إشراقات مضيئة للتنوع الثقافي في الدستور الجديد
العربي قربالي
أجمع أفراد الجالية المغربية المقيمين بايطاليا خاصة، على أن الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الجمعة الماضية إلى الأمة بمناسبة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، يعد خارطة طريق جديدة، على درب العهد الجديد، ومواصلة بناء دولة الحق والمؤسسات الديمقراطية، وتكريس قيم وأسس الحكامة الجيدة، والمواطنة الكريمة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، والإصلاحات الناجحة والمتفردة التي تنتهجها وتبدعها بلادنا.
وقال رئيس المركز الثقافي والإسلامي بمونكليري بطورينو الايطالية، الاستاذ محمد اليندوزي في تصريح خاص أن الخطاب السامي، يشكل صورة حقيقية ومصقولة لحكمة وتبصر صاحب الجلالة، ورؤيته السديدة للمستقبل.
وكشف اليندوزي بالمناسبة، عن أن أفراد الجالية المغاربة، نظموا يوم الأحد الماضي بفخر واعتزاز، بمدينة طورينو، مسيرة عفوية ابتهاجا، وإشادة بالخطاب الملكي السامي، وترحيبا بمضامين مشروع الدستور الجديد، الذي سيفتح عهدا جديد على بلادنا العزيزة.
وأكد منسق المسيرة، أن هذه الأخيرة شاركت فيها فعاليات مغربية كثيرة، فضلا عن أفراد الجالية المغربية، حيث حملوا الرايات المغربية وصور صاحب الجلالة، وهتفوا بحياة صاحب الجلالة، وأجمعوا على التصويت بنعم على الدستور الجديد.
وأوضح أن الايطاليين أعربوا عن إعجابهم بمبادرة صاحب الجلالة، واعتبروها خطوة متميزة وجريئة، ونموذجية في العالم العربي، وثورة هادئة من اجل نماء وازدهار الوطن.
وأضاف أن خطاب صاحب الجلالة الذي احتفت به الصحافة الايطالية، في وسائل إعلامها المرئية والمكتوبة والمسموعة، والذي قوبل بتأييد ايطالي، ودولي كبير، ينم عن أن المملكة المغربية، قطعت أشواطا كثيرة على درب العصرنة والتحديث والتطور، وذلك من اجل دمقرطة المؤسسات، وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية، وتحقيق مزيد من التغييرات الدستورية والسياسية العميقة التي ستعود على بلادنا بالخير العميم.
وشدد على أن مشروع الدستور الجديد الذي سنصوت له بنعم، ولقي ترحيبا واسعا من لدن الجالية المغربية المقيمة بمدينة طورينو خاصة وبكل المدن الايطالية عامة
جاء بإيجابيات كثيرة، شملت مختلف القطاعات، والمؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضاء فضلا عن إحداث مؤسسات جديدة همت الشباب، والقطاع الثقافي وغيرها.
ولفت إلى أن المغرب من خلال التأكيد والالتزام على بناء الاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي، وتعميق أواصر الانتماء إلى الأمة العربية والإسلامية، وتوطيد وشائج الأخوة والتضامن مع شعوبها الشقيقة، وتقوية علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية، ولاسيما مع بلدان الساحل والصحراء، وتعزيز روابط التعاون والتقارب والشراكة مع بلدان الجوار الأورومتوسطي، وتوسيع وتنويع علاقات الصداقة، والمبادلات الإنسانية والاقتصادية، والعلمية والتقنية، والثقافية مع كل بلدان العالم، مع تقوية التعاون
جنوب جنوب، يشكل احد الاشراقات المضيئة والقوية والحقيقية لمغرب جديد، منفتح على العالم، بهدف تحقيق مزيد من التواصل والحوار.
كما شدد على قيمة دسترة اللغة الامازيغية باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، وصيانة الحسانية كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة، وحماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب، وتسهر على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية، والاهتمام بالشباب والعمل الجمعوي، وغيره.
كما أوضح أن التنصيص على إحداث مجلس وطني للغات والثقافة المغربية، من اجل حماية وتنمية اللغات العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية، تراثا أصيلا وإبداعا معاصرا، إشارة قوية لرد الاعتبار للغات والثقافة المغربية بكل مكوناتها، حتى تكون الثقافي قاطرة التنمية ببلادنا.
ونوه بشدة بمشروع الدستور الجديد، الذي اهتم كثيرا بالجالية المغربية بالخارج في الفصلين 17 و 18، وبخاصة فيما يتعلق بحقوق المواطنة كاملة، بما فيها حق التصويت والترشيح في الانتخابات، حيث يمكنهم من تقديم ترشيحاتهم للانتخابات على مستوى اللوائح والدوائر الانتخابية، المحلية والجهوية والوطنية. كما تعمل السلطات العمومية على ضمان أوسع مشاركة ممكنة للمغاربة المقيمين في الخارج، في المؤسسات الاستشارية، وهيئات الحكامة الجيدة، التي يحدثها الدستور أو القانون.
وأكد أن هذا الاهتمام يعطي لأفراد الجالية شحنة كبيرة، وطاقة كبيرة للمساهمة الفعالة والقوية، من أجل تقدم وطننا من الناحية السياسية، والاقتصادية والاستثمارية.
ولاحظ أن التنصيص على حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها، وضمان حرية الإبداع والنشر والعرض في مجالات الإبداع الأدبي والفني والبحث العلمي والتقني، وحرية الصحافة، فصل جديد من فصول الإصلاحات العميقة التي أتى بها هذا الدستور الجديد، الذي نعتبره ويعتبره أفراد الجالية عهدا جديدا على درب تقدم البلاد، وضمان مكانتها الراقية ضمن المحافل الدولية، كدولة حديثة، ديمقراطية وذات أصول عريقة في الحرية والعدل والمساواة، وترسيخ قيم التسامح الكوني، وتعزيز سبل التضامن والتعاون العالمي، وإشاعة ثقافة الحوار الحضاري.
ابن احمد
بارك الله فيك يا محمد