مسـيرة الفـقـر

تشوف بعض التصاور ديال شبان مغاربة مدوّرين قراعي ديال المشروبات الغازية من الحجم الكبير على خصرهم باش ما إغرقوش، مشهد مقرف، يبعث بالمرحمة أو الشفقة، يدخل "بن بطوش"، "بن ماشـتـــّوش" ولا ّ حسن "بن فونطوش" بالفرانساوية للصبانيا ولا ّ يبقى قابع فى نوالة تيندوفية هادا ثانوي بالنسبة ليـيــّـا، هادا دور الخارجية المغربية.

اللي كيهمني أنا شخصيا هي المآسي الاجتماعية، الفقر أو الهشاشة اللي كتعيشها شرائح عريضة من المجتمع المغربي، لأن جميع شهادات هاد الشبان يمكن لينا نختازلوها فى قولة الأغلبية منهم: "ما كاين ما يدّار فى هاد البلاد"، يعني ما هومـاش مهتمين لا بالسياسة ولا بصراعات الدولة، لا الكبارين منها ولا ّ الصغارين، أكيد كاين بعد التجاوزات، ولكن إيلا قارنــّـاها مع الأغلبية الساحقة كتبقى محدودة فى بعض الأقليات اللي عندها حسابات معينة مع الدولة باغية تصفـــّـيها.

أكيد أن المملكة عرفات فى السنوات الأخيرة طفرة مهمة فى ما يخص البنيات التحتية فى جميع ربوع المملكة، ولاكن المشكل الكبير باقي لحد الآن: ندرة فرص الشغل، اللي راجعة بالأساس للتعليم غير لائق، كيفرّخ غير الأفق المسدود، الإحتجاج أو تصدير الفقر، زيد عليها ستراتيجة وزارة الصناعة غير الموفقة، فى عوط ما نحلـــّـوا بيبان الإستثمار فى أوجه جميع رجال الأعمال، الأوروبيين بالأخص، نظرا للجورة المباشرة، كنرهقوا كاهيلهم

بإتاوات جبائية كتفوق %40، علاش غاديى إيجيوْا هاد الناس للمغرب إيلا طلبتي منهم إدفعوا نفس الضرائب فى بلدانهم الأصلية؟ ضروري ما تفوتش الضريبة على الشركات %10 ولا ّ %15 باش تربح المملكة الرهان أو تكون مملكة محبوبة أو تضمن العيش الكريم للجميع مواطنيها أو مواطناتها، ما عادا إيلا كاينين لوبييات ما باغيين خير للهاد الشعب.

يمكن للمغرب يستفد من الصراع على ريادة العالم اللي قايم بين الصين أو الولايات المتحدة، لأن الصين عرفات تضخ المئات من المليارات ديال الدولارات من الدول الغربية بتحفيزات ضريبية جد مهمة ما فاتتش %15، أو فى الأساس هي اللي ساعداتها ترجع دولة مصنعة أو غنية، اليوما تبغي الفيزا ديال الصين شوف واش تاخوذها، رجعوا بالشان أو المرشان، ما كيهضروا، يتخاصموا غير مع ميريكان.

مؤلم تسمع ولد بلادك كيقول للبوليسي صبنيولي فى سبتة: "فيفا صبانيا"، وا فيقوا آ المسؤولين غير المسيسين، أمــّـا الأحزاب المغربية ستهلكات بالكامل رصيدها بالهضرة أو الوعود الخاوية، الأغلبية الساحقة بدون مصداقية، بدون أي حس وطني، واش اللي كيتكل على مول الشكارة باش يضمن ليه الكرسي فى البرلمان عاد تيق بيه؟ هاد الإسلاميين اللي ضنوا الناخبين غادي إشفعوا فيهم، باغتوا الشعب غير بـْـما كاين غير دبـّـر على خوك أو على دربك "عن كامله".

أغلبية الشباب المغربي كيحلم بتعليم راقي، بخديمة أو بحياة كريمة، بعيدة على قفة رمضان أو العيد، لأن الزلط طلع فى الراس، أو المنفذ الوحيد الأحد هي فرصة عمل، لأن جميع البنيات

التحتية جميلة ولاكن شكون اللي كيستافد منها؟ على سبيل المثال، ميناء "طنجة ميد"، عشرا كيلوميتر، فى عام 2019 عرف الميناء 23 فى الميا ديال الزيادة، يعني 81 مليون طون ديال السلعة، قـلـّـل هاد الميناء من الفقر؟ الفقر فى المغرب، أو الحمد لله، ما مرتابطش بحروب أهلية ولا ّ صراعات قبلية دامية، يعني الشباب المغربي ما باغي نظام جديد، لا حريق الراس، دبـّر ليه على ما يدّار، فاين يستر راسو، يعطيك بالتيــساع.

الفقر فيه جوج ديال الأنواع: الفقر المطلق أو الفقر النسبي، الفقر المطلق كيعرف نقص فى التغذية، التعليم أو الملبس، الفقر النسبي هو اللي كتعرف بعض الدول المتقدمة اللي قابعة فى آخر سلم الرفاهية، أو نسبتهم ضئيلة بالنسبة للدول الفقيرة، زيد عليها أن وجودهم ما هدّدش بحال فى الدول الفقيرة ولا ّ المفقرة، المعيار النقدي ديال البنك الدولي بالنسبة للدول الفقيرة هو 1،25 دولار فى النهار.

بصفة عامة يمكن لينا نقولوا أن الفقر المطلق عرف تراجع كبير فى العالم، ولاكن إفريقيا كتحتل الصدارة فى ما يخص الفقر المطلق اللي راجع فى الأساس للحروب الأهلية، ضعف الحكامة، التدبير المتهور أو بطش الحكام، الصين ساهمات بنسبة مهمة فى تحسن الوضع، لأنها عرفات تنقذ كثر من 800 مليون مواطن من الفقر المدقع، 1990 كانوا %60 عايشين الفقر المطلق، فى عام 2010 يلا ّه %12، أو الصين هي اللي كتوفـّر اليوما على أكثر المليارديرات فى العالم أو فاتت الولايات المتحدة، كاين اللي كان فلا ّح من قبل أو رجع اليوما ميلياردير، أو هاد الشي راجع بالأخص للغة التدريس الحية أو التكافؤ فى الفرص، يعني كيف كيهضر الصيني كيقرى فى المدرسة، هاكدا كاين متداد معرفي،

متداد للمدرسة، الدار، الشارع، البيرو، لوزين إلخ، دائما خصـّـنا نفرّقوا بين الشعب الصيني أو النظام، الشعب، شعب صاحب ثقافة عريقة، كثر من 5000 عام، شعب لطيف، خلوق، صـبــّار أو خدوم.

حتى البرازيل عرف ما يدير لمـّـا كان "لولا دا سيلفا" رئيس الدولة، حيت وفــّر العيش الكريم للكثر من 50 مليون برازيلي، حتى المغرب يمكن ليه ينجح إيلا بغى أو عرفوا المسؤولين إفجــّـروا طاقات الشباب اللي مهووس غير بالحريگ أو الهروب من عيشة تعيسة، نقسم بالله إيلا المغرب أرض خصبة، مضيافة، خصـّـها غير مسؤولين إكونوا فى مستوى تطلعات الشعب بلا محاباة ولا مفاضلة، شعارهم: نظافة الأيدي أو الضمير، أو ديما رابطين المسؤولية بالمحاسبة، ماشي إيجي أوزير قـدّو قـدّاش، أوزير العدل سابق يا حسرة، أو يخرق القانون أو يعطينا دروس اليوما، حتى تدخـّـل فى إطار "ردّ الجميل" فى مسائل اللي مخوّلة غير للدوي الإختصاص.

كاين نوع من فقر ثالث ألا و هو الفقر السياسي اللي مرتابط بالإقصاء الممنهج، التلفيق، التشهير أو عدم تحقيق الذات، كيف ما قولت الفوق، الأمور السياسة نخلــّـيوها جانبا، مجمل القول: المرا، الراجل الفقير، إيلا تبرّع بشي بركة يمكن ليه إحس أنه غني، أمـّـا البخيل ما عمـّـرو يعرف هاد الشعور النبيلة.