كيف سرقت وسائل التواصل أوقاتنا وأعمارنا
أخبارنا
يشهد عالمنا ثورة علمية هائلة، وتطورا معلوماتيا رهيبا، وانفجارا تقنيا غير مسبوق، شمل جميع مناحي الحياة، وكان من بعض نتائجه ما يسمى ب"وسائل التواصل الاجتماعي" والتي اجتذبت أعدادا هائلة من البشر على مستوى العالم.
فماذا نعني بـ "وسائل التواصل الاجتماعي" أو السوشيال ميديا؟
هي التطبيقات والبرامج والمواقع الإلكترونية التي تتيح التواصل مع الآخرين، وتكوين علاقات معهم، كما تُتيح نشر وتبادل المعلومات، والصور، ومقاطع الفيديو، واليوميات من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة.
وأشهر هذه البرامج والتطبيقات: الـ (فيس بوك، ويوتيوب، وماسينجر، وواتس أب، وتويتر، وانستجرام، وتيك توك، ولنكد إن، وتليجرام، وبنترست).. وغيرها كثير.
نعمة أو نقمة
لا شك أن وسائل التواصل هذه نعمة من نعم الله سهلت التواصل بين الأفراد، وقاربت بين المتباعدين، ويسرت التجارات والمعاملات، وسبل تحصيل المعلومات، كما تجاوزت العقبات والحواجز والحدود الجغرافية،. وفتحت أبوابا من النفع والدعوة والخير لا يحصيها إلا الله... ومثل هذه النعم حقها أن تشكر ولا تكفر.. وشكرها يكون باستعمالها في الخير والنفع.
ولأنها جمعت بين طياتها الخير والشر، والطيب والخبيث، والصالح والطالح، والنافع والضار؛ فلابد من التحذير والتنبيه والاحتراز الشديد حال الاستخدام، حتى لا تنزلق الأقدام، ويأتي الشر من وراء الخير.. وحتى لا تتحول النعمة إلى نقمة والمنحة إلى محنة.
المحافظة على الوقت
لقد حوت وسائل التواصل من أسباب التشويق والتنوع والإثارة والمتعة والإبهار في العرض وسائل جذب للمتابع تجعله يجلس مشدوها أمامها الساعات الطوال بلا ملل.. فهي بحق حارقة الأوقات، وسارقة الأعمار... وإذا لم ينتبه الإنسان لنفسه أضاع فيها عمره أو أكثر عمره.
أمور تساعد على حفظ الوقت
ولذلك ينبغي لمستخدم هذه الوسائل أن يضع نصب عينه أمورا يحفظ بها وقته وعمره:
أولا: معرفة قيمة الوقت: فالوقت هو رأس مال العبد الذي يتاجر فيه مع الله، ويطلب به سعادة الدنيا والآخرة، وبقدر ما يفوت من هذا الوقت في غير طاعة وقربة بقدر ما يضيع على العبد من السعادة في الآخرة.
ثانيا: أنه مسؤول عن وقته
روى المنذري في الترغيب والترهيب بسند حسن صحيح عن أبي برزة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه).
وعن ابن عباس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)(صحيح الجامع رقم 1077).
وعن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال سبعا: هل تنتظرون إلا فقرا منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا، أو تنتظرون الدجال فشر غائب ينتظر، أو تنتظرون الساعة فالساعة أدهى وأمر)(رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب)
وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها).رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب .
ولابد لحماية الوقت من:
ـ تحديد الهدف المراد: فمن دخل بغير هدف ضاع عمره، وراح وقته، وسرقت ساعاته، دون نفع أو مصلحة دنيوية أو أخروية.
ـ تحديد وقت معين للتصفح وتحقيق المراد.
- محاولة حصر المصادر والوسائل التي تخدم تحقيق هدفه حتى لا يتشعب به البحث.
- وضع وسيلة للتذكير بالوقت بين الحين والآخر.
وليذكر دائما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)رواه البخاري.