سناء لعديدي
كنت كعادتي المسائية أتصفح الجديد على الفايسبوك وإذا بي أصادف مقالاً للكاتبة المتميزة فاطمة الأفريقي التي احترمها على المستوى الشخصي والمهني لما تتميز به من مصداقية و لأفكارها الهادفة والبناءة ،نشر لها في الجريدة الإلكترونية أخبركم .في الو هنة الأولى اتارانتباهي عنوان المقال:"الحق في طلب يد رجل" ولغرابة الموضوع الذي يناقشه انتابني الفضول لمعرفة الأفكار الجديدة التي يحملها .فلم استطع منع نفسي من الرد على ماجاء به المقال عند قراءتي للموضوع لاحتوائه كما هائلا من الالفاظ و العبارات السلبية تصنف المرأة ككائن بائس يحتاج الى التوثيق في المجتمع بواسطة عقد الزواج الذي تطالبين المرأة بطلبه من الرجل بكلمات مثل : ‘لو كان للمرأة الحق في اختيار رفيق العمر كما شاءت، ومتى شاءت، أو العيش وحيدة إن شاءت، هل سيبقى في القاموس لفظ «عانس»؟ » « : الرجل حر في إنهاء وحدته متى شاء وطرق باب المرأة التي يشاء وطلب يدها للدخول معا إلى القفص الذهبي؛ والمرأة مهما ترقت في سلم العلم والعمل والاستقلالية المادية، ومهما تحررت في علاقاتها العاطفية، لا تملك في قضية الزواج إلا الانتظار داخل القفص المحكم الإغلاق بأقفال الأعراف إلى أن يبادر الرجل (…). الرجل يقرر في وضعه الاجتماعي بإرادته الخالصة، وله حق الاختيار بناء على ذوقه أو مصلحته أو شهوته أو أوامر قلبه، والمرأة لا غواية لها ولا جنون ولا شروط قبلية، هي رهينة القسمة والنصيب، تتوسل إلى الأقدار صدفة عاطفية توافق تمثلها لفارس الأحلام» « وكأن النساء دمى صامتة بلا روح ولا رأي ولا أولويات أخرى في الحياة، وكأنهن بضائع مصفوفة خلف واجهة من زجاج بتاريخ صلاحية محدود، ينتظرن من يقتنيهن من ولي أمرهن.. يُسمح بتجريبهن قبل ضرب الأسود في الأبيض في علاقة عابرة «….
هل أصبحت مشكلة المرأة اليوم في الزواج هي عدم جرأتها على طلب يد الرجل؟؟؟؟ مشكلة العزوف عن الزواج لدى الشباب بصفة عامة لاتكمن في من يطلب يد من ! نحن أمام ظاهرة تتعدى السطحية التي جاء بها المقال مع كل احترامي وتقديري للاستادة الجليلة؛ أتساءل عن أي إمرأة يتحدث المقال ؟التي ليس لها غواية أو جنون؟أو شروط قبلية ؟وعن أي حقبة زمنية يمكن إدراج هدا الكلام ؟ ربما تتحدثين عن فئة معينة من النساء اللواتي يقبلن بأي رجل يحمل صفة ذكر في بطاقة التعريف الوطنية ! وإن كان الأمر كدلك سيدتي الفاضلة فلا يصح أبداً التعميم وجعل من فئة انهزامية الناطق الرسمي بإسم كل النساء في المغرب .فالعديد من النساء المغربيات لن يجدن أنفسهن في هدا الوصف المزري المحطم لكل ما وصلت إليه المرأة المغربية من علم ومعرفة ومكانة إجتماعية جعلتها تفرض نفسها وبشدة على الرجل . دعيني احدتكي عن المرأة التي أتكلم عنها والتي ربما لم تخطر ببالك عند كتابتك لهدا المقال ! دعيني أعزف لك لحن بنات جيلي :
المرأة اليوم تعلمت ودرست ووصلت إلى أعلى المستويات الجامعية لتصيغ لنفسها شخصية قوية لا تسمح لها بقبول أي عبت إجتماعي يلخصها في كائن له مدة صلاحية لإستهلاك ذكوري أو أسري ، لدلك فكلمة "عانس" لا تمثل بالنسبة لها إلا قمامة أفكار ولا أضن أنه من "النظافة" أن نكترث بالقمامات !!! و- إن كنا نجد في مجتمعنا نماذج نسائية تتخذ من هده القمامة منهجا لحياتها رغم ما وصلت إليه من علم فهذا يعني انها لم تستفد من هدا التعليم وكانت متلقية سلبية لكل منطق سليم يصر مجتمعنا رفضه فلماذا ينتظر هذا النوع من النساء ان يتغير الفكر الذكوري المتجدر والمتوارث وهن لا يرفضن قوانينه؟ هل ينتظرن عصا سحرية تحول هدا الفكر إلى ما يطمحن له؟ المرأة اليوم التي استفادت من حصيلة سنين دراستها لها القدرة على رسم شخصية متوازنة وعاقلة. الزواج بالنسبة لها فعلاً قرار وليس وسيلة إنتماء تضمن به وجودها " بوجها حمر" أمام الناس.
المقال في ظاهره يتحدث عن مشكل غير قائم في الأصل ، إدا ارادت المرأة أن تتقرب من الرجل وأن تطلب يده من سيمنعها من دالك غير كبريائها وعدم تقبلها الرفض من الرجل كما يتقبله هو في الحالات العادية المتعارف بها والمتداولة بكثرة في مجتمعنا حينما يبادر بالطلب . أما إدا كنا نتحدث عن نضرة المجتمع للمرأة التي تقوم بالمبادرة فهذا يحتمل أمرين ، في حالة تمت الموافقة فسترى أفواه الناس تتغزل في (إقفوزيت) الفتاة سنسمع عبارات تنويه من نوع : "ولهيلة بنت قادة مشات حتى جبتو " لن يلومها أحد في حال تم القبول ، المشكل سيكون قائماً ربما في حالة الرفض حينها سنسمع عبارات الإستهزاء : " طيحات ذل على راسها كون بقات بعزها مدرش ليه شان ، رجل المغربي عمرو يعطيها قيمة...... " في الحالتين حق المرأة في الطلب محفوظ لكن تحمل التبعيات رهين بنضج المرأة وبمستوى الفكري للرجل ؛لا أوافق الاستادة في استعمالها لغة الضحية في هذه المسألة وربطها مسألة تأخر زواج المرأة بحقها " المهضوم في طلب يد الرجل !
المرأة لها حق القبول أو الرفض اذن هي ليست دمية صامتة كما تقولين سيدتي الكريمة بل هي في الأصل صانعة القرار.والخيار يكون بيدها حيت أن الرجل يقوم بعرض الطلب ويضل في الحالات العادية منتضراً أن ينال طلبه القبول و الرضا من طرف المرأة التي ظهرت في مقالك و كالعادة في دور الضحية! ، في ظاهر الأمر قد يخيل للبعض أن ألإختيار يكون للرجل لكن في مضمونه يظهر جلياً أنا العلاقة تفاعلية فبرفضها لطلب الرجل هو برهان لحقها في اختيار الشخص المناسب وفقاً لدوقها لشخصيتها لمستواها الاجتماعي و الثقافي ..... أما بخصوص نظرة المجتمع للمرأة كأنها بضاعة لها مدة صلاحية محدودة فهدا رهبن بنظرة المرأة لنفسها في الأصل! إن اقتنعت المرأة بكيانها كإنسان خلقه الله لكي يتواجد في الحياة لهدف العيش لتحقيق طموحها لتكون كائن دو نفع في مجتمعها وليس فقط لتنال لقب زوجة ! المرأة في مجتمعنا مقتنعة وتصمم على اقتناعها أنها انسان ناقص ما إن لم تحضى بهذا اللقب ، ! و هذا ليس غريباً لأنها منتوج إجتماعي من صنع التخلف و الموروث الثقافي لمجتمع لن يتغير ما إن لم يفرض عليه التغيير . تتحدثين عن مجتمع ذكوري متسلط فمادا فعلت المرأة غير أنها ساهمت في ترسيخ هذا الطبع الذكوري بإتقانها لدور الضحية وبامتياز !!!! تتكلمين عن معاينة المرأة كالبضاعة ؟ من سمح لهده الصورة في أن تستمر في مجتمعنا إن لم تكن المرأة في حد ذاتها بقبولها لمشروع المعاينة والتمحيص قبل الكحل في لبيض !!! فلمادا نتكلم عن سلوك مهين تقوم به المرأة بنفسها ضد نفسها لنرمي بعد ذالك اللوم على الفكر الذكوري ! ألم تتعب المرأة بعد من لعب دور الضحية وهي الجانية في نفس الوقت على نفسها !!!!!
بعيداً عن بريطانيا التي استشهدت بها في مقالك ،فبلدنا أيضاً يشهد حالات تتقدم فيها المرأة للخطبة أغلبها بطريقة غير مباشرة أو عن طريق واسطة لتحفظ كبرياء المرأة ! لا أحد سيمنع المرأة من فعل ذالك إن إستطاع كبريائها تحمل رفض الرجل لها لأي سبب من الأسباب !
اليوم في مجتمعنا أغلب الزيجات تتم عبر الواسطة فحتى الرجل في حالات عديدة تفرض عليه زوجة من قبل أمه تحت بند' أسخط او رضا 'فهو أيضاً تمارس عليه نوع من السلطوية الانثوية المتجسدة في شخصية الأم مثلا ليكون زواجه ليس من اختياره بل من اختيار' إمرأة'!
ارى ان الاستمرار في الكتابات "البكائية" التي تحسن العديد من الأقلام صياغتها لايخدم إلا ترسيخ الفكر الذكوري الذي لا توافقين عليه. نساء المغرب اليوم يحتجن لغة التحفيز ليعرفن قيمة انفسهن بدل غسل ادمغتهن بدور الضحية !
استاذة جامعية
[email protected]
مهما تعلمنا فان الطبيعة تحتم علينا انتظار رجل وانا مع طرح فاطمة.اما ان نتبجح بالعلم والمعرفة والحرية والاختيار فهذا كلام فارغ يا اختاه اننا ننتظر بلهف من يدق ابوابنا