مدرب لمباراة واحدة ..... اجتهاد جامعة الكرة بالمغرب

سنة وحيدة هي التي باتت تفصل المغرب عن موعد احتضانه للمحفل القاري , وسنة وحيدة تفصل المغاربة من اجل استرجاع مجد وذكريات الماضي البعيد ، من خلال منتخب قد يرسم البهجة في ملحمة افريقية على ارض مغربية .  و هي طموحات شعب يستنشق الكرة ، ويتمرد على شعوب العالم من خلال بعض المفاجآت في المحافل العالمية والدولية ،  ولعل التمرد الأخير كان بعنوان الرجاء بثوب وصيف البطل في موندياليتو  المغرب، وجمهور غير عادي ابهر متتبعي المستديرة عبر العالم .

نعم شاهدنا كيف التحم كل المغرب من اجل انجاز رجاوي ، وكيف استطاع الفريق الأخضر أن يجمع بين  كل المغاربة في موقعة النهائي أمام  البربري الألماني (بايرن ميونخ ). ورغم خسارتنا للقب إلا أن انجاز الرجاء والمغاربة والمغرب سيكتب من حروف من ذهب في تاريخ الكرة العالمية .

وبعيدا عن الرجاء وعالميته ، جامعة الكرة بالمغرب تسير بالكرة إلى النفق المجهول وتتلاعب بمشاعر المغاربة من جديد ، بعدما كثر القيل والقال عن رحيل الفهري ومعه عشوائيته في التسيير وسياساته التي جرت الكرة المغربية إلى مستنقع خيبات  الأمل . ها نحن مع موعد من مواعيد العبث من جديد بعدما رفضت جامعة تصريف الأعمال والتي يرأسها الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي عبد الله غلام تعيين مدرب رسمي للمنتخب الوطني بدعوى أن كل الصلاحيات هي ليست في يده ،بل هي على  مسؤولية المكتب المديري القادم و الذي سيعين في شهر مارس من هذا العام . ياترى يا عبد الله غلام لماذا أنت على رأس الجامعة ؟ ولماذا أنت بالضبط في ذلك المنصب بعدما رفض من قبلك الفهري  تعيين مدرب رسمي ؟

وما الخلفية وراء  كل هذا التماطل الكبير ؟ خصوصا انه كانت الفرصة قائمة للتجاوز كل هذه المشاكل بتعيين بادو الزاكي مدربا إلى غاية الاستحقاق الإفريقي 2015 . إلا أن الجامعة رفضت اقتراح الزاكي ، والتجأت للبديل الطوسي الذي لم يقدم شيئا وخرج من الباب الواسع بعد إخفاق مرير .

العلاقة واضحة  والعبث مستمر، والنتيجة هي منتخب وطني بدون مدرب رسمي وبدون ملامح أولية وهيكلة تجريبية ومنافسة حقيقية أو حتى تشكيلة مقترحة.... لم يبقى إلا عام على ذلك الموعد وعلى أرضنا وأمام جمهورنا ، تلك ستكون فضيحة مدوية إن خرجنا من الدور الأول أو دور الربع أو حتى النصف ، المطلوب واضح وجمهور المغرب فقط هو بانتظار كأس ثانية بعد الأولى من قلب إثيوبيا تلك التي كانت سنة 1976 ، عار عليك يا جامعة الكرة ! انجاز وحيد ليس بحجم كل تلك الأموال المهدورة والتي تصرف بكل تلك العشوائية فقط لعدم دراية المسؤولين على شأن الكرة ببلادنا في هذا المجال ، فقط فضولهم وسلطهم تخول لهم الترحال من هنا إلا هناك كله في سبيل مصالح خاصة ، أما مستقبل الكرة و صمعتها فلتضرب عرض الحائط ، وأما رغبة شعب المغرب في رؤية العلم  المغربي خفاقا بين إخوانه فتلك ستكون شبه المعجزة إن استمر تسيير الشأن الكروي ببلادنا كهكذا  تسيير .

والغريب في مستجدا ت تلك الجامعة ، إنها اكتفت ببنعبيشة كمدرب لمباراة واحدة تلك التي سيجريها  المغرب حبيا ضد فهود الغابون العاشقة للافتراس في  الخامس من مارس القادم  بملعب مراكش الكبير ، وذلك بعد رفض المشرف العام على المنتخبات الوطنية  الهولندي بيم فيربيك تولي هذه المسؤولية الملغومة ، بيم فيربيك هذا فعل ما شاء وسط ذئاب الجامعة وتحكم في زمام الأمور بعقد لازال مبهم المعالم و الأكيد انه سيكون فلكيا وخياليا على غرار كل مرة وانتكاسة .

وفي انتظار جمعها العام في مارس القادم ، أو في القريب العاجل خصوصا بعد الإنذار الذي قدمته ووجهته الفيفا إلى كل الدول التي لم تعقد جمعها العام بعد ، ولم تعين رئيسا شرعيا على رأس جامعتها ، ومضمون الرسالة كان واضحا إلى كل الدول ومنهم المغرب بصفته معنيا بالأمر بعد الطعن في جمعه العام الأول من طرف الفيفا نفسها . سننتظر وبفارغ الصبر نية جديدة ورئيس جديد لتفادي نكسة جديدة هذه المرة لن تكون نكسة عادية وهي على ارض الوطن .

وخير الكلام ما قل ودل ، إن برمجة لقاء ودي ومعها تعيين مدرب لهذا اللقاء الواحد ، توحي للمتتبع للشأن الكروي ببلادنا بأن لا مستقبل للكرة المغربية ،غير معقول بتاتا وما جدوى هذه المقابلة  ؟  وما جدوى التربص ؟ إن كان سيأتي مدرب أخر وبرؤية جديدة وإستراتيجية جديدة .وما جدوى رئيس حالي وبالتفويض على رأس الجامعة ؟ أسئلة وأخرى سيجيب عليها وحده واقع الرياضة بصفة عامة في بلادنا .