أنا والقدر

أنا والقدر

أمال أغزافي

تختبرنا الحياة و تضعنا في خانة صعبة علينا ،فتجدنا محاصرين بين مطباتها، ولا نعرف على إننا حتى ولو وجهناها لا يمكن أن نواجه القدر.

هذا ما يجعلني أشعر على أنني وصلت إلى مرحلة أشعر بالركود في كل شيء من حياتي هذا الركود جعلني أشعر باليأس والإحباط، لا شيء يتحقق ولا شيء يسير على حاله كما أريد، حياتي بطيئة جدا لدرجة أقف عاجزة أمام القدر لفعل أي شيء.

ففي بعض الاحيان يراودني الدعر من هذا الركود والعجز، كنت أتمنى لو أملك عصًا سحريًا لأغير كل هذا الركود، نعم ركود في العمل في الدراسة في الحياة بِرُمَّتها؛ لم أكن أتصور يومًا في حياتي أن أعاني ما أعانيه اليوم، أعاني أحاسيس لا يعلمها غيري، توقعاتي الجميلة والرائعة لا أراها على أرض الواقع أتيه بين أحلامي وواقعي، أريد أن أغير واقعي لكنني مكبلة الأيدي ما أستطيع المشي قدما للأمام، أصارع الزمن والأيام والسنوات، لكن ليس هناك ما يتحرك جمود قاتل مخيفٌ أمات ذلك الشغف والحب والحياة في داخلي، محتاجة لتلك الجرأة لوضع نِقَاط من أجل نهاية معاناتي من أجل بداية جديدة من أجل راحتي، لكن لا يبقى شيء على حاله فنحن نكبر وتكبر في داخلنا هواجس وأحزان والآلام، لا يمكن لنا أن نمسحها بممحاةٍ وانتهى الأمر، إنها نبتة زرعت في داخلنا وسقيناها بالحب والشغف والحياة والأمل ، لكنها سرعان ما تحولت إلى إحباط ويأس وأحزان والآلام تكابد وتصارع الحياة من اجل الاستمرار في الحياة ، أحاول وأقاوم دون جدوى.

ماذا سأفعل؟ ماذا سأفعل ؟

سؤال دائمًا أوجهه لنفسي، إلى من سألجأ إلى من سأطرق عليه الباب ويفتح لي ويستقبلني بابتسامة صادقة لا أحد، هذه هي الحقيقة لا ملجأ لنا سوى الله ، فهو ملجائي الوحيد ،لأن حياتي عبارة عن سلسلة من لطف الله وليس من لطف البشر ، لطفه الذي يكون دائمًا معي فهو يحاورني ولكن ما أفهم المعاني أو الرسالة، أدعوه كل يوم وعيناي ممتلئتين بالدموع وقلبي يتحصر على نفسي، ادعوه حبًا يهوّن عليّ عبور الطّريق، وأنه اقرب إلي من نفسي، وأتحسس ذلك في قوله تعالى :" ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" كَمّيَّة الآمان في هذه الآية كفيلة ٌ بأن تغنيك عن كل شيء ، ربنا هو الأقرب و الأحن علينا، لكنها سرعان ما تحولت إلى إحباط ويأس وأحزان والآلام تكابد وتصارع الحياة من اجل الاستمرار في الحياة ، أحاول وأقاوم دون جدوى.

لكن بالرغْم الصراعات مع نفسي إلا أنني أجد نفسي منغمسة في روح الله الذي ينفرج بها كل ضيق أعانيه ضيق لا أعرف لماذا وما هو السبب ورائه، فرغم ذلك هناك في داخلي منبع من نور يمنحه لي الله يجعلني متمسكة بتلك الفجوة التي خرج منها ذلك النور ليرسل إشعاعًا ينير قلبي ويخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام ،والحمد لله وفي كل مرة كل الأمور تكون على ما يرام ،مع أنني لا ألمس ذلك التغيير الذي أتمناه ولا أجد هناك أي تطور ملحوظ في حياتي ، كقدوم الشتاء البارد المظلم الذي يكسو كل شيء بالجليد ويجعل الحياة تتوقف لا حركة فيها، مليئة بالسكون هذا السكون يخيفني يرعبني يجعلني جثة هامدة أمام الحياة، لكن الحياة لم تتكرم علي لأعيش جثة جامدة بين أضلاع الموت، من جرّاءِ يأسي وألمي وأقف عاجزة أمام ذلك الجمود والركود وإحساسي بالفشل لأن عجزي يزداد يومًا بعد يوم اهرب منه بكل ما أتيت من قوة وأنا صامدة أصارع هذا الجمود داخليًا وخارجيًا لأنني لا أريد الاستسلام ، لان جمال الحياة يكمن في تحدياتها، ومواجهة الواقع وعدم التهرب من القدر.

فلابد أن ينبض هذا القلب بالحياة ويحسب عليه العيش بين إضاءات الحياة والإيمان الكبير ينير لي الطريق وأشق به ظلمات اليأس ، فمهما كان هذا الجمود والركود إلا أن يأتي عليه عاصفة هو جاء تكتسح كل ذلك الجمود الذي في حياتي لتترك المجال لتدفق المطر الذي سيمطر شرايين قلبي بكل أمطار الرحمة والحب والإيمان ، على أن هناك فجوة جميلة تنير دربي وعقلي بشعاع من نور الله وقوته وذلك من أجل أن نعيش هذه الحياة بطاعة أجمل وبدعاء أحلى .

 

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

محمد

الطويلاع تطوان

مشاء الله اسادة امال مزيد منا التألق مسيرة موفقة

2024/04/22 - 03:05
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة