في خطوة متأخرة... الجزائر تحاول اللحاق بقوافل المتدخلين بليبيا !!!

في خطوة متأخرة... الجزائر تحاول اللحاق بقوافل المتدخلين بليبيا !!!

أخبارنا المغربية

بقلم عماد بنحيون

في الوقت الذي يعرف فيه الشرق الأوسط تبادل المناوشات والتهديدات بين إيران والولايات المتحدة ودعوات أخرى بالتهدئة والجلوس إلى طاولة الحوار وعدم التصعيد العسكري بين الدولتين، تتهافت بعد القوى غير بعيد عن هنالك على التواجد بليبيا بدعوى محاربة الإرهاب  عند البعض وادعاء تخليص الشعب الليبي من الحرب ونتائجها عند البعض الآخر، تهافت مخيف يؤكد توجس بعض المتتبعين ووصفهم لما يحدث في ليبيا بأنه "صورة مصغرة من الكارثة الكبرى التي تشهدها سوريا، و أن هناك المزيد من فصول مسرحية ستكتشف خلال الأشهر القليلة المقبلة".

توجس آخر يكشفه محاولة الجزائر وهي الجارة التي تزيد حدودها مع ليبيا عن أكثر من ألف كيلومتر، الخروج من عزلة جمدت دورها ومكانتها الإقليمية والدولية لأزيد من عقدين من الزمن، باستثناء بيانات طائشة لخارجيتها نحو جارتها الغربية كلما تعلق الأمر بقرارات أو تدابير تجسد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وآخرها التعليق، غير المفهوم، لديبلوماسية النظام الجزائري في بيانها بمناسبة فتح دولة غامبيا الشقيقة لمصالحها الديبلوماسية بالداخلة المغربية.سبقه غياب دور الجزائر عن اتفاق الصخيرات الذي استضافته المملكة المغربية المعروفة دوليا بديبلوماسيتها الرصينة وبمساعيها الحميدة التي أسفرت على تشكيل حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والتي كان من شأنها تحقيق الاستقرار بدولة ليبيا الشقيقة لو تظافرت حولها الجهود الدبلوماسية الحاسمة؛

وهذا هو ما وصفه ذ. توفيق رباحي في القدس العربي اللندنية بأن "الدبلوماسية الجزائرية بدأت تفكر في اللحاق بقوافل المتدخلين في الصراع السياسي والعسكري في ليبيا. لكن الجزائر تأخرت كثيرا بحيث أصبح صعبا عليها استدراك المسافة الفاصلة بينها وبين اللاعبين الآخرين ... هذا التأخر الكبير ترك الجزائر اليوم بلا خيارات. كما ستكون له عواقب سياسية وأمنية واقتصادية صعبة على الجزائر."

مما يطرح  عدة تساؤلات حول ما نوع الصفقة، ومغزى توجه الجزائر، بعد عزلتها الطويلة، نحو  فتح أبوابها في وجه الوفود الدولية  المتدخلة بليبيا و زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، للجزائر للقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والتوجه لحضور مؤتمر برلين لبحث الأزمة الليبية الذي سيعقَد بحضور عشر دول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا مما جعل بعض المراقبين بوصف ماحدث، في وقتٍ  وجدت الجزائر نفسها أمام ربيع جاءها متأخرا، تحاول جاهدة  أمامه  إعادة بناء دولة مهدّدة من الداخل أكثر من الخارج، في وقتٍ كان نصف النظام يأكل فيه النصف الآخر، هل الجزائر اعتبرت نفسها أنها وضعت أمام الأمر الواقع؟ وهل هو محاولة من النظام لالهاء جحافل المحتجين والثوار داخل البلد عن مطالبهم بإعادة الانتخابات؟ وهل هو هروب إلى الأمام من طرف نظام هرم وتعب من حكم العسكر وأصبح يحمل أعباء مادية ومالية أكثر من طاقته، بعد نضوب المساعدات الإنسانية، فأصبح يعاني الويلات من صنيعته البوليزاريو بالجنوب؟ حيث أضحت مخيماتها قنبلة موقوتة تهدد أمن وسلامة   شعب الجزائر في حال تعدد بؤر التوتر، خاصة أن الجزائر أصبحت الآن منعزلة على نفسها مع استمرار غلق الحدود مع المملكة المغربية غربا والتخوف مما حدث  بعد تنفيذ  الضربة الجوية لإسقاط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في 2011، وما  سيحدث بحدودها  مع ليبيا شرقا  مما يجعل احتمال انفجار الوضع بالمخيمات المذكورة  التي أصبحت مستنقعا آسنا  يشكل كابوسا يجثم على نفوس المسؤولين بالنظام وعلى شعب الجزائر.  


عدد التعليقات (3 تعليق)

1

عبدالعالي

دور ولو هامشي

اتفاقية الصخيرات لم يكن للمملكة فيه اي دور ماعدا إستضافة هذا الحدث فقبل تواجد الوفد الليبي ودول الجوار في المغرب كانت هناك جولات ومنتديات نتجت عنه هذه الإتفاقية بإيعاز من فرنسا أرادت أن يكون المغرب دور ولو هامشي مثل إستضافة هذا الحدث حتى ولو تم تضخيمه من طرف الإعلام الفقير فكريا الا ان الحقيقة واضحة لكل من له دراية ولو طفيفة بالملف الليبي للأسف المغرب وضع كل بيضه في سلة فرنسا ومماليك الخليج وليس له اي قرار سيادي بل محكوم ومرهون دوره بالإعانات والصدقات وابتزاز فرنسا

2020/01/10 - 03:20
2

وهراني

سياسة تبون هذه ياعزيزي نحن اخر من يعلم ودائما في اخر اللحاق هههههه

2020/01/10 - 11:41
3

سيدي حنيني

من يلاحظ مجريات الاحداث يدرك بما لا يدع اي مجال للشك ان الجزائر ليست لا من المتدخلين و لا من الملتحقين ... الجزائر اعلنت موقفها مثل كل دول العالم و قالت بالحرف :" الجزائر ترفض أي تدخل عسكري في ليبيا " انتهى موقف الجزائر مشابه لموقف المغرب من التدخل الخارجي فقد قال الكلام نفسه فمن يلاحظ الانزال الديبلوماسي على الجزائر يدرك ببساطة وزن البلدين بالرغم انهما قالا الكلام نفسه فمنذ تجدد الازمة في ليبيا شهدنا انزال ليبي على الجزائر من السراج الى وزير الداخلية الى الخارجية لاستشارتها ..فهل هذا الانزال اليبي تدخل من الجزائر ام توسل ليبي لمشورة الجزائر ؟؟؟ فهل زيارة وزراء خارجية ايطاليا و تركيا و مصر الى الجزائر لاخذ مشورتها هو تدخل من قبلها او هؤلاء ارادوا تدخلها ؟؟ هل مكالمة و دعوة ميركل الجزائر لمؤتمر بخصوص ليبيا هو هو تدخل و التحاق ام هناك من من يدرك وزنها ؟؟ مصائب الجزائر هو ارتباط المسؤولين السابقين بسياسة فرنسا ..راهنوا مقدر انه في بلد يريد ان يجعلها محمية ...و الشعب الجزائر ادرك هذا و اختار تبون ليس لانه من عائلة مرموقة بل لمواقفه من فرنسا بالذات و من اعداء الجزائر الحقيقيين ..

2020/01/11 - 04:20
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات