والمفاضلة بين الطرح الأول الذي تلتزم فيه المرأة بالستروالحشمة،وبين الطرح الثاني الذي يقوم فيه الرجال بالتعديلات البيولوجية كما اسلفنا، نرى بان الحل الأول ربما هو الأنسب والأسهل لتصحيح العديد من الإختلالات.وبدون هذافي نظرنا، سنسمع كل يوم عن انواع أخرى من الإغتصابات التي لاتخطر حتى على بال الشيطان الرجيم في مجتمع هو في حالة تحول وتغير لازالت فيه علاقة الرجل بالمرأة تتخبط في قضايا مركبة و شديدة التعقيد، وأمام واقع جديد تعرفه المرأة المعاصرة التي باتت تنافس سي السيد الرجل في كافة مجالات الحياة..
* * * * *
حين أتحدث في هذا المقال عن الإغراء عند المرأة فإنني لا أعمم على كل النساء..ولايعني هذا ان كل النساء سواء في التفسخ و التربية والإلتزام و الأخلاق والذكاء والعلم..وكما يعلم الجميع أن النساء كما جاء في القرآن على ضربين، الاول: خاسرات معينات شياطين الانس والجن على ازواجهن واهلهن وقومهن، والآخر: فائزات رابحات مدحهن الله في كتابه فحفظهن الله كما حفظن انفسهن.وفي المقال تناولت جانب من جوانب النوع الأول من الخاسرات بأفكارقد تكون ساذجة عند البعض ومغرضة عند آخرين وواقعية عند البعض الآخر..