طبيب باحث يُبرز دور المرأة ومساهمتها في النهوض بالمنظومة الصحية بالمغرب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

أبرز الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، دور المرأة ومساهمتها في النهوض بالمنظومة الصحية في المغرب.

وفي هذا الصدد، قال حمضي إن "الطبيبات والممرضات والقابلات وغيرهن الكثير من العاملات في قطاع الصحة تبذلن جهودا كبيرة، في سبيل تقديم خدمة صحية ذات جودة، وتساهمن بتفان، كل واحدة من موقعها، في النهوض بالمنظومة الصحية الوطنية".

وزاد الطبيب الباحث أن "عمل المرأة بقطاع الصحة يعد خيارا مهنيا ليس بالهين، بالنظر إلى ما يفرضه الاشتغال في هذا الميدان الحيوي من تحديات وإكراهات ماتزال تحد من فعالية مساهمة مهنيات الصحة، بشكل يتلاءم مع حضورهن القوي على المستوى العددي".

كما أردف حمضي أن "حضور المرأة في قطاع الصحة هو حضور قوي عالميا، على اعتبار أن 70 في المائة من المهنيين الصحيين في العالم هن نساء، ولكن 25 في المائة فقط من مناصب المسؤولية تشغلها نساء، ما يعني أن النساء تقدمن الخدمات الصحية، والرجال يتولون القيادة ووضع المخططات، وهذه إشكالية يتعين معالجتها. وحتى على مستوى الأجور، فإن النساء يتقاضين أجورا تقل بنحو 24 في المائة عن الرجال".

وفي المغرب، يشرح المصدر نفسه، فإن "3 من كل 5 أطباء هن نساء. وبالنسبة للأطر التمريضية وغيرهم من تقنيي الصحة، فإن النساء تشغلن نسبة الثلثين، وتزداد هذه الهيمنة النسائية على مستوى الأطباء والأطر التمريضية سنة بعد أخرى".

"غير أن هذا الحضور الوازن لا يوازيه حضور على مستوى الهيئات التمثيلية"، يشرح الطبيب نفسه قبل أن يضيف: "نجد أن حضور النساء ضمن أعضاء الهيئة الوطنية للأطباء يمثل الثلث، وهذه النسبة تحققت فقط لأن القانون المنظم للهيئة يفرضه، أما قبله فقد كانت تمثيلية الطبيبات بالهيئة ضعيفة جدا. وهذا المثال يعكس في المجمل إشكالية ضعف تمثيلية النساء في مراكز القرار على الرغم من حضورهن القوي في قطاع الصحة".

حمضي لفت إلى أن "الأنظمة والسياسات الصحية ككل لا يمكن أن تكون ناجحة وناجعة إلا إذا كانت تعرف مساهمة جميع المتدخلين من النساء والرجال. ولأجل ذلك، من الضروري إشراك مهنيات قطاع الصحة في التخطيط والقيادة والتنزيل، خاصة وأنهن يشكلن ثلاثة أخماس الأطباء وثلثي هيئة التمريض".

"وتبرز أهمية هذا المعطى إذا علمنا أنه بالنظر للثقافة السائدة داخل المجتمع المغربي، فإن النساء، سواء كن مهنيات في قطاع الصحة أم لا، هن اللواتي يتولين مسؤولية الرعاية الصحية داخل الأسرة، وذلك بسبع مرات أكثر من الرجل (علما بأن المعدل العالمي هو 3 أضعاف)، وهو ما يعكس الدور بالغ الأهمية للمرأة، ويفرض ضرورة تواجد النساء بقوة داخل المنظومة الصحية لتحقيق التواصل السلس مع الساكنة"، يستطرد الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية.

ولم يفوت حمضي الفرصة دون أن يقول إن "هذا الحضور الوازن يصطدم، للأسف، بمجموعة من الإكراهات التي تحد من فعالية مساهمة المرأة العاملة في قطاع الصحة، وأهمها مسألة تمثُّل المرأة كمرأة، وليست كطبيبة أو ممرضة أو مهنية صحية بشكل عام، وهي ثقافة من الواجب تغييرها".

ومن بين الإكراهات أيضا، يخلص المصدر عينه، "هناك الرقابة الذاتية التي تمارسها المرأة على نفسها، والتي لا تمكنها من التحرر بشكل كامل في نطاق عملها، إلى جانب القيود التي تفرضها عليها الحياة الأسرية بسبب عدم تقاسم الأشغال في البيت بشكل عادل. فكما سبق وأشرت إليه، فالمرأة داخل الأسرة المغربية تهتم بشؤون صحة أسرتها سبع مرات أكثر من الرجل".


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة