انجاح عملية التلقيح واجب وطني ومسؤولية الجميع
محمد بنوي
مدخل:
تعرف بلادنا في هذه المرحلة حملة وطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا. وقبل الوصول الى هذه المحطة التاريخية كانت هناك استعدادات وتحضيرات من طرف جميع مؤسسات الدولة المعنية وعلى جميع المستويات، بإشراف وتوجيه وتتبع من ملك البلاد حفظه الله، لاتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لتوفير كل الشروط الضرورية لإنجاح هذه المواجهة -التي يتمنى الجميع أن تكون هي الأخيرة -في هذه المعركة التي فرضها هذا الوباء الغاشم الذي عمل بكل ما اوتي من قوة اختراقية للأجسام البشرية.
فما الذي يتعين فعله لربح المعركة ضد هذا الفيروس الفتاك؟ ماهي "الاسلحة " والادوات التي ينبغي التسلح بها لحسم هذه المواجهة لصالح البلاد والعباد؟
الاقتداء بملكنا والثقة في مؤسساتنا:
ان أول شرط لنجاح الحملة الوطنية للتلقيح التي تعرفها حاليا جميع مناطق المغرب، هو ان تتسلح كل مواطنة وكل مواطن بعنصر الثقة في مؤسسات الدولة من المؤسسة الملكية الى اخر مؤسسة ادارية معنية بعملية التطعيم في اقصى بقعة وأبعد نقطة من هذا الوطن الغالي. لقد اعطى جلالة الملك اروع مثال في الانخراط في هذه العملية الوطنية فقد ابى جلالته الا ان يكون أول مغربي يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح وهذا ما ادى الى وضع حد لكل ما كان يروج ويشاع من افكار مغلوطة وتفسيرات مضللة حول مدى نجاعة وفعالية هذا اللقاح. ان هذه الخطوة الملكية اعطت الاطمئنان للمغاربة قاطبة للانخراط في هذا العمل وهذا ليس بقريب لان القائد هو الذي يبادر ويضع نفسه في مقدمة المعركة ليكون قدوة للجميع مما يبعث غلى الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الذي يسكننا ونسكن فيه.
التحرر من الاوهام والتخلي عن خطاب التيئيس وثقافة التبخيس:
من خلال ما يروج في مختلف فضاءات الحياة الاجتماعية وفي العديد من المواقع التي أفضل تسميتها بمواقع " الهدم الاجتماعي " لان مواقع التواصل الاجتماعي الحقيقية هي التي تنشر الاخبار الصحيحة المبنية على وقائع ثابتة بالدليل والحجة. ان ما يقال ويشاع من خلال كل هذا وذاك يخلق الكثير من الاوهام والظنون والاضاليل لدى عامة الناس ويؤدي الى التشكيك في كل شيء ويساعد على نشر اليأس والتيئيس والنفور من الانخراط الجماعي الايجابي وتبخيس هذا العمل النبيل الذي سيحقق مناعة جماعية لجميع المواطنات والمواطنين. ان عملية التلقيح يجب اعتبارها واجبا وطنيا ومسؤولية الجميع لان القضاء على هذا الفيروس لن يتحقق الا بالتعبئة الوطنية المشتركة والجماعية.
القيام بالواجب والتحلي بالنزاهة:
لا شك ان السير بهذه الحملة الوطنية حتى النهاية المرسومة لها ،المتمثلة في تطعيم غالبية الساكنة كما حددتها الجهات المختصة والمسؤولة وتحقيق المناعة الجماعية للشعب المغربي ضد هذا الوباء والعودة الى الحياة الطبيعية وتعبئة جميع القوى لبناء مغرب متقدم وقوي في جميع المجالات وعلى كافة الاصعدة ،كل ذلك يقتضي من الجميع سواء من يتحمل مسؤولية تدبير هذه العملية او من المواطنات والمواطنين ،التحلي بروح المسؤولية والقيام بما يفرضه الواجب والتحلي بالسلوك النزيه والعمل في اطار القوانين المنظمة والابتعاد عن كل ما يمكن ان يمس مصداقية وسلامة هذا العمل الوطني والانساني النبيل وان يضع الجميع صحة الافراد والجماعات ومصلحة الوطن الدائمة فوق المصالح الشخصية والفئوية والضيقة الزائلة
خلاصة:
لا شك ان هذه الجائحة العالمية، رغم ما تسببت فيه من ازمات اقتصادية واجتماعية وانسانية ونفسية فإنها خلفت الكثير من الدروس والعبر والتي ينبغي الاستفادة منها وفي مقدمتها اعادة بناء الانسان القادر والمستعد غلى خدمة وطنه وبلده بكل وعي ومسؤولية.