بوكو حرام تتسبّب في حظر النقاب في 4 بلدان افريقية
بوكو حرام تتسبّب في حظر النقاب في 4 بلدان افريقية
أخبارنا المغربية ـ وكالات
4 بلدان افريقية أصابتها "لعنة" المجموعة النيجيرية "بوكو حرام"، فتحوّلت مناطق عديدة منها إلى مسارح لتفجيراتها الانتحارية وهجماتها الدموية.. مشاهد قاتمة دفعت بالسلطات في كل من الكونغو برازافيل وتشاد والكاميرون إضافة إلى غينيا كوناكري، إلى حظر النقاب، لدواع أمنية.
ومع أنّ قرارا مماثلا قد يعتبر حدّا من الحريات الشخصية في المجتمعات المسلمة، إلاّ أنّ الأخيرة برهنت على وعي تام بأهمية اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لردع الجماعة المسلحة والحدّ من استغلالها للنقاب بغرض التخفّي والتسلّل لتنفيذ هجماتهم الدموية. الحاج جبريل هبدولاي، رئيس المجلس الاسلامي الأعلى في الكونغو، والذي يعتبر أول من حظر ارتداء النقاب، في إطار حربه على بوكو حرام، قال للاناضول: "قبلنا بهذا الاجراء لأننا نريد أيضا سلامة وأمن بلدنا ومواطنينا، لكن لو وقع منع المسلمين من الصلاة في المساجد، ومن بناء بيوت الله، أو من تعليم الشباب أصول دينهم، لما كنا رددنا الفعل بالطريقة نفسها".
ورغم أن جمهورية الكونغو لاتزال حتى الآن بمنأى عن هجمات المجموعة المسلحة، بما أن الأخيرة تركز عملياتها في حوض بحيرة تشاد، وخصوصا بمنطقة أقصى الشمال الكاميروني، إلاّ أنها كانت أوّل من أعلن، أواخر أبريل نيسان الماضي، حظر ارتداء النقاب. ففي هذا البلد ذو الأغلبية المسيحية (80 % من السكان)، إلا أنّ الأقلية المسلمة تحظى بتمثيلية معتبرة، ولذلك، فقد تركت الحكومة الكونغولية أمر تبرير وتفسير اتخاذ اجراء مماثل للمجلس الاسلامي الاعلى.
ومن جانبها، منعت تشاد، منتصف يونيو/ حزيران الماضي، وتحديدا بعد يومين من استهداف عاصمتها بهجوم انتحاري مزدوج، ارتداء النقاب، مرجعة قرارها إلى "دواعي أمنية". القرار أعلنه رئيس الوزراء التشادي، كالزوبي فهيمي، أمام عدد من الزعماء الدينيين، وقع استدعاؤهم إلى مقر الحكومة في العاصمة نجامينا، قائلا إنه "يتعيّن على جميع التشاديين والأجانب المقيمين في البلاد إلى السير بوجوه مكشوفة".
أما في الكاميرون، فقد أعلن ميدجياوا باكاري، حاكم منطقة أقصى الشمال المحاذية لنيجيريا معقل الجماعة المسلحة، منتصف يوليو تموز الجاري، حظر النقاب، إثر سلسلة من التفجيرات الانتحارية، خلفت عشرات من القتلى، بحسب أرقام رسمية. والثلاثاء الماضي، حظر "جوزيف باتي أسومو" حاكم منطقة الساحل الكاميروني (جنوب غرب)، ارتداء النقاب، في إطار الجهود المبذولة للتصدّي لانتهاكات جماعة "بوكو حرام" المسلّحة. وقال "أسومو"، خلال لقاء إقليمي انعقد في اليوم نفسه حول الأمن والنظام، إنّ حظر ارتداء النقاب من شأنه أن يحدّ من "تسلّل عناصر الجماعة المسلّحة"، إلى منطقة الساحل الكاميروني وعاصمتها، مدينة دوالا.
ويأتي القرار الأخير بعد أيام قليلة من التفجير الانتحاري الذي شهدته مدينة فوتوكول، الواقعة في منطقة أقصى الشمال الكاميروني، وأودى بحياة 13 شخص.
وفي غينيا، أعلن الرئيس ألفا كوندي، الأسبوع الماضي، أنه سيقع، قريبا، منع ارتداء النقاب في البلاد، من أجل التصدي بشكل أفضل للإرهاب، ليسجّل بذلك انضمامه إلى نظيريه الكاميروني والكونغولي، لاسيما وأن كوندي لفت إلى أن معظم الهجمات المسجّلة في البلدان الافريقية نفذها "أشخاص يتنكّرون في أزياء سوداء اللون"، قائلا إنّ "هؤلاء الأشخاص الذين يتنكّرون عبر ارتداء ملابس سوداء لتنفيذ عملياتهم، يدمّرون ممتلكات الآخرين باسم الإسلام، مع أنّ ما يقومون به لا علاقة له بالإسلام، ولهذا السبب سأمنع ارتداء النقاب".
وعلاوة على ذلك، أعلن كوندي إطلاق حوار وطني حول هذه المسألة، بغرض تشريك أكبر عدد من الغينيين، ومنحهم فرصة إبداء آرائهم ومواقفهم حيالها، مشيرا إلى أنّ "هذا الحوار يكتسي أهمية كبرى بما أنه سيحدّد إن كان بإمكاننا تجنّب ما حدث في كل من مالي ونيجيريا، وما ينبغي فعله، ولذلك لا يجب أن نخشى الحوار، لأنه وحده ما سيمكن البلاد من التقدّم".
وغير بعيد عن غينيا كوناكري، وتحديدا في الغابون، لم تبد الحكومة حسما في هذا الموضوع، حيث اكتفى وزير داخليتها، برتراند مابانغو، في بيان صدر منتصف يوليو/ تموز الجاري، بإخضاع أي شخص يحمل النقاب إلى "تفتيش شامل في جميع نقاط المراقبة الأمنية". إجراء بدا متماشيا مع عدد المسلمين الذي لا يتجاوز الـ 10 % من إجمالي السكان.
وفي النيجر أيضا، حظر حاكم منطقة ديفا الواقعة جنوب شرقي البلاد، ياكووبا سومانا غاو، النقاب، لكن بشكل مؤقت، للتصدي بشكل أفضل للإرهاب، وفقا لمصادر محلية للأناضول. وإثر اجتماع طارئ، أوضح الحاكم، متوجها إلى سكان منطقته، أن هذا الإجراء "وقتي"، إلى حين الانتهاء من العملية العسكرية المشتركة التي تقودها جيوش الدول الثلاث المعنية بالحرب على "بوكو حرام" (النيجر وتشاد والكاميرون).