هشام بنوشن
عندما أطالع أول جريدة في الصباح أصطدم دائما بخبر أصبح من الضروري أن تجده في أي جريدة ألا و هو خبر العصابات التي تنشط في كل أرجاء الوطن,عصابة هنا تقطع الطريق و تعود بنا إلى القرون الوسطى و عصابة هناك تسطو على الوكالات البنكية و أخرى متخصصة في سرقة السيارات الفارهة و عصابات أخرى متخصصة في كل شيء.
لقد اختلطت علي الأمور و بدأت أظن نفسي أعيش فيلما هوليوديا.أصبحت هذه العصابات حديت الساعة و غطت على كل الأحداث الأخرى.
كل ما أخاف منه هو أن نصل إلى زمن عندما تسأل فيه طفلا صغيرا عن أمنيته المستقبلية فيجيبك بأنه يريد أن يكون رئيس عصابة محترم و ليس طبيبا و لا مهندسا.
ترى ما سبب تكاثر هذه العصابات التي أصبحت تعادل في عددها عدد جمعيات المجتمع المدني و الفرق الوحيد بينهما هو أن العصابات تنشط بشكل كبير و تنهج سياسة النزول عند المواطنين أي سياسة القرب بخلاف الجمعيات التي تنشط على الورق و تبحث فقط عن صنابير الدعم أينما و جدت بدون بدل أي مجهود يذكر.
و الملاحظ أن أفراد هذه العصابات اغلبهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 30 سنة دفعهم الفقر و البطالة و الفراغ الروحي و الظروف العائلية الصعبة إلى الانضمام لهذه العصابات و سلوك هذه الطريق المنحرفة.
و لكن كل هذا لن يصبح مستغربا عندما نعرف أننا محكومون من طرف العصابة الأم التي تسلبنا كل ثرواتنا و تربي فينا الخوف و كيفية افتراس بعضنا البعض بينما هي منشغلة بامتصاص دمائنا.
إذا فنستحق بامتياز أن يطلق علينا لقب "مغرب العصابات" على وزن "مغرب الثقافات".