المدرسة العمومية المغربية والمسؤولية..الجمرة الحارقة التي يتقاذفها الجميع

المدرسة العمومية المغربية والمسؤولية..الجمرة الحارقة التي يتقاذفها الجميع

منير الحردول

لا يمكن لنمط التعليم والتربية أن يساير التطور المنشود، وذلك في ظل مدرسة عمومية تحمل فيها الأسر المغربية المدرسة والكراسي المكتبية المسؤولية الشاملة للأطر الإدارية والتربوية تجاه الناشئة!

وكأن أهل التربية يمتلكون العصا السحرية لمعالجة الخلل الاجتماعي التربوي والاقتصادي النفسي، للمعضلات المركبة التي تلازم الآباء والأمهات طيلة الحياة الزوجية. علاوة على سياسات برمجت للمدرسة العمومية وفق إكراهات لها ما لها وعليها ماعليها في ظروف سياسية تاريخية للبلاد يعرفها من هم على دراية بمسارات إصلاحات المدرسة العمومية..

 

فهذا الخلل للأسف، والذي أمسى عالقا في كائن بشري اسمه التلميذة والتلميذ، أضحى يشكل جوهر العطب في مسار طويل يلازم عقدة إصلاح المنظومة التربوية ككل! فالأسر المهملة أوالفقيرة عليها أن تكتسب من الوعي القليل! ولا تتحجج بظروف الحياة، فظروف الحياة هي أن لا تلد مولودة او مولود وترهنه لثقافة القدر، وتخلي المسؤولية عن الأبوين، والله عز وجل منح للبشر العقل لكي يفكر ويخطط لحياة مليئة بكل والتلاوين المرتبطة بصعوبات الحياة المسترسلة والدائمة..نفس الأمر ينطبق على بعض اهل التنظير الذين لم يمارسوا مهنة التدريس داخل الفصول الدراسية وفضلوا الاكتفاء بنسخ النماذج الأجنبية في واقع يفرض وضع الخصوصيات المغربية من جميع النواحي في الحسبان وفي كل شيء!!

 

فالأسر مهما تهربت من المسؤولية، ستبقى عنصرا فاعلا وبدون خجل! بل ومساهمة كذلك في تدني مستويات أبنائها، تدني يتمظهر من خلال التغاضي أو التساهل عن جوهر المعرفة الملقنة، جوهر عنوانه مطابقة الحقوق مع الواجبات!!! لا اللامبالاة المطلقة والاقتصار على الماديات، والزج بالأبناء في صدامات وصراعات زوجية عنوانها عدم التفاهم والتجانس في الحياة الزوجية وهكذا دواليك!

 

فيا أسر البيوت، ويا تنظير سياسة التوازنات!! المدرسة قدراتها محدودة، فلا تجعلوا الشارع ووسائل التواصل الحديثة، والإعلام، واليأس الاجتماعي، والزيف الفني القائم على الشهرة السريعة، يعمي بصيرة الجميع، ويخرب العلاقة الجامعة والنسقية بين مجتمع يحتاج لتدخلات الجميع، بهدف تخفيف الضغط على مدرسة تحولت لحائط قصير يعلق فيها الفشل، رغم انها بريئة بحكم التجارب العالمية!! فمسكينة المدرسة العمومية المغربية مع تجاهل تام لواجبات الأسر المغربية تجاة حقيقة اسمها تحمل المسؤولية!!

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات