وقفة هنا ووقفة هناك والبادي اظلم
عبد الكريم بنحمادي
يعيش المغرب هذه الأيام على إيقاع الوقفات التضامنية لكنها كانت في غير محلها , فبمجرد وقوع حادت اعتقال فتاتي إنزكان بسبب الإخلال بالحياء العام من وجهة نظر أهل إنزكان على خلفية لباسهما لتنورة لم يعتد عليها ابنا المدية فبالأحرى في شهر رمضان حسب قولهم .
هذه الواقعة استقطبتها الجمعيات الحقوقية على أحر من الجمر فتم تنضيم وقفة مع " صايتي " لبس فيها الرجال تنورة تضامنهم مع فتاتي انزكان , لتنطلق حملة أخرى لكنها معاكسة أي مع الحجاب وضد العري.
الغريب في الأمر أن المتظاهرين من كلا الطرفين اهتموا بالموضوع بحرقة زائدة حبذا لو كانت مع الفقراء الذين يموتون جوعا في الجبال , ومع المعطلين الذين تنهال عليهم الحكومة بالهراوات عوض التفكير في منحهم فرص الشغل . أو مع دوي العاهات المستديمة الذين يموتون بصمت أو أو .....
لعل حالت الاغتصاب التي تعرضت لها فتاة من دوي الاحتياجات الخاصة ذهنيّا و بدنيّا التي تنحدر من مدينة الجديدة نتج عنها حمل وولادة من طرف ذئب بشري , تحتاج منا اكتر من وقفة احتجاجية تندد بهذا العمل الشاذ الذي أصبح ينخر المجتمع المغربي يوما بعد يوم .
هكذا أصبحنا أمام موضة جديدة تهتم بالتفاعل مع الأمور الثانوية وإهمال الأمور الجدية , فعلى سبيل المثال:
وقفات ضد أحكام الإعدام في مصر عمت المغرب بأسره .
ووقفة مع أسطول الحرية الذي لم يمنح سوا إشهارا للمشاركين فيه .
وقفة تبادل القبل أمام البرلمان .
وقفة ضد لوبيز .
وقفة ضد موازين .
وقفة ماصايمينش .
أصبحنا أمام وقفات انفعالية تستمر لساعة وتفرق في انتظار وقفة في السنة الموالية مع نفس الحدت أو شيء مشابه !