تجارة الفـقـر: التـهريب
مراد علمي
الموضوع ماشي التهريب ديال الكبار، هاديك "ليـڭـا"، عصبة خرى، ولاكن ديال الصغار، كانموذج بحال هادوك المسحوقين، المحرومين أو المنسيين اللي كايمتاهنوا هاد الحرفة فى شمال المملكة، اللي كانقصد فى هاد الحالة: اللي كايهرّبوا السلعة على ظهرهم من صبانيا، من سبتة أو مليلية، عمليات التهريب موجودة فى الشرق، فى جنوب المملكة أو حتى فى أعالي البحار.
يمكن لينا نعتابروا التهريب أداة من أدوات التغلب على الفقر المدقع أو ستراتيجية التخلص منــّـو أو من بشاعتو، الجهة الحدودية، الساكنة اللي كاتعاني من الفقر كاتكون ديما مأهـّـلة ألهاد النشاط باش تلقى مناش تعيش، اللي كاينشط فى هاد القطاع من المواطنين أو المواطنات باغيين إكـســّـروا حاجز الإقصاء أو التهميش اللي كايشعروا بيه، على داك الشي كايفضلوا إخدموا فى هاد القطاع الغير المهيكل، بالنسبة ليهم هاد الطريقة مجدية أو كاتعطي نوع من الشرعية للوجودهم اللي مغييب فى السياسات العمومية، كما يمكن لينا نعتابروا هاد العمليات رمز من الرموز القوية قصد التغلب على هاد الغول اللي خانقهم أو ماسك مصيرهم بين مخالبو.
التهريب دليل على إكراه مزمن مردّو الحاجة، الفقر، الحرمان أو الشدة اللي ضروري يعرف يتعامل معاها كل واحد ذاق مرارة عدم الشغل أو الكآبة، أو يمكن لينا نعتابروا بكل صراحة أن الحدود ولا ّ الحدادة كيف كانسمّـيوْها فى بعض المناطق المغربية هي رب العمل الوحيد اللي كايضمن كسرة ديال الخبز، خبز بلا دْواز، الله إرحمك آ محمد شكري، الإدارة، يعني "المَـنادجمانت" ديال هاد المشغـِـل اللي ما عمـّـرو كاينعس ولا ّ كايعـيى: هوما البوليس الصبنيولي أو القوات المساعدة، الدرك أو البوليس على الضفة المغربية، الحدادة هي مولاة الريّ، هي اللي محتاكرة سوق الشغل، أو هي بوحدها اللي كاتضمن الخدمة أو لقمة العيش للألوف ديال الأسر المغربية فى الشمال.
لازم نتساءلوا: واش التهريب حلّ ولا ّ مشكلة؟ واش حل قصد النجاة من فخ الفقر ولا ّ حفرة مظلامة طاحوا فيها المحرومين أو المسحوقين؟ أكيد أن الأغلبية اللي عايشة من تهريب السلع غادي تقول ليك: شنو بغيتي نعمل؟ نموت بالجوع، بغيتي إلوحنى مول الدار فى الزنقة؟ ضبـّـر لييا على الخدمة، من غـداّ نحبس! اللي خصنا نعرفوا أن تهريب السلعة، تهزّ 60 كيلو حتى 80 كيلو على ظهرك ماشي خدمة ساهلة، هادي خدمة الأبطال، الشخوشة، بحال مّـي زوبيدة، مّي مليكة أو مّي مريم، هادوا هوما الرجـّالة ديال بالصح، كاين اللي فى كرشها التــّـربية فى شهرها الثامن، وخـّـا هاكدا، كاتنوض أو تهز الرزمة اللي كاتبكــّـي غير إيلا شتـّـيها، واكلة ليها ظهرها، متنية على جوج، كاين حتى اللي ما كايشوفوش أو هازّين حتى هوما رزمات كبر منهم، ما عندهم لا "جي بي أس"، لا هم يحزنون، حتى شي واحد اللي إعاونهم ما كاينش، لأن الدّراري فى المدرسة، عندهم غير قصبة عادية هي اللي كاتدلـّـهم على الطريق، فى الدول المتقدمة مثبـتـين للضريرة قطعات من المعدن فى الأرض اللي كاتسمح للكول شخص ما كايشوفش يتبع هاد الخطوطة بلا ما يستطدم بشي حـدّ ولا ّ بسيارة.
تهريب السلعة فى شمال المملكة ديال مّـاليه، الخدومين، الصبورين، ماشي ديال الفنيانين، ديال غير اللي حال ّ يدّيه: شحال غادي تعطيني؟ الصين يمكن ما نتــّـافقوش مع اللي مسيـيـّـرينها فى شحال من حاجة، ولاكن نقدوا كثر من 800 مليون شينوي أو "شي نوية" من الفقر المدقع، فى 1980 كان المغرب حسن من الصين 5 ديال المرات، اليوما الصين من الدول العالمية الثرية، أمـّـا المغرب باقية المعركة حامية الوطيس بينو أو بين جيوش من الفقراء أو المحتاجين، علاش ما نوظفوش هاد المهارات، هاد الطاقة أو يبنيوْا ليهم الأثرياء المغاربة مصانع، غير إيلا تبرّعوا ب %2 من ثرواتهم والله حتى إردّوا الشمال جنة فوق الأرض، ولا ّ ما كاين غير حشي فى الكرش حتى أتــّـخـنق؟ يمكن للحكومة توفــّـر للهاد الشركات تحفيزات جبائية، ولا ّ كاع إكونوا معفيين من الضرائب للواحد المدة معينة، عشر سنين عل ّ الأقل، والله حتى إتجففوا منابع مصدر الدخل ديال سبتة أو مليلية اللي فى شراينهم كايضوروا غير فلوس التهريب، هاكدا غادي إرجعوا للمغرب غير بالفن، بلا توترات سياسية ولا ّ مغامرات حربية، واش قادّين على صبانيا بعدا؟ نكونوا واقعيين، لبس قـدّ ك إواتيك، ما نغامروا ولا بروح جندي مغربي واحد.
ولو ستعمال الحدود فى أنشطة غير مشروعة كايعاقب عليها القانون، كايبقى تهريب السلعة من الناحية الأخلاقية فرصة للنجاة من الفقر المدقع، هادا كايدلــّـش على تشجيع التهريب اللي أصلا ً سرّ مكشوف، ولاكن كايسلــّـط الضو على هاد الظاهرة المزمنة أو الحاطة من كرامة المغربيات بالأخص اللي كايضربوهم البوليسييا الصبنيوليين بحال البهايم باش إرجعوا للــّـور، لا إهجموا عليهم من أجل دريهمات، من أجل الحق فى الحياة، شكون اللي غادي إعوّض ضرر هاد المغربيات أو المغاربة اللي كايطيحوا، يتهرّسوا أو إتـشق ليهم الراس؟ ما عمّرني سمعت شي مناظرة، مناقشة فى البرلمان من هاد القبيل، حتى المنتخبين ديال هاد الجهات، ضاربينـها بسكتة، غير إمـّـا خايفين على متيازاتهم، الشيفور، الجاه أو المال، ولا ّ هاد الشي كبر منهم بكثير، "ليــڭــا"، عصبة خرى.
يمكن لينا نعتابروا التهريب ضرب من ضروب العبودية الحديثة، لأن هاد الفيئة اللي كاتستغل بأبشع الطرق كاتكرّس الطبقية فى المجتمع: ثري، مستور، مزلوط، أو اليوما على ما كانلاحظوا فى عوط ما يتقاربوا طبقات المجتمع المغربي كايتباعدوا على بعضياتهم، أو إيلا بغينا نتعرفوا على أبشع أنواع العبودية غادي نلقاوها فى الديار المقدسة، فى المملكة السعودية، "وا حسرتاه!" فاين خدّامات فى الديور كايتضربوا، يتعدّبوا، إتــّـغتاصبوا.
لا الدول الإسلامية، لا الغرب عندهم مشكل مع العبودية، أو إيلا بغيتي شي مشهد، شي بث مباشر، مقطع من الإستغلال الخبيث، المقرف سير شوف خـّـوتك، خواتاتك كاياكلوا العصى على يد الصبنيول فى سبتة أو مليلية، البرلمان، السياسات العمومية فينا هوما؟ "كونجي"! التهريب ما كايعرف يلا ّه جوج ديال الطبقات: السيد أو العبد، المستغـِـل أو المستغـَـل، أو الرأسمالية المتوحشة هي اللي فتحات شهية الإستعمار الأوروبي اللي باقي حاضر ليومينا هادا فى سبتة أو مليلية فى شكل التصرفات المشينة ديال البوليسييا الصبنيوليين تجاه مواطنات أو مواطنين مغاربة.
إيلا بغينا نقضيوْا على هاد الظاهرة، ولا ّ عل ّ الأقل نقللوا من الفقر، ضروري على العائلات المغربية الثرية تقوم بالواجب، لأن بكل بساطة ما جناوْا هاد الكم الهائل من الثروات غير من جيوب المغاربة أو عرقهم، يعتارفوا بالجميل، إردّوا شي ما تيسّـر، إيلا بغاوْا إضمنوا بلاصتهم فى الجنة قبل ما إفوت الفوت، أمـّـا بني الجوامع هاد الشي بسيط بالنسبة للمغاربة، ما كاينش اللي ما غاديش إساهم حسب إمكانياتو، بحال جامع الحسن الثاني فى الدارالبيضا، إيلا حلمتي بوحدك، أكيد غادي يبقى حلم، أمـّـا إيلا شاركتيه مع الناس يمكن ليه يرجع حقيقة.