أخبارنا المغربية : و.م.ع
يشكل شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة للمسلمين للإقبال على الله عز وجل والتقرب إليه بمختلف العبادات رغبة في نيل أجر هذا الشهر الكريم. ورغم أن الغاية الأولى من صيام شهر رمضان روحية بامتياز إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن الفوائد الصحية للصوم لا يمكن حصرها، غير أنها تتأثر بالعادات السيئة التي يدأب عليها بعض الصائمين، وخاصة تلك المتعلقة بالنوم والأكل.
فقد أصبح شهر رمضان مرتبطا بشكل وثيق، بالنسبة للبعض، بالسهر والإفراط في الأكل وكثرة النوم خلال النهار وما يصاحبه من خمول وقلة في المردودية، وهي مظاهر بعيدة كل البعد عن مقاصد هذا الشهر الكريم.
وفي هذا الصدد، يؤكد البروفيسور محمد البياز، أخصائي طب النوم بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن الصيام، وعكس ما يشاع عنه، يساعد على الرفع من مستوى اليقظة لدى الإنسان، وتحسين مزاجه وإحساسه بالحيوية، وهي عوامل تساهم في الرفع من مردوديته في العمل، مشيرا إلى أن اضطرابات النوم التي يعاني منها العديد من الأشخاص خلال رمضان ترجع بالأساس لبعض العادات السيئة التي تتسبب في تغيير نمط الحياة خلال هذا الشهر.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السبب الرئيسي لاضطرابات النوم خلال رمضان هو التغيير المفاجئ في الساعة البيولوجية المنظمة للنوم وللعمليات الهرمونية للجسم، مما يتسبب في الإحساس بالتعب والخمول والإفراط في النوم خلال النهار.
وبحسب البروفيسور البياز، فإن تغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل خلال رمضان ينجم عنه زيادة عمليات إنتاج الطاقة خلال الليل مما يؤدي لرفع درجة حرارة الجسم، والتي تنخفض في العادة خلافا لذلك بنحو نصف درجة مئوية قبل النوم، موضحا أنه نتيجة لهذه الزيادة، يرتفع نشاط الجسم وتقل الرغبة في النوم خلال الليل، ويتبع ذلك خلال الصيام انخفاض متأخر لدرجة حرارة الجسم، يصاحبها شعور بالتعب والنعاس يربطه الكثيرون بتأثير الصيام.
وأشار الأخصائي إلى أن قلة النوم تؤدي إلى ضعف التركيز والانفعال السريع وضعف المردودية الفكرية والجسدية، لذلك يجب على الصائم ألا يطيل السهر حتى الفجر بحجة انتظار السحور وتجنب الإفراط في النوم نهارا بحجة التعب الناتج عن الصوم أو ربط ذلك بالجوع والعطش.
وأوضح الدكتور البياز أن إفراز هرمون الميلاتونين الضروري لتنظيم دورة النوم يتأثر سلبا بالإفراط في الأكل والتعرض المكثف للضوء الاصطناعي سواء عن طريق مشاهدة التلفاز لساعات طويلة أو الاستعمال المفرط للهواتف والحواسيب، مما يزيد من فرص الإصابة باضطرابات النوم.
ولتجنب هذه الاضطرابات، ينصح الأخصائي بالمحافظة على ساعات النوم الكافية خلال الليل، والخلود إلى النوم بعد صلاة التراويح بدل السهر حتى الفجر، مشددا على ضرورة تحديد ساعة قارة للذهاب إلى الفراش وتجنب كل أشكال المنبهات قبل وقت النوم. كما أوصى بالمحافظة على النشاط اليومي المعتاد والقيام بنشاط حركي خفيف مع الاستفادة من قيلولة قصيرة في الفترة الزوالية.
وخلص الأخصائي إلى التأكيد على أن النوم يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على توازن الجسم عضويا ونفسيا، لذا يتوجب تنظيمه كما وكيفا للحفاظ على منافعه.